أسواق الأسهم العالمية تشهد أسوأ أعوامها منذ الأزمة المالية في 2008
تتجه الأسهم العالمية بنهاية تعاملات اليوم الجمعة، إلى تسجيل أسوأ أعوامها منذ الأزمة المالية في عام 2008، بضغط من تحركات البنوك المركزية لترويض التضخم والأزمة في أوكرانيا التي تسببت في موجات قوية عبر أسواق الأصول.خسر مؤشر “إم إس سي آي” للأسهم العالمية الواسعة النطاق، والذي يشمل الأسواق المتقدمة والناشئة، ما يقرب من خُمس قيمته في عام 2022، مع تكبد البورصات من وول ستريت إلى شنغهاي وفرانكفورت خسائر كبيرة، بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”.
وعانت أسواق السندات كذلك من عمليات بيع مكثفة، حيث ارتفع عائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات، والذي يعد معيارا عالميا لتكاليف الاقتراض طويل الأجل، إلى 3.8% من قرب 1.5% في نهاية العام الماضي، وهي أكبر زيادة سنوية في سجلات “بلومبرغ” حتى ستينيات القرن الماضي.وأدى الارتفاع بنسبة 9% في قيمة الدولار الأمريكي مقابل سلة من من النظراء الرئيسيين إلى زيادة الضغط على العديد من الأسواق، وتعرضت الاقتصادات النامية لضربة كبيرة بشكل خاص، لأنها غالبا ما تقترض بالدولار، كما أن العديد من الواردات الرئيسية، مثل النفط الخام، تسعر بالعملة الأمريكية.
أيضا شهد هذا العام الكئيب بالنسبة للأسواق المالية، ضغوطا قاسية مع زيادة تكاليف الاقتراض من قبل البنوك المركزية بقيادة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في محاولة للسيطرة على أسوأ موجة تضخم منذ عقود.وجهت الزيادات السريعة في أسعار الفائدة على مستوى العالم ضربة قوية بشكل خاص للعديد من الشركات مرتفعة النمو، والتي ازدهرت بفضلها سياسات التحفيز لدعم الاقتصاد العالمي خلال أزمة فيروس كورونا لعام 2020.بشكل عام، انخفض مؤشر “إس آند بي 500” الأمريكي الرائد بنسبة 19% هذا العام، وتراجع مؤشر “ناسداك” المركب الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 33%.
وهبطت قيمة سوق العملات المشفرة بمقدار 1.7 تريليون دولار منذ بداية عام 2022، في إشارة إلى انفجار فقاعة الحماسة المضاربية التي سادت في عام 2020.كما تعرضت أسواق الأسهم الصينية المترامية الأطراف لضربة حيث تعطل الاقتصاد بسبب إجراءات صارمة ضد فيروس كورونا، وانخفض مؤشر “سي إس آي 300” للأسهم في شنغهاي وشنتشن بنسبة 22% بالعملة المحلية و28% بالدولار.انخفض مؤشر “إم إس سي آي” أوروبا بنحو 16% من حيث القيمة الدولارية، لكنه انخفض بنسبة 11% من حيث قيمته باليورو. فيما ارتفع مؤشر “فوتسي 100” للأسهم في لندن، والذي يركز بشدة على شركات الطاقة والتعدين والأدوية، بشكل طفيف خلال العام.
كانت السلع من بين الرابحين النادرين في الأسواق العالمية هذا العام، حيث ارتفع مؤشر “إس آند بي جي إس سي آي” الواسع النطاق بنسبة 7%، مع تسجيل أسعار الطاقة والزراعة مكاسب قوية.