كلمة الرئيس عبــد الفتــاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية قبرص
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس/ نيكوس خريستودوليديس.. رئيس جمهورية قبرص الصديقة،
السيدات والسادة،
اسمحوا لي، أن أعرب عن سعادتي البالغة، باستقبالكم اليوم بالقاهرة وترحيبي بزيارتكم الأولى إلى مصر، كرئيس لجمهورية قبرص الصديقة وتقديري البالغ، لأن تكون مصر هي وجهتكم الإقليمية الأولى، عقب انتخابكم كرئيس لبلادكم الأمر الذي يعكس حرصنا المشترك، على العلاقات المتميزة، التي تجمع بلدينا وشعبينا الصديقين.
واسمحوا لي يا فخامة الرئيس، أن أشيد في هذا السياق، بإسهاماتكم المقدرة، خلال السنوات الماضية، في تعزيز التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، من مختلف مواقع المسئولية التي شغلتموها سابقًا كما لا يفوتني كذلك الإشادة بالإسهام القيم، للرئيس السابق “نيكوس أناستاسيادس”، في تعزيز أواصر الصداقة بين بلدينا وبما قام به من جهد صادق في هذا الصدد، على مدار عشر سنوات.
السيدات والسادة،
انطلاقًا من حرصنا على تقوية شراكتنا الثنائية، فقد استعرضت مع فخامة الرئيس خلال مباحثاتنا اليوم، مختلف مسارات أوجه التعاون الثنائي بين البلدين واتفقنا على أهمية الإعداد الجيد، للجولة الثانية من اللجنة العليا المشتركة بهدف تحقيق نقلة نوعية، في كافة جوانب التعاون الثنائي، وعلى رأسها التعاون في قطاع الطاقة بما يشمل مشروع الربط الكهربائي، ونقل الغاز القبرصي لمحطتي الإسالة في مصر أو التعاون في أطر جديدة، مثل مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة وكذا العمل على زيادة معدلات التبادل التجاري، دعم التعاون في جميع المجالات التنموية والاقتصادية فضلًا عن استمرار العلاقات العسكرية المتميزة.
كما توافقت مع فخامة الرئيس القبرصي، على استمرار التنسيق الوثيق على المستوى السياسي، إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي هذا الصدد، أكدت لفخامة الرئيس على ثوابت رؤية مصر المبدئية، إزاء أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط عن طريق تأكيد التزام كافة الدول، باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة خاصة مبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية، واحترام الحقوق السيادية والمياه الإقليمية، لكل دول المنطقة.
كما أكدت لفخامته كذلك، على موقف مصر الثابت من القضية القبرصية، ودعم مصر لمساعي تسويتها، وفق مقررات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ورفض اتخاذ خطوات أحادية من أي طرف، بهدف خلق أمر واقع مستحدث، بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن.
لقد كان لقاؤنا اليوم كذلك، فرصة مواتية، لتأكيد تثميننا للشراكة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان ولما تمثله آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث، من مثال يحتذى على جميع الأصعدة ومن ثم اتفقنا على أهمية الإعداد الجيد، للقمة القادمة لآلية التعاون الثلاثي، والتي سيسعد مصر أن تستضيفها، خلال العام الجاري.
كما تم التطرق، إلى القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، حيث توافقنا على أهمية إجراء الاستحقاقات الانتخابية في ليبيا، في أقرب وقت وشددنا على أهمية خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة، من الأراضي الليبية بما يتسق مع استعادة ليبيا لسيادتها، ووحدة أراضيها واستقرارها.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ أكدت لفخامة الرئيس، ضرورة تضافر الجهود الدولية، من أجل تجنب تصاعد العنف ووقف الاستيطان دفع جهود التسوية النهائية من أجل إحلال السلام، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق قرارات الشرعية الدولية، وعلى أساس حل الدولتين.
كما أطلعت فخامة الرئيس القبرصي، على مساعينا المستمرة، للتوصل إلى تسوية عادلة لقضية “سد النهضة” وعلى جهودنا المتواصلة، للتوصل إلى اتفاق قانونيًا وملزم، لملء وتشغيل السد بما يحقق تطلعات جميع الشعوب في التنمية جنبًا إلى جنب، مع الحفاظ على أمن مصر المائي، الذي لا تفريط فيه.
فخامة الرئيس،
اسمحوا لي ختامًا، أن أرحب بكم مجددًا في القاهرة معربًا عن تطلعي لأن تشهد الفترة القادمة، مزيدًا من التعاون والتنسيق بين مصر وقبرص بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين ويولد مزيدًا من الزخم لشراكتنا الاستراتيجية، وللصداقة التقليدية، التي تجمع بين شعبينا وبلدينا.