المرأة القطرية.. محطات مضيئة وحضور كبير وتقدير عربي ودولي
” نحن جميعاً متساوون أمام الله، رجالاً كنا أم نساء. تضطلع المرأة بدور حيوي في مجتمعنا. لدينا ثلاث وزراء من النساء في الحكومة يقمن بعمل ممتاز، ولدينا نساء يقدن طائرات في سلاحنا الجوي، لا نرى أي فرق بين الرجال والنساء، وندرك طبعاً أن المرأة تعاني من التمييز في العالم، لكننا نعارض هذا التمييز بشكل كامل”.. بهذه الكلمات أكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خلال حوار لمجلة لوبوان الفرنسية في سبتمبر 2022 على أهمية دور المرأة في قطر والعالم.
وفي 8 مارس من كل عام تحتفل قطر باليوم العالمي للمرأة تأكيداً على دورها في الأسرة والعائلة والمجتمع والوطن بمختلف المجالات التعليمية والصحية والأكاديمية والدبلوماسية والاقتصادية وغيرها.
وتحظى المرأة القطرية بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة تقديراً لدورها ومكانتها التي تتعزز يوماً بعد يوم بمشاركتها الفعالة في مسيرة النهضة والتنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.
ويؤكد الدستور الدائم للدولة في 4 مواد دستورية على الأقل على هذه القيم، فالمادة 18 تشدد على دعامات العدل والإحسان والحرية والمساواة ومكارم الأخلاق، وفي المادة 19 تأكيد على تكافؤ الفرص أمام المواطنين، كما تنص المادة 34 على المساواة في الحقوق والواجبات العامة، والأمر كذلك في المادة 35 التي شددت على أن الناس متساوون أمام القانون لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين، بحسب تصريح سابق لسعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى.
وبالحديث عن المرأة القطرية، لابد من الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته وتلعبه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، على المستوى المحلي والإقليمي والعربي والعالمي.
ومن أبرز ما قدمته سموها على المستوى العالمي مبادرة “التعليم فوق الجميع”، حيث وضعت برنامج “علم طفلاً” الذي ساهم في الوصول إلى 10 ملايين طفل لا يحصلون على التعليم حول العالم، كما تم إطلاق استراتيجية “صفر” لمؤسسة “التعليم فوق الجميع”، والتي تهدف إلى تصفير نسبة الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في عدة بلدان.
وفي العام 2012 أسست صاحبة السمو مؤسسة التعليم فوق الجميع، وهي مؤسسة تهدف إلى توفير فرص حياة جديدة للمحرومين في العالم النامي، وتنضوي تحتها 4 برامج هي “علم طفلاً”، “الفاخورة”، “أيادي الخير نحو آسيا (روتا)”، و”حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن”، بحسب تقرير سابق لوكالة الأنباء القطرية “قنا”.
وتعد دولة قطر أول دولة خليجية تتسلم فيها امرأة منصباً وزارياً، وذلك في العام 2003، بعد تعيين سعادة السيدة شيخة المحمود، رحمها الله، وزيرة للتربية والتعليم، وعينت سعادة الشيخة غالية بنت محمد بن حمد آل ثاني وزيرة للصحة، بينما تتولى حالياً سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزارة الصحة العامة.
وكانت الدكتورة شيخة عبدالله المسند أول سيدة تتولى رئاسة جامعة قطر لتترك بصمة واضحة في مجال التعليم الأكاديمي في الدولة. كما تم تعيين وزيرة للصحة عام 2008، ثم تعيين وزيرة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2013.
وتتواصل بصمات المرأة القطرية في الحياة السياسية حيث تسلمت العديد من الحقائب الوزارية الهامة، ودخلت مجلس الشورى ليكون لها دور في اتخاذ القرارات والمشاركة في سن التشريعات والقوانين والعمل العام.
3 وزيرات في الحكومة الحالية:
– سعادة الدكتورة حنان الكواري، وزيرة الصحة العامة.
– سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة
– سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي.
وفي مجلس الشورى تتولى سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي منصب نائب رئيس المجلس.
جوائز مرموقة عربياً ودولياً للمرأة القطرية:
* في مارس 2022 منح المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية بالشراكة مع جامعة الدول العربية، سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، جائزة المرأة العربية للمسؤولية المجتمعية.
– في مايو 2022 فازت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة بجائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون في دورتها السادسة، وذلك خلال القمة الخليجية للعمل الإنساني لعام 2022، المنعقدة في دولة الكويت الشقيقة.
– اختارت اللجنة الفرعية الإقليمية لاستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة، رئيساً مشاركاً للجنة.
