واشنطن: دعم مصر والسعودية والإمارات لإجراءات البرهان لن يفيد السودان
انتقد المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي “جيفري فيلتمان”، الجمعة، دعم مصر والإمارات والسعودية الضمني لإجراءات قائد الجيش السوداني “عبدالفتاح البرهان” الأخيرة، مؤكدا أنه لن يفيد الخرطوم في مواجهة المشاكل الاقتصادية. وقال “فيلتمان”، عبر برنامج “نيوزهور” على قناة “بي بي أس” الأمريكية، إن “دعمهم (الدول الثلاث) الضمني لن يفيد السودان كثيرا، خاصة في حل المشاكل الاقتصادية الوشيكة”.
وواصل قائلا: “السودان كان بصدد إعادة هيكلة ديون بقيمة 85 مليار دولار، لا أعتقد، أن هذه الدول، تكون قادرة على استبدال المجتمع الدولي والمؤسسات المالية في حل مشاكل البلاد الاقتصادية”. وأشار إلى أنه التقى مرتين “البرهان” قبل يوم من تفاقم الوضع في السودان لبحث الفترة الانتقالية. وأضاف أن ذلك كان لمدة ساعتين ونصف يوم السبت، وساعة يوم الأحد، مشيرا إلى أن “البرهان” تحدث عن وجود فوضى من جانب المكون المدني، وغياب بعض المؤسسات. وأوضح “فيلتمان” أن “البرهان” وقائد قوات الدعم السريع “حميدتي” لم يلمحا قط إلى أنهما سيحلان مجلس الوزراء بالطرق العسكرية.
وتابع: “البرهان سيدرك قريبا أن إعادة السودان إلى ماض مظلم ليس بهذه السهولة؛ فهو يتعرض لضغوط ليس فقط من قبل الولايات المتحدة، ولكن أيضا من قبل المنظمات الدولية والدول المجاورة والمواطنين، الذين أضربوا عن العمل احتجاجا على الانقلاب العسكري في البلاد”. والإثنين، أعلن “البرهان”، حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية. وقبل ساعات من هذه القرارات، نفذت السلطات سلسلة اعتقالات شملت رئيس الحكومة الانتقالية “حمدوك” (أطلق سراحه في اليوم التالي)، ووزراء ومسؤولين وقيادات حزبية ووصف مسؤولون بالحكومة وهيئات مدنية سودانية خطوات “البرهان” بـ”الانقلاب العسكري”؛ بينما اعتبرها الأخير “تصحيحا للمسار الانتقالي”. وقبل إجراءات “البرهان”، كان السودان يعيش، منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.