مفتي القدس يحذر من حرب دينية إقليمية بعد اضطرابات الخليل
أعرب مفتي القدس المسؤول عن المسجد الأقصى، عن قلقه بأن “الهجمات المتصاعدة” من قبل إسرائيل والمستوطنين اليهود على الأماكن المقدسة الإسلامية “قد تجر المنطقة برمتها إلى حرب دينية”.
جاء تصريح الشيخ محمد أحمد حسين، الذي شغل منصب مفتي القدسي منذ تعيينه من قبل السلطة الفلسطينية في عام 2006، في أعقاب نهاية أسبوع مضطربة في الخليل شهدت قيام عدد غير محدد من اليهود بمهاجمة أفراد الجيش الإسرائيلي وإثارة مواجهات مع الفلسطينيين المحليين.
وأشار حسين إلى تحطيم نوافذ مسجدي “باب الزاوية” و”الصديق” في الخليل خلال نهاية الأسبوع على يد “ميليشيات المستوطنين المتطرفين”، بحسب المفتي. وزعم أن الجيش كان على علم تام بالهجمات ولم يفعل شيئا لوقفها.
وقال حسين إن التخريب في المسجدين ينتهك “الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية، التي حفظت حرية الأديان والعبادة”.
وقالت الشرطة الإسرائيلية أنه “فور تلقي الشكوى [حول النوافذ المحطمة] تم فتح تحقيق بهدف تعقب المشتبه في ضلوعهم في الجريمة”.
واعتقلت الشرطة خلال نهاية الأسبوع 6 إسرائيليين بزعم ارتكابهم أعمال عنف ضد الجيش والمدنيين الفلسطينيين في الخليل. وأطلق سراح الستة يوم الأحد ولم يتضح ما إذا كانوا لا يزالون مشتبها بهم.
وتقدمت جندية إسرائيلية بشكوى بعد أن هاجمهت رجل إسرائيلي أثناء قيامها بواجباتها في المدينة. وقالت الجندية التي تسكن في الخليل للمحققين إن المهاجم نطحها في رأسها قبل أن يضربها بعصا ثم يهرب. ووصفت الجندية مظهر الرجل للشرطة لكن لم يتم القبض عليه بعد.
وأثارت لقطات من أحداث نهاية الأسبوع – بما في ذلك مقطع فيديو يظهر رجل يرتدي زي ديني يهودي يضرب فلسطينيا – وكذلك تقارير عن مضايقات ضد جنود إسرائيليين غضبا في إسرائيل.
وشبّه جيورا إيلاند، وهو جنرال متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي للحكومة، هجمات الإسرائيليين على الفلسطينيين، ممتلكاتهم، وقوات الجيش الإسرائيلي بليلة البلور، المذابح التي قادها النازيون ضد اليهود في ألمانيا في عام 1938.
وقال إيلاند للقناة 12: “قام العشرات بشن هجمات على المحلات التجارية الفلسطينية، متسببين بأضرار، وأطلقوا أعمال شغب دون أي استفزاز، وألحقوا الأذى أيضًا بالفلسطينيين. هذه مشاهد مروعة يمكن أن تعيدنا إلى ليلة البلور في 10 نوفمبر 1938، غير أننا كنا بالطبع في الجانب الآخر”.
وأعرب إيلاند عن أسفه لما أسماه اتساع “المعايير المزدوجة”، مشيرًا على ما يبدو إلى الوضع الذي يتم فيه إدانة الهجمات التي يشنها الفلسطينيون والعرب الإسرائيليون ضد اليهود الإسرائيليين والتعامل معها، بينما لا يتم التعامل مع الهجمات اليهودية على العرب.
ويُعد الحرم الإبراهيمي نقطة توترت في الصراع اليهودي الإسلامي ومكان مقدس لكلا الديانتين، ويخضع الموقع لترتيبات خاصة مصممة لتهدئة التوترات، والتي تشمل تقسيم المجمع إلى مساحات يهودية ومسلمة.
وكجزء من هذه الترتيبات، يمكن لليهود والمسلمين اختيار 10 أيام مقدسة ذات أهمية خاصة في السنة يتمتعون خلالها بحقوق استخدام حصرية في المجمع، وبالتالي يمكنهم الدخول إلى المناطق المخصصة عادةً لأعضاء الديانات الأخرى.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، كان لليهود حقوق حصرية في المجمع، للاحتفال بقراءة “حياة سارة” من التوراة، الذي يروي قصة استحواذ إبراهيم على الموقع ودفن زوجته سارة فيه.
وفي الشهر الماضي، عندما كان لليهود حق الوصول الكامل إلى الموقع المقدس خلال الأعياد اليهودية الكبرى، أثارت مقاطع الفيديو ليهود وهم يرقصون في أجزاء المجمع المخصصة للمسلمين غضب العديد من الفلسطينيين، كما يتضح من موجة المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأدان حسين إسرائيل لإغلاقها الموقع أمام المصلين المسلمين حينها.
وأعطى حسين مباركته في عام 2006 لاستخدام التفجيرات الانتحارية كأسلوب “مقاومة” ونفى في عام 2015 كون قمة جبل الهيكل / مجمع المسجد الأقصى موقع المعابد اليهودية التوراتية القديمة.
وعزا ييشاي فلايشر، المتحدث باسم المستوطنين اليهود في الخليل، الاضطرابات الأسبوع الماضي في الخليل إلى عدد قليل من الفاعلين السيئين وقال إنه من “السخيف” أن يدعي حسين أنها يمكن ان تؤدي الى حرب دينية، خاصة إذا كانت الأحداث في الخليل الأسبوع الماضي تشكل أساس هذه التوقعات.
وقال فلايشر إن “الغالبية العظمى من يوم السبت مر دون وقوع حوادث. تم اعتقال أربعة يهود بسبب سلوك غير منضبط من بين 40 ألف زائر، وكانوا ثملين. كان سلوكهم إجراميًا سيئًا وغير لائق. لم يكن أي منهم من الخليل ولا حتى من المستوطنين”.
وقال فلايشر إن معظم الناس احتفلوا بالسبت في الخليل بروح من التعايش واحترام زملائهم الموحدين.
“في نهاية قراءة التوراة نسمع عن كيف قام إسحاق وإسماعيل بدفن والدهما المشترك إبراهيم معًا. هذا جوهر يوم السبت: ثقافة الطريق الإبراهيمي المشترك للمسلمين واليهود والمسيحيين”.