مجددا.. تقرير جديد للمخابرات الأمريكية يوسع الجدل حول منشأ كورونا
نيويورك – تقرير يكتبه – احمد عجمان
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن التقرير المخابراتي الذي كان قد طلبه الرئيس الأمريكي جو بايدن من المخابرات عن أصل فيروس كورونا وطريقة انتشاره، والذي تسلّمه يوم أمس الثلاثاء، لم يحسم الجدل حول ما إذا كان كوفيد19 قد انتقل إلى البشر بشكل طبيعي، أو أنه انتشر عبر تسريب معملي.
وقالت الصحيفة إن التقييم الجديد، الذي أمر به الرئيس بايدن قبل 90 يوما، يسلط الضوء على التحدي الصعب الذي تواجهه الإدارة الأمريكية للحصول على مزيد من المعلومات من بكين من شأنها أن تلقي الضوء على كيفية بدء الوباء العالمي.
ونقلت الصحيفة قول مسؤولين حاليين وسابقين إن هذه المستخلصات الاستخبارية تؤكد أهمية حث الصين على مشاركة السجلات المختبرية وعينات الجينوم وغيرها من البيانات التي يمكن أن توفر مزيدا من الضوء على أصول الفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.
قال أحد المسؤولين الأمريكيين: ”لقد أجرينا غوصا عميقا في الاستقصاء، لكن لا يمكنك التعمق إلا بالقدر الذي يسمح به الموقف“. مضيفا: ”إذا لم تسمح لنا الصين بحق الوصول إلى مجموعات بيانات معينة، فلن نعرف الحقيقة أبدا“.
وعرضت الصحيفة تفاصيل ”صراع داخلي“ بين مسؤولي وزارة الخارجية خلال رئاسة دونالد ترامب، في عام 2020، يتعلق بالاستنتاج الذي كان قد توصل إليه توماس دينانو، القائم بأعمال رئيس مكتب مراقبة الأسلحة بالوزارة السابق، وهو أن معهد ووهان الصيني للأبحاث ربما لم يكن فقط موقعا لتسرب الفيروس، ولكن ربما تم استخدامه لإجراء أبحاث عسكرية محظورة بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية.
وكان دينانو قد استخدم سلطات مكتبه في مراقبة الامتثال لمعاهدات الحد من الأسلحة لطلب معلومات من مجتمع الاستخبارات لتقييم ما إذا كانت أبحاث الفيروسات الصينية قد تعارضت مع اتفاقية الأسلحة البيولوجية لعام 1972.
واكتشف المسؤول تقريرا ”مدفونا في ملفات وكالات الاستخبارات“ حول إصابة العديد من باحثي معهد ووهان بالمرض في خريف 2019 بأعراض تماثل أعراض مرض كوفيد-19 أو مرض موسمي، ووجد أيضا أدلة على أن المختبر عمل على بحث سري للجيش الصيني.
ويشير التقرير إلى أنه فيلاديسمبر 2020، بدأت الوزارة في صياغة ”بيان وقائع“ حول المعلومات الاستخباراتية الجديدة التي اكتشفها دينانو، وتساءلت المسودة عن سبب إرسال عالم فيروسات عسكري صيني إلى معهد ووهان خلال أزمة كوفيد، وعما إذا كانت أنشطة المعهد تتماشى مع اتفاقية الأسلحة البيولوجية التي تقضي بإجراء البحوث للأغراض السلمية.
وبدأ كبار مسؤولي مكتب الحد من الأسلحة أيضا في صياغة شكوى دبلوماسية رسمية تسأل بكين علنا عما إذا كانت أبحاثها حول فيروسات كورونا تتعارض مع اتفاقية الأسلحة البيولوجية، ومع ذلك، أثارت مسودة الخطة ”شدا وجذبا“ مع مسؤولين آخرين في وزارة الخارجية ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
أحد هؤلاء الرافضين لفرضية دينانو كان كريس فورد، وكيل وزارة الخارجية بالإنابة الذي كان رئيس دينانو في التسلسل القيادي، والذي افترض صحة أن تقوم الصين بإجراء دراسات على الأسلحة البيولوجية مثلما يفعل الجيش الأمريكي، وطلب من دينانو ”إثبات صحة“ ما يقول بشأن التسرب، وفقا للصحيفة الأمريكية.
وعلى إثر ذلك، قام دينانو بتشكيل لجنة علمية لكنها أيضا لم تصدر نتائج ”قطعية“، واتهم دينانو رئيسه الذي استقال بعد ذلك بأنه أصر على ”تعطيل المناقشات بين الخبراء بأسئلة طويلة الأمد وغير مدروسة“.
وفي منتصف يناير 2021، وافق مسؤول كبير في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية على الاستنتاجات التي نشرتها الخارجية في 15 يناير، وجاء فيها أنه لا توجد إجابة محددة بشأن ما إذا كان الفيروس قد نشأ بشكل طبيعي أو من مختبر، لكنها قالت إن هناك سببا للاعتقاد بأن باحثي ووهان أصيبوا بمرض في خريف 2019 وأن هناك روابط سرية بين المختبر والجيش الصيني.
وكان فريق من الخبراء الدوليين بقيادة منظمة الصحة العالمية قد أصدر تقريرا تمهيديا اعتبر أنه من ”غير المرجح على الإطلاق“ أن تكون أصول كوفيد 19 مرتبطة بتسرب الفيروس من مختبر. وهاجم منتقدون التقييم الأولي للمنظمة، قائلين إنه جهد غير دقيق.
العودة إلى نظرية تسريب المختبرات
وعلى الرغم من أن العلماء يعتقدون أنه من المرجح أن الفيروس انتقل إلى البشر من الحيوانات، إلا أن النظرية القائلة بضلوع مختبر في نشأة الفيروس اكتسبت قوة خلال الأشهر الأخيرة.
وأقر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بأنه كان من ”السابق لأوانه“ استبعاد نظرية تسرب الفيروس.
وفي مايو الماضي، أمر بايدن أجهزة الاستخبارات بـ“مضاعفة جهودها“ لتوضيح منشأ كوفيد-19 وبتقديم تقرير خلال 90 يوما.
ولفت بايدن إلى أن عمل الاستخبارات الأمريكية الذي يركز على فرضيتين، المنشأ الحيواني أو التسرب من مختبر، لم يفض حتى الآن إلى ”نتيجة نهائية“.