محاولات أمريكية لثني السلطة الفلسطينية عن “عضوية الأمم المتحدة”
تستعد مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف لزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطيني غداً الخميس، من أجل إجراء محادثات مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين بهدف بحث عملية السلام المتوقفة، وسعي السلطة الفلسطينية لانتزاع عضوية الأمم المتحدة الكاملة.
وقال مسؤولن أمريكيون، إن زيارة ليف تأتي في توقيت مهم، وتسعى من خلالها الدبلوماسية الأمريكية لمحاولة إقناع السلطة الفلسطينية، المحبطة من الجمود الدبلوماسي في عملية السلام، بالعدول عن محاولتها الجديدة للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وفقاً لما ذكره موقع “أكسيوس” اليوم الأربعاء.
أمس الثلاثاء، أعلن مسؤولون فلسطينيون، أن الرئيس محمود عباس يعتزم تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي لرفع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة من دولة غير عضو “مراقب” إلى دولة كاملة العضوية، وذلك بعد إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وسبق وأن قدمت فلسطين طلباً مماثلاً إلى مجلس الأمن الدولي عام 2011 بناءً على حدود عام 1967، لكن مشروع القرار لم يحظ بالأصوات التسعة المطلوبة في المجلس المؤلف من 15 عضواً بسبب ضغوط أمريكية وإسرائيلية.
وبحسب التقارير الأمريكية، فإن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية الإسرائيلية هادي عمرو، وصل إلى القدس أمس الثلاثاء للإعداد لزيارة ليف.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم الأربعاء، عزم القيادة الفلسطينية طلب ترقية مكانة فلسطين من عضو مراقب في الأمم المتحدة إلى عضوية كاملة.
وقال اشتية في بيان خلال لقائه في مدينة رام الله المبعوث الأمريكي هادي عمرو، “نسعى إلى تحريك الملف السياسي مجدداً من خلال طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة في ظل غياب المبادرات السياسية لحل القضية الفلسطينية”.
ودعا اشتية الإدارة الأمريكية إلى عدم تعطيل المسعى الفلسطيني وضرورة نقل وعود الإدارة الأمريكية فيما يخص فلسطين إلى حيز التنفيذ، ودعم التوجه الفلسطيني لطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ويرجح المسؤولون الفلسطينيون، أن يشرع الرئيس محمود عباس بإجراءات الحصول على العضوية الكاملة فوراً بعد خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تبدأ اجتماعها في 20 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وتأتي المحاولة الفلسطينية الجديدة، رغم إدراك السلطة بأن الطلب لن يمر إما بسبب الفيتو الأمريكي، أو نتيجة للضغوط المتعددة على أعضاء مجلس الأمن الدولي. وقال مسؤول فلسطيني، إن الرئيس عباس “يسعى لتحريك الملف مجدداً في ظل غياب المبادرات السياسية لحل القضية الفلسطينية”.
وتابع المسؤول: “منحنا الإدارة الأمريكية كل الوقت لتتقدم بمبادرة سياسية، وطالبنا دولاً أوروبية بالتحرك مثل فرنسا وألمانيا، لكن الكل يتذرع بالوضع الحكومي غير المستقر في إسرائيل”.
وأصيب المسؤولون الفلسطينيون بخيبة أمل بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في يوليو (تموز)، إذ لم تسفر عن أي نتائج سياسية حقيقة وجاءت كمجاملة فقط.
ومن شأن محاولة عباس لنيل عضوية الأمم المتحدة الكاملة، أن تكون مجرد وسيلة لرفع رصيده الشعبي، وكسب نقاط محلية، خاصة وأن السلطة الفلسطينية تضعف باستمرار متأثرة بالتوترات المتزايدة في الضفة الغربية المحتلة.
ويفيد المسؤولون الأمريكيون، بأن إدارة بايدن تعمل على تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية، وأيضاً تسعى لتجنب المواجهة مع الفلسطينيين في الأمم المتحدة واللجوء إلى استخدام حق النقض “الفيتو”.
ومن أجل تخفيف الاحتقان الفلسطيني، تسعى إدارة بايدن لحل أزمة عبور الفلسطينيين إلى الأردن عبر جسر اللنبي، والسماح بتركيب شبكة “4 جي” في الأراضي الفلسطينية.