سنوات حرب اليمن تحصد 10 آلاف طفل
إحصائية لمنظمة “يونيسف” تكشف أن القُصّر يصابون بمعدل 4 حالات يومياً في الأعوام الـ7 الأخيرة
تواصل آلة الحرب في اليمن حصد أغصان الطفولة الغضة، فيما يشيخ من نجا منهم في بواكير فجره الأول نتيجة لمآلات حرب ضروس تقتلهم بلا هوادة، وتضعهم في فم مدفعيتها اللاهبة كقرابين يومية لنزاع لا يعلمون دوافعه.
وكلما ازداد سعير الحرب، تضاعفت أعداد الضحايا الأطفال سواءً الذين يتم الزج بهم من قبل الميليشيات الحوثية كمقاتلين تم إجبار الكثير منهم على خوض هذه المهمة الوحشية، أو ممن تستهدفهم نيرانها في مختلف المدن.
مقتل 4 أطفال يومياً
وفي إحصائية تكشف حجم الانتهاكات الإنسانية المريعة التي طاولت هذه الشريحة في اليمن، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في جنيف، أن عشرة آلاف طفل قتلوا أو أصيبوا بجروح في اليمن منذ بدء النزاع وذلك بعد عودته من مهمة في ذلك البلد.
وقال جيمس ألدر، الناطق باسم المنظمة خلال تصريح صحافي إن “النزاع في اليمن تجاوز للتو محطة مخزية مع بلوغ عتبة عشرة آلاف طفل قتلوا أو أصيبوا بتشوهات منذ بدء المعارك في مارس (آذار) 2015، وهذا يعادل أربعة أطفال يومياً”.
ضحايا منسيون
وأضاف ناطق “يونيسف” في إحاطته التي طالب خلالها بإنهاء القتال في البلد، أن هذا الرقم يشمل فقط الأطفال الضحايا الذين تمكنت المنظمة من معرفة مصيرهم، مشيراً إلى أن “هناك عدداً لا يحصى من الأطفال الآخرين”
ولمواصلة الجهود أكد أن “اليونيسف بحاجة طارئة لأكثر من 235 مليون دولار لتواصل أعمال إنقاذ الحياة في اليمن حتى منتصف عام 2022، وإلا ستضطر إلى خفض أو وقف مساعداتها الحيوية للأطفال الضعفاء”.
عائق التمويل
وتطرق للعوائق التي تحول دون الوصول لكافة الأطفال في البلد الذي انهكته الحروب، لافتاً إلى أنه “بمستويات التمويل الحالية ومن دون إنهاء القتال، لا تستطيع اليونيسف الوصول إلى كل هؤلاء الأطفال، ليس هناك طريقة أخرى لقول هذا الأمر لكن من دون دعم دولي سيموت المزيد من الأطفال الذين لا يتحملون مسؤولية في هذه الأزمة”.
وتابع “الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ في العالم، تضافرت تهديدات بين حرب عنيفة وطويلة الأمد ودمار اقتصادي وانهيار الخدمات، إضافة إلى استجابة أممية ضعيفة التمويل، جعلت من هذه الأزمة حالة أكثر سوداوية”.
من النار إلى الجوع
الإحصائية التي تكشف عن المصير البائس لمن نجا من الأطفال من نيران الحرب، قال عنها إلدر “يحتاج أربعة من كل خمسة أطفال إلى مساعدات إنسانية”.
إضافة إلى ذلك “يعاني 400 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، وهناك أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة، هناك أربعة ملايين آخرين معرضون لخطر الخروج منها”.
غوتيريش يبتز الحوثي
وعلّق القيادي في الكيان السياسي للميليشيات بصنعاء، محمد علي الحوثي، على إدراج الأمم المتحدة جماعته على رأس القائمة السوداء للجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، الصادر في يونيو (حزيران) الماضي، قائلاً “هذا التقرير لا يستند إلى حقائق ميدانية ولا تقارير لجان مستقلة”.
واعتبر أن القرار الذي اتخذته الجهة الدولية لا يتجاوز أن يكون “ابتزازاً سياسياً يهدف من خلاله الأمين العام أنطونيو غوتيريش لإعادة انتخابه”.
مذبحة جماعية
وكانت منظمة “ميون” لحقوق الإنسان، وهي منظمة يمنية غير حكومية، قد حددت في تقرير صادر عنها نهاية الشهر الماضي، المحافظات اليمنية المنكوبة بعدد الضحايا من الأطفال المجندين.
ووفقاً لمدير المنظمة، عبده الحذيفي، فقد تصدرت محافظات صنعاء، وذمار، وحجة، عدد الضحايا بمقتل 333 طفلاً خلال الستة الأشهر الأولى من العام الحالي 2021، من إجمالي 15 محافظة شملتها عمليات الرصد، خلافاً للقتلى الذين لم يتم الإعلان عن أسمائهم، فيما يقدر عدد الجرحى بـ3400 طفل، بحسب المعلومات من المستشفيات في أمانة العاصمة والمحافظات الخاضعة للجماعة وما تسمى بمؤسسة رعاية الجرحى.
الحذيفي قال إن هذه الأرقام تشير إلى “مذبحة مروعة تتعرض لها الطفولة في هذه المحافظات بخاصة وباليمن بشكل عام”.
وأكد أن التقرير تضمن قائمة بأسماء أبرز قيادات جماعة الحوثي المتورطين في استقطاب وتجنيد الأطفال، حيث وثقت المنظمة من خلال فريق الرصد الميداني في أمانة العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم “تورط 125 قيادياً بعمليات تجنيد الأطفال وفي مقدمتهم يحيى بدر الدين الحوثي (شقيق زعيم الميليشيات ووزير التربية والتعليم في حكومة الميليشيات) ومحمد علي الحوثي (رئيس اللجنة الثورية) ومحمد بدر الدين الحوثي، وعبد الكريم أمير الدين الحوثي (شقيقا زعيم الجماعة) وعبد المجيد الحوثي وأحمد درهم المؤيدي وأحمد محمد حامد (مدير مكتب الرئاسة) وعبده المحسن الطاووس وضيف الله رسام”.
ولم تعلق الميليشيات على هذه الاتهامات التي طاولت قيادتها بالتورط في تجنيد الأطفال، إلا أنها بثت عبر منصاتها الرسمية صوراً لشبان دون الـ18 سنة أثناء قيامهم بتدريبات عسكرية، ونعت آخرين سقطوا في المواجهات.