السياسة

التصعيد الحوثي في تعز يهدد بنسف الهدنة في اليمن

تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية هجماتها في تعز مهددة بنسف الهدنة الأممية، وعرقلة محادثات عمان الساعية لإيجاد حل واقعي يخرج المدينة من الحصار الطويل المفروض عليها. وأسفرت الهجمات العنيفة على مدينة الضباب عن عشرات القتلى والجرحى. وتهدف الميليشيا الموالية لإيران إلى غلق شريان رئيسي يصل تعز المحاصرة منذ 7 سنوات بعدن.

تهديد للهدنة
ودفعت الميليشيا الإرهابية بتعزيزات عسكرية كبيرة ضمنها صواريخ باليستية وطائرات مسيرة ودروع ثقيلة إلى جبهة تعز، ما يهدد بانهيار الهدنة الأممية ويقوض جهود التهدئة، والانتقال نحو توسيع وقف إطلاق النار.

وقالت مصادر مطلعة، إن ميليشيا الحوثي عملت على إنشاء خط عسكري من إب نحو تعز، سعياً لتفجير الوضع في المدينة المحاصرة. وأشارت المصادر، إلى أن القوات الموالية للحوثيين عززت انتشارها في الجبهات الغربية كالضباب، وجبل حبشي، ومقبنة، وغراب”. وكذا في جبهات الأربعين والدفاع الجوي شمالاً، وكلابة وصالة والحوبان شرقاً، وفقاً لما ذكرته صحيفة “الإمارات اليوم” أمس الثلاثاء.

وخلفت الاشتباكات الأخطر في تعز 23 قتيلاً حوثياً، و10 جنود من القوات الحكومية. 

وكثفت الميليشيا الحوثية، هجومها على مواقع في جبهة الضباب التي تضم الشريان الرئيس الوحيد أمام حركة السكان والمسافرين من مدينة تعز إلى خارج المدينة، ونجح الجيش اليمني في إفشال محاولة حوثية للتقدم نحو الطريق الرئيسية المتجهة نحو منطقة التربة ومنها إلى لحج وعدن.

رد فعل 
ورداً على التصعيد الحوثي، علقت اللجنة العسكرية الحكومية المشاركة في المحادثات الجارية في العاصمة الأردنية عمان بهدف تعزيز الرقابة على الخروقات وتشكيل غرف عمليات مشتركة على مستوى الجبهات في جميع أنحاء البلاد. وأوضحت اللجنة في بيان، أن التعليق نتيجة قيام الميليشيات الحوثية بشن اعتداء عسكري واسع في محافظة تعز نتج عنه عشرات القتلى والجرحى.

وقالت اللجنة، إن تعليقها لمشاركتها سيستمر حتى “إشعار آخر”، مطالبة اللجنة الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص لليمن هانس غروندبرغ للاضطلاع بواجباته تجاه هذه الممارسات والجرائم التي تقوم بها ميليشيات الحوثي، وأن يوضح للعالم حقيقة التعنت الحوثي والأساليب الملتوية التي يمارسها في التملص من التزاماته بالهدنة الإنسانية.

من جهته، أكد رئيس لجنة التفاوض الحكومية في مشاورات تعز، عبدالكريم شيبان، أن التصعيد العسكري الأخير للحوثيين بجبهة الضباب، ينسف ادعاءات الميليشيا بحرصها على رفع الحصار عن المدينة التي تعاني تبعات إغلاق الطرقات الرئيسية منذ 7 سنوات، وأشار في تغريدة على تويتر إلى أن “هذا الانكشاف ليس بجديد، فالتنصل من الالتزامات وتقويضها سمة بارزة في سلوكها منذ زمن طويل”، ودعا شيبان، المبعوث الأممي إلى “إدانة هذه الهجمات، وإلزام ميليشيات الحوثي بتنفيذ بنود الهدنة”.

كما وصف المتحدث الرسمي للمقاومة الوطنية، العميد الركن صادق دويد، تصعيد ميليشيات الحوثي في محافظة تعز، بأنه تنصل من التزامها برفع الحصار عن مركز المحافظة، وتهديد لهدنة شاملة في اليمن أعلنت عنها الأمم المتحدة مطلع أبريل (نيسان) الماضي.

قلق أمريكي
وفي نفس الإطار، عبر السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، اليوم الأربعاء عن قلقه البالغ إزاء هجوم شنه الحوثيون على مدينة ذباب، بمحافظة تعز، جنوب غربي البلاد.

وقال فاجن ، في “تغريدة” نشرتها السفارة الأمريكية على حسابها بموقع “تويتر”، “إنني قلق من هجوم الحوثيين على مدينة ذباب في انتهاك مباشر للهدنة”.

ودعا السفير الأمريكي جميع الأطراف إلى مواصلة المشاركة الكاملة في لجنة التنسيق العسكري، “لتجنب مزيد من التصعيد”.

من جانبها ، أعربت السفارة الفرنسية عن قلقها البالغ من هجوم الحوثي على منفذ الضباب، غرب تعز، مشيرة إلى أن “هذا العمل لا يتماشى مع جهود السلام وتطلعات السكان المحليين في تعز”. ودعت فرنسا الأطراف إلى المشاركة بحسن نية وبناءة في جهود الوساطة بما في ذلك لجنة التنسيق العسكري.

أهمية استراتيجية
وتتقاسم القوات الحكومية والحوثيون منذ سنوات السيطرة على محافظة تعز، ويفرض الحوثيون حصاراً خانقاً على مركز المحافظة التي تحمل ذات الاسم.

وتعز، لها أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى أطراف الصراع في اليمن، فهي مركز ثقل ديمغرافي، وهي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 256 كيلومتراً، وتطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر، كميناء المخا الذي يقع على منفذ بحري إستراتيجي والذي يمثل حلقة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية. ويشكك كثيرون في إمكانية أن يقدم الحوثيون على تقديم تنازلات لجهة فتح طرقات رئيسية في تعز، حيث يخشون أن ينعكس على وضعهم الميداني في المحافظة، وفقاً لما ذكرته صحيفة “العرب” أمس.

نسف محادثات عمان
ويشكل التصعيد في تعز تهديداً حقيقياً للمحادثات الجارية في عمان. وقال الباحث السياسي اليمني فارس البيل، إن “هذه اللقاءات فشلت قبل أن تبدأ، وفق تعبيره، مضيفاً أن “المبعوث الدولي لم يعد يملك أبعد من الهدنة كعمل للسلام، فوفد الحكومة لا يعلم بهذا اللقاء الجديد ولم يبلغ، بينما وفد الحوثي جاهز، ثم إن المبعوث الدولي استمع إلى موقف الشرعية جيداً على لسان الرئيس العليمي في أن الحكومة لن تذهب لتجديد أي هدنة ما لم تفتح معابر تعز باعتبارها نقطة جوهرية من شروط الهدنة عند إعلانها أول مرة، وإنما وافقت الحكومة على هذا التجديد الثاني بغية منح فرصة لتنفيذ فتح معابر المحافظة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى