بيروت – تقرير استخباراتي خطير: اللواء ابراهيم “يستثمر بالفراغ”!
ذكر موقع Intelligence Online الفرنسي أن مدير عام الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، “وجد فرصة” في مغادرة الرئيس ميشال عون منصبه في 31 تشرين الأول الماضي بدون بديل له في المنصب، بل حتى بدون تشكيل حكومة، مما دفع البلاد نحو فراغ في السلطة غير مسبوق.
الموقع الاستخباراتي فسّر تلك “الفرصة” بتولي مدير عام الأمن العام اللبناني مسؤولية ملفات رئيسية، وتعزيز موقعه في الهيكل الأمني للبلاد، ودعم تطلعاته السياسية المتزايدة.
وفق الموقع، فقد اتخذ إبراهيم بالفعل خطوات في الأشهر القليلة الماضية ليبقى مسؤولاً عن القضايا الاستراتيجية، وذلك من خلال تعزيز علاقاته مع عون، الذي فكر لبعض الوقت في تسليم مسؤوليات أكبر إلى المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا (المحسوب سياسياً على عون).
ولذلك انضم مدير عام الأمن العام إلى عون في جميع اجتماعاته التي عقدها مع الوسيط الأميركي عاموس هوكستين لمناقشة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
في اليوم الذي عُقد فيه الاتفاق في 27 تشرين الأول المنصرم، قلّد رئيس الجمهورية إبراهيمَ وسام الأرز الوطني تقديراً لإسهاماته في اتفاق ترسيم الحدود البحرية ولدوره الأمني على كل الأصعدة.
اعتماداً على هذه القاعدة القوية، يعمل إبراهيم الآن على عودة اللاجئين السوريين في تعاون عن كثب مع نظام بشار الأسد، وهو ما أحدث ضجة كبيرة من بين إسهاماته.
ومن خلال العمل مع المخابرات العسكرية في الجيش اللبناني، المكتب الثاني -المعروف بقربه من حزب الله- أرسل إبراهيم بعضاً من موظفيه للإشراف على عودة السوريين عند الحدود، بعد اختيار السوريين الذين سوف يعيدهم إلى البلاد قبل أي شيء، مثلما طلبت منه دمشق.
بفضل هذه العلاقات الوثيقة المستمرة مع السلطات في دمشق، يحاول إبراهيم أيضاً إحياء محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، ويضع في الحسبان إرسال وفد إلى دمشق.
غير أن هذه المحادثات قُوضت عندما أشار السفير السوري في بيروت، علي عبد الكريم علي، إلى أن بلاده لم تعد منخرطة في هذه القضية. وبرغم ذلك، لا يزال إبراهيم يتفاخر بدون تردد بأنه قادر على الحديث مباشرة مع الدائرة الداخلية للأسد.
وصولاً إلى ما هو أبعد من دوره في المديرية العامة للأمن اللبناني، ينشغل إبراهيم أيضاً بالجبهة الدبلوماسية. إذ إنه يناقش بانتظام الموقف اللبناني مع الدبلوماسيين المستقرين في بيروت.
وتحدث إبراهيم مع سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف في 25 تشرين الأول الماضي، كما تحدث مع السفير العماني في بيروت أحمد بن محمد السعيدي في الأسبوع التالي.
وبالمثل، يعتني إبراهيم بعلاقاته في واشنطن، وإن كان موقفه صار أضعف نوعاً ما هناك. حيث حرص على إظهار علاقاته مع الولايات المتحدة خلال جنازة أبيه في 3 أيلول 2022 في بيروت، حيث حضرها عديد من المسؤولين الأميركيين.