ما هي قصة المنطاد الصيني الذي أربك البنتاغون؟
ظهر المنطاد الصيني في الـ 2 من فبراير/ شباط 2023 ودخل الأجواء الأمريكية من اتجاه الشمال الغربي، وتعقبه الجيش الأمريكي حتى وصل الساحل الشرقي للبلاد في الـ 4 من فبراير/ شباط، حيث تم إسقاطه في أجواء المحيط الأطلنطي.وقالت تقارير إخبارية إنه تم رصد انفجار صغير خلال سقوط المنطاد الصيني باتجاه المياه قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، بينما أرسل الجيش الأمريكي سفنا وطائرات حربية للبحث عن الحطام، الذي يمكن أن يساهم في التعرف على طبيعة الأجهزة التي كان يحملها المنطاد.
وبينما قالت الولايات المتحدة الأمريكية إنه منطاد تجسس، ردت الصين بأنه منطاد بحثي يتم استخدامه في أبحاث متعلقة بالأرصاد الجوية، مشيرة إلى أنه دخل الأجواء الأمريكية بسبب ما وصفته بـ “القوة القاهرة”.وتحدث خبراء عسكريون عن عجز أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية عن مواجهة المناطيد إذا تم استخدامها لأهداف عسكرية، بعدما أظهر مسار المنطاد الصيني من غرب الولايات المتحدة إلى شرقها أنه مر فوق مناطق تضم قواعد جوية ومخازن صواريخ استراتيجية.
ورغم نفي الصين لاستخدام المنطاد في التجسس، أصرت واشنطن على أنه كان يقوم بمهام استطلاع لمواقع استراتيجية أمريكية ووصفته بأنه “تصرف غير مسؤول”.وألغى وزير الخارجية الأمريكي زيارته التي كان من المقرر أن يقوم بها اليوم الأحد إلى الصين، على خلفية ما حدث.لكن الصين التي أقرت بتبعية المنطاد لها، تؤكد أنه كان يقوم بمهام بحثية مدنية وأن استخدام القوة العسكرية وإسقاطه بطائرة حربية يمثل رد فعل مبالغ فيه.
ورغم مزاعم واشنطن حول طبيعة المنطاد التجسسية، ونفي الصين لتلك المزاعم، فإنه يمكن استخدام المناطيد لأغراض الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية، وفي مثل هذه الحالات يتحول المنطاد لسلاح ذو أهمية استراتيجية كبيرة، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت أنها لا تمتلك وسائل دفاعية ضد المناطيد.
وقال الخبير في مركز الأمن الدولي “فافتور”، دميتري ستيفانوفيتش، إن واشنطن اعترفت أن قيادة الدفاع الجوي المشتركة لأمريكا الشمالية (نوراد) لا تملك إجراءات مضادة فعالة لمواجهة المناطيد، مشيرا إلى أن استخدام المناطيد في الاستطلاع يتطلب فهم عميق لإدارتها في طبقات الغلاف الجوي المختلفة.ولفت إلى أن الإجراءات المضادة تكون معقدة لأن الطائرات الحربية وأسلحة الدفاع الجوي الأرضية مصممة لارتفاعات متواضعة مقارنة بالارتفاعات التي تحلق عليها المناطيد.
وتابع: “ربما يكون من غير الوارد أو المنطقى إنفاق ميزانيات ضخمة لتطوير دفاع جوي مضاد للمناطيد، خاصة أن تحديد طبيعتها ربما تحتاج إلى عمليات معقدة وربما لا تتم بدقة.وتسبب المنطاد الصيني في إرباك وتخبط داخل الإدارة الأمريكية وخاصة وزارة الدفاع “البنتاغون” وسط جدل استمر أيام لاتخاذ قرار إسقاطه الذي انتهى باستخدام القوة العسكرية لإسقاطه فوق المحيط الأطلسي بعدما قطع مسيرته الكاملة فوق الأراضي الأمريكية من الغرب إلى الشرق، بصورة جعلت نيكي هالي، سفيرة واشنطن السابقة بالأمم المتحدة تهاجم إدارة بايدن وتقول إن القائد القوي لا يسمح بحدوث شيء كهذا.
معلومات عن طائرة الاستطلاع الأمريكية “آر سي – 135”