الادب والثقافة

اعتراف … شعر / سميرة فرجي


يَــا لائِــمِــــي لـــمْ تَـعْـــــدِلِ الأيَّــــــــامُ
إنِّــــــــي أُكَـــــــابِـــــدُ عَـلّتِـــــــــي وألاَمُ
جَرَّعْـتـنِي مِنْ كَأسِ ظُلِمكَ ويْلَهـــــــــــــا
وَالظّلمُ يَـا زَيْن الرِّجَــــــالِ حـــــــــرامُ
أشْرعْتُ نفْسِي فِي هَواكَ لنفسهــــــــــا
فَــأطــاحَ بالقــلـبِ الكَتومِ سـقــــــــــــامُ
ورفعتُ راياتِ السَّـلامِ فَــلَمْ تَـلِــــــــــنْ
وَمَتَى اسْتَقَرَّ مع الرِّجَالِ سَــــــــــلامُ؟!
سَهْــمُ الظـنُونِ إذَا تَحَـكّـمَ جَــــــــــارِحٌ
فِـــــي نَـزْعِـــهِ أوْ تَــرْكِـــــهِ إِيـــــــلامُ
فَـــدَعِ المَلامةَ وانْتَصِــرْ لحقيقــتــــــــي
بَعـْــض التَّـجَـنِّــي سِـــرُّهُ أوْهَـــــــــامُ
كُنْ غَافلاً كُنْ عَاتِيًا كُنْ مَنْ تَشَــــــــــــا
فالنّقْصُ في شَــرْع المُحِبِّ تَمَــــــــــامُ
لَـمْ أعْــتَــرِفْ يَـوْمًا بِأنَّـكَ آسِــــــــــرِي
وَبِأنَّ طَـيْفَــكَ فِي الفُــــؤَادِ وشــــــــــامُ
لَـمْ أعْـتَـرِفْ وَأنَا أذوبُ تَــشَـوُّقــــــــــًا
انَّ الدّقِـيقَــةَ فِي غِـيَــابِـكَ عَــــــــــــامُ!
لاَ لَمْ تعـدْ تُجْدي عَـقاربُ سَاعَتِـــــــــــي
فالعُــمْـــرُ فـيـكَ بِـدَايَــــةٌ وَخِــتـَـــــــامُ
لمَّا تَغِيبُ يَغِيبُ عَنْ عَيْنِي الضّيــــــــــــا
فَـكَـأنَّ دُنْـيَــا العَـالَمِيــنَ حِـمَــــــــــــــامُ
ويبيتُ جَـفْـنِي بِالسّهَــادِ مُـكَـحَّـــــــــــــلاً
يَـرْعَــى الكَوَاكِـبَ وَالمَكَــان قـتــــــــــامُ
وَيَخَـالُـنِـي لَيْلِي المُعــــذّب لَـيْــلَـــــــــــهُ
فَيَنــــامُ فِي حِضْنِـي وَلَسْــتُ أنـــــــــــامُ
وَمَـدَائِـنِــــــي قَـفْـــرٌ بكُـلِّ أنَاسِـهَـــــــــا
وَدِيَــارُهَـــا فِـي نَـاضِـــرَيَّ حُـطَـــــــــامُ
وَنَـسـيمُـهَـا حَـرٌّ يُحَـاصِـرُ ربْـعَهَــــــــــا
وَسَمَاؤُهَا وَسْط الشّمُـوسِ غمــــــــــــــامُ
وَدُرُوبُهَا فِي الرّوحِ تَقْدَحُ وَحْشَــــــــــــة
وَنَهَــارُهَـــا بَعْـــدَ الظّــــلامِ ظــَـــــــلامُ
فَبِحَقِّ رَبّكَ هَلْ يَجُـــــوزُ تَــدَلـــــــــــــلٌ
وَبِحَـقِّ رَبّـكَ هلْ يـَجُـوزُ مَـــــــــــــلامُ؟!
وَأَنَا الَّتِي أمْضَيْتُ عُـمْرِي أَشْتَكــــــــــي
للهِ مَــــا فَــعَـــلَــــتْ بــــيَ الأيَّـــــــــــامُ
مَلِكٌ فَـــريـدٌ أنْـــتَ فِـي صـبَــوَاتِــــــــه
مُـتَجَـبِّـــرٌ، مُـتَـحَــكِّــــمٌ وَهُـــــمَــــــــامُ
وَلَكَ الفُــؤادُ إذا ارْتضـيـتَ ونَبْضُــــــــهُ
ووريــــــدُهُ وشِـــغَـــــافُـــــهُ خُــــــــدَّامُ
وَلَكَ الحَـنَــايَـا كلّها عــرش فهَـــــــــــلْ
يَعْـلُـو عَلَى هـذا المقَــامِ مقَــــــــــــامُ؟!
صَــنَــــمٌ أنَــا كَـمْ كُـنْتُــهُ بِتَـكَـتُّـمِـــــي
وَصَبَابَتـي بَيْــنَ الضُّلُـــوع ضِــــــرامُ
فَإِذَا طَوَى صَمْتِي الطَّويل لَوَاعِجِــــي
فَالصَّـمْتُ فِي لُغَــةِ القُـلُوبِ كَـــــلاَمُ
وإذا الخَـوَافِـقُ بالعَـفَــافِ تَكَـلَّـمَـــــتْ
قَـالَــتْ كَــلامـًا لَمْ يَقُــلْــهُ إِمَـــــــــامُ!!
إنِّـي لَجمْــتُ مَشَــاعِــــرِي لـكـنَّمَــــــا
أَفْـشَــى لَضَــاهَــا حُــرْقةٌ وَهُــيَــــامُ
وتَنَـاقَــلَ العُـشَّـاقُ بَصْمَةَ لَوْعَــِتــي
فَـتَـشَـكَّـلَتْ مِنْ خـافِـقِـي أخْـتَــــــامُ!
وتَشَكَّلَتْ مِنْ صَبْوَتِي مُدُنُ الهَـــوَى
وَتَنَـاسَـلَـتْ مِنْ حَـرِّهَـا الأَرْحَـــــــامُ!
إنِّي عَـلَى وَعْـدِي وَلَوْلاَ خَـافِــقِـــــي
يَا لائِمِــي لمْ تُعْــــــــــــرَفِ الآلاَمُ!
هَـــذِي اعْــتِرافَــاتِي فَقُـلْهَـا جَهْــرَةً
فِـي حَـضْــرَتِـي تَتَـكَلَّـمُ الأَصْـنَـــــامُ!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى