التسويق الشبكي والعهر التجاري
بقلم محمود حسن
منذ أكثر من خمسين سنة ولم يتوقف الفكر الصهيوني لحظة واحدة عن التفكير في كل ما يدمر الشباب المصري بصفة خاصة والعربي بصفة عامة وفي شتى مناحي الحياة ‘ وهانحن ذا نسلط الضوء على أحد أهم جوانب تدمير الشباب وهو ما يسمى بالتسويق الشبكي او الهرمي أو العنكبوتي او ما استحدث من أسماء براقة ‘
فبدأ منذ ما يقرب من عشرين سنة في طرح منتج وهمي عبارة عن قطعة زجاج او معدن او جلد في يد أحد الشباب وعلموه ودربوه كيف يوهم الناس بأن تلك القطعة تمنحك طاقة إيجابية وتقتل الطاقة السلبية أو انها تجلب الحظ وسموها ” حظاظة ” او غير ذلك من الاوهام ويبيع الشاب تلك القطعة بسعر خيالي يفوق قيمتها بعشرات الأضعاف ‘ وذكرني هذا بمشهد في احد المسرحيات المدمرة -:لا احب ذكر اسمها – حينما كان يقول الممثل ” بقى ابنك انت يضحك عليا انا ويقولي البتاعة دي بتقشر بطاطس ” وشر البلية ما يضحك ‘
ثم أكتشفت اللعبة وفطن الناس أنها عملية نصب ‘ فجدد المغرض من أساليبه وزين مداخله بالعسل المسموم ‘ فغير منهجه إلى سلع واقعية نستخدمها جميعا كالملابس والأجهزة والسيارات والساعات وخلافة ‘ وقام باستقطاب عدد من الشباب الطموح المحب للثراء السريع وقام بتدريبه على أعلى مستوى والسيطرة الكاملة على عقله وبرمجة فكره تماما للقيام بالمهمة على أكمل وجة ‘ واعدوا العدة ” ومكروا مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال “
وافتتحوا فروع في معظم العواصم في العالم ووضعوا خطة محكمة لإمتصاص دم الشباب ‘ فتصبح الفائدة بالنسبة لهم متعددة النتائج ‘
أولًا بيع منتجاتهم بعمالة مجانية أي أصبح لديه موظف يشتري ويبيع لغيره ويجتهد في التسويق بدون أجر ‘
ثانيا وهذا هو الأهم تدمير هذا الشاب وإغراقه في وهم الغنى الفاحش والسريع ‘
ثالثا إجباره على الكسل والتراخي والاعتماد على الفهلوة ‘
رابعا قتل روح الإنتاج والعمل الواقعي والعيش في الخيال والأحلام والأوهام ‘
خامسا استهلاك طاقة هؤلاء الشباب بما ينفع المغرض ويخدم مصالحه واهدافه ‘
وقدم المغرض في هذا عدة وسائل ومغريات مبهرة
فضم إليه عدد كبير من الأثرياء في العالم ‘ وجاء بعدد من الشباب وصنعوا له نجاح ممول ومنحوه سيارة فارهة وفيلا فاخرة ‘ كنوع من الاغراء ليتخذه الشباب كنموذج لهم وأنهم سوف يصبحون مثله عما قريب فيزداد وله الشاب وعشقه للفكرة فيعتنقها وتصبح عقيدة داخله لا تتزعزع ‘
وتتوالى المغريات فنجدهم ينظمون ندوات وحفلات ” إيفنات ” في أفخم الفنادق ويقوم باستهداف وتجمع اكبر عدد من الشباب الطموح ولابأس من تطعيم هذا الإحتفال بعدد من النجوم والإعلاميين ‘ ويخرج عليهم شاب ” روش ” في زينته وكأنه ” قارون ” يرتدي بدلة سوبر يتعدى ثمنها راتب وزير المالية ويتزين بحلي ومجوهرات وحذاء لميع يخطف الأنظار فيقول الشباب ليت لنا مثل ما اوتي هذا الشاب ‘ ويمسك الشاