عاجل

غرق طراد روسيا الصاروخي “موسكفا” بعد إصابته في البحر الأسود

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، غرق الطراد الصاروخي “موسكفا”، السفينة الرئيسة لأسطول البحر الأسود الروسي في المياه قبالة أوكرانيا، في أثناء سحبه إلى الميناء وسط عاصفة “شديدة”، بسبب الأضرار التي لحقت بهيكله بعد اندلاع حريق وانفجار الذخيرة على متنه.

أقرت الوزارة أن الذخيرة على متن الطراد انفجرت نتيجة حريق، دون أن توضح سببه، وأكدت أن “أسلحة الصواريخ الرئيسة” لم تتضرر، وكانت السفينة الحربية تحمل صواريخ دفاع جوي ومدافع أخرى، بالإضافة إلى صواريخ “كروز”.

وأوضحت الوزارة في وقت سابق أن الطراد ظل في حالة طفو، بينما أشعلت النيران بعض الأسلحة، وأجبرت الطاقم البالغ عدده 150 شخصًا على الإخلاء إلى سفن أسطول البحر الأسود القريب.

وفي وقت متأخر الأربعاء 13 من نيسان، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في أوديس- أوكرانيا، ماكسيم مارشينكو، عبر حسابه في “تلجرام”، إن الجيش الأوكراني ضرب السفينة الحربية “التي تحرس البحر الأسود” بصاروخي “كروز” مضادين للسفن من طراز “نبتون”، ما تسبب بأضرار جسيمة.

بينما نفت وزارة الدفاع الروسية أن يكون هجومًا من قبل أوكرانيا.

وفي حين لم تكن الولايات المتحدة قادرة على تأكيد مزاعم أوكرانيا بضرب السفينة الحربية، وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الحادثة بأنها “ضربة كبيرة لروسيا”.

تعد خسارة السفينة الحربية التي تحمل اسم العاصمة الروسية هزيمة رمزية مدمرة لموسكو، إذ أعادت قواتها تجميع صفوفها لشن هجوم متجدد في شرق أوكرانيا بعد انسحابها من معظم الشمال، بما في ذلك العاصمة كييف.

في خطابه الليلي بالفيديو إلى الأمة، ألمح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى الغرق، إذ أخبر الأوكرانيين أنهم يجب أن يفخروا بأنهم نجوا 50 يومًا من الهجوم عندما “أعطاهم الروس خمسة أيام على الأكثر”، على حد قوله.

طغت أخبار السفينة الرئيسة على المزاعم الروسية بالتقدم في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، حيث تقاتل القوات الروسية الأوكرانيين منذ الأيام الأولى لـ”الغزو” في بعض من “أعنف المعارك” في الحرب، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد بريس“.

يعتبر الاستيلاء على ماريوبول أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لروسيا، لأنه سيسمح لقواتها في الجنوب، والتي جاءت عبر شبه جزيرة القرم التي ضُمّت سابقًا، بالارتباط الكامل مع القوات في منطقة دونباس، معقل أوكرانيا الصناعي الشرقي وهدف الهجوم المقبل.

“مدمرة حاملات الطائرات”

بُنيت “موسكفا” في الحقبة السوفييتية في ميكولايف الأوكرانية، وتُعرف بـ”مدمرة حاملات الطائرات”، وتعتبر من أهم السفن الصاروخية التي طورتها روسيا في إطار المشروع الحكومي “1164 Atlant”، لطرادات الصواريخ الموجهة في البحرية الروسية.

وهي رمز من رموز الأسطول الروسي منذ دخولها الخدمة باسم “Slava”، عام 1983، وحصلت على اسمها الحالي عام 1996، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية “تاس“.

يحمل الطراد الصاروخي 16 صاروخًا مضادًا للسفن من طراز “P-1000 Vulkan”، بمدى لا يقل عن 700 كيلومتر، وكذلك صواريخ “S-300” طويلة المدى للدفاع الجوي، بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة المضادة للغواصات وطوربيدات الألغام.

يبلغ طول السفينة 186 مترًا، وعرضها 20.8 متر، بارتفاع 621 قدمًا، ومقدار إزاحتها للمياه يعادل 11 ألفًا و380 طنًا، كما يمكنها الإبحار بسرعة 34 عقدة بحرية.

نُشرت السفينة سابقًا في النزاع السوري بطاقم من 510 أشخاص، حيث خدمت كحماية بحرية لقاعدة “حميميم” الجوية للقوات الروسية، بحسب ما ذكرته الإذاعة الرسمية للولايات المتحدة “Voice Of America“.

في عام 1989، كان من المفترض أن تستضيف السفينة اجتماعًا قبالة مالطا بين الزعيم السوفييتي، ميخائيل جورباتشوف، والرئيس الأمريكي، جورج إتش بوش، لكنّ رياحًا شديدة القوة نقلت المحادثات إلى الطراد الروسي “مكسيم غوركي”.

سُمع دوي انفجارات قوية في كييف اليوم، الجمعة 15 من نيسان، واستعر القتال في الشرق بعد أن أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن غرق السفينة في واحدة من أعنف ضربات الحرب.

وكانت الانفجارات هي الأقوى في منطقة العاصمة الأوكرانية منذ انسحاب القوات الروسية من المنطقة في وقت سابق من الشهر الحالي، استعدادًا لمعارك في الجنوب والشرق، بحسب ما ذكرته “رويترز“.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى