دكتور/علي عبدالرحمن نائب وزير التجارة الأسبق: أهمية الترابط بين المياه والغذاء والطاقة (Nexus)
أن الفهم لطبيعة الترابط بين الغذاء والمياه والطاقة، هو ابتكار وخلق سلسلة مبادراتٍ يمكن الإنطلاق منها لصنع سياساتٍ ووضع خططٍ استراتيجية لإدارة الموارد تحقيقاً لهدف التنمية المستدامة.
حيث بينت العديد من دراسات، أن ما يشهده العالم من تسارعٍ في تردي البيئة وتغييرٍ غير مرتقبٍ في المناخ وتزايد في النمو السكاني وحدّة في الأزمات الاقتصادية، بات يهدد الإنسان وأمن المجتمع واستقراره باخطار جسيمة، ويسبب ضغوطاً غير مسبوقة على مخزون الموارد الطبيعية بحيث أصبح من الضروري التصرّف بها وإدارتها بنهجٍ مختلفٍ جديد”.
ولقد أكد مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية، ريو+20 ان آفاق التكامل بين استخدام موارد المياه والزراعة والطاقة على الصعيد الوطني واسعة، يمكن أن تؤدي إلى تحديد الممارسات والآليات ذات التاثير الايجابي الافضل على التنمية الاقتصادية والاجتماعي.
كما بينت الدراسات أيضا أن ما يفوق المليار ونصف المليار شخص يعيشون في فقر متعدد البُعد، مما يؤدي إلي ازدياد الجوع والعطش”، في حين أنّ تغير المناخ لا ينفصل هو أيضاً عن تداعيات سبل الاستخدامات غير الصديقة للبيئة في إطار الاعتماد المتمادي على الطاقة التقليدية، والتي تُسأل عن تلوث الغلاف الجوي ومياه الانهار والمياه الجوفية، نتيجة النشاطات البشرية الملوثة للبيئة.
وهذا يدعوا بشدة إلي تلاحم وترابط الغذاء والمياه والطاقة، بحث التأثيرات المتبادلة، كمّاً ونوعاً، من خلال البحوث والدراسات والمشروعات التي تهدف إلي زيادة هذا التنرابط، من خلال الاستفادة الممكنة للموارد المتاحة في ظل مفهوم التنمية المستدامة.
كنتيجة وجود مساحة كبيرة من اجمالي مساحة البلدان المختلفة، يقع في بيئات جافة وشبه جافة بل وقاحلة في بعض المناطق، مما يجعل ندرة الموارد المائية ميزة ملازمة .
مما ينعكس علي عدم توافر المياه وتزايد شحتها على قطاع الزراعة وتأثيره على الامن الغذائي، اذ ان اجمالي المساحات المزروعة الحالية لا تشكل إلا ما نسبته 0.4 % فقط من إجمالي المساحة الجغرافية.
ورغم توافر موارد الطاقة، على نحو ملحوظ ، إلا انها لا تزال تمثل عبئاً مالياً واقتصادياً كبيراً على اقتصادات البلد.
ونتيجة التباين الواضح في توزيع الموارد الطبيعية من مياه وأراض زراعية ومصادر الطاقة،أثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأدى إلى تنامي ظاهرة الهجرة وخصوصا من الريف الى المدينة، كذلك إلى خارج حدود الوطن بحثا عن سبل العيش الكريم.