– فازت الدكتورة هنادي الحمد قائد أولوية شيخوخة صحية بالاستراتيجية الوطنية للصحة في وزارة الصحة، بجائزة “سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للبحوث في مجالي الرعاية الصحية للمسنين وتعزيز الصحة”.
* محطات هامة في مسيرة المرأة القطرية دبلوماسياً
تبوأت المرأة القطرية العديد من المناصب العليا في المجال الدبلوماسي، حيث تم تعيين سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني كأول سفيرة تعمل في منصب المندوب الدائم لدولة قطر لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف، ثم أصبحت المندوب الدائم لدولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
– تم تعيين سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، مساعداً لوزير الخارجية، لتكون بذلك أول امرأة قطرية تتقلد هذا المنصب.
– تعيين الدكتورة هند المفتاح بمنصب المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
دور المرأة القطرية في القانون والقضاء:
ترأست المرأة القطرية، عدة أقسام في وزارة العدل، وعينت السيدة مريم عبدالله الجابر أول وكيل نيابة على مستوى الخليج في سابقة اعتبرت أيضاً الأولى من نوعها على مستوى دول المنطقة.
جاء تبني الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع مبادرة دولة قطر بتخصيص يوم عالمي للقاضيات، واعتماد 10 مارس يوماً عالمياً لهن، تتويجاً للجهود القطرية الرائدة في تعزيز دور المرأة في كافة المحافل والمجالات لاسيما في السلك القضائي.
تصل نسبة تواجد المرأة القطرية في السلك القضائي، 13% من نسبة القضاة القطريين، ونسبة إشغال المناصب القيادية المتقدمة والمتوسطة في الكادر الإداري للمجلس الأعلى للقضاء 30% في حين أن نسبة أشغال النساء لوظائف القضاء الإدارية ككل، تقارب 42% وهي انعكاسات ملموسة لدور المرأة القطرية في السلك القضائي، بحسب تقرير لوكالة الأنباء القطرية في سبتمبر 2022.
أرقام هامة عن المرأة القطرية
– قالت سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير التنمية الاجتماعية والأسرة في حوار مع موقع الأمم المتحدة فبراير الماضي، إن دولة قطر قطعت شوطاً كبيرا فيما يتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن حوالي 61% من النساء يعملن في القطاع الحكومين وأن نسبة التعليم العالي بين النساء في قطر وصلت إلى ما يقرب من 71% وهي نسبة عالية جداً.
– بلغ إجمالي الطالبات الملتحقات بالتعليم الجامعي 24807 طالبات، بما يعادل نسبة 70.4% من إجمالي الملتحقين بالعام الدراسي 2019، كما بلغ إجمالي الخريجات من التعليم الجامعي في العام 2019 حوالي 3917 طالبة، بما يعادل نسبة 67.5% من إجمالي الخريجين في هذا العام، وفقاً لبيانات صادرة عن جهاز التخطيط والاحصاء، نشرتها وكالة الأنباء القطرية في مارس 2022.
– تدير سعادة الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني شركة الاستثمار الأولى التي أنشئت في المنطقة، مؤكدة بذلك قدرة المرأة القطرية على تحمل الأدوار القيادية، وتكونت رابطة سيدات الأعمال القطريات.
– 20% تقريباً من السجلات التجارية في الدولة مسجلة باسم سيدات أعمال قطريات، وارتفع عدد السجلات التجارية من 1,400 سجل في عام 2015 إلى 4,000 سجل تقريباً في عام 2020.
– 7000 امرأة قطرية عدد السيدات المالكات جزئياً أو كلياً للشركات، في حين يصل عدد السيدات المفوضات بالتوقيع ولهن حق الإدارة في الشركات نحو 4900 سيدة، فيما يبلغ عدد السيدات المفوضات بالتوقيع إلى أكثر من 4700 سيدة قطرية، بحسب تصريح سابق للسيدة ابتهاج الأحمداني عضو مجلس إدارة غرفة قطر ورئيس منتدى سيدات الأعمال القطريات.
وأكدت في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا” خلال مارس 2022، أن لدى سيدات الأعمال القطريات مشاريع في مختلف القطاعات الاقتصادية خصوصا في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تتنوع مشروعاتهن لتشمل قطاعات الصناعة والسياحة والعقارات والمقاولات والإنشاءات، والتجارة، والخدمات، وغيرها، في استثمارات يصل حجمها إلى مليارات الدولارات في السوق المحلي، هذا بالإضافة إلى استثمارات في البورصة، وأنشطة العقار، والسياحة، وغيرها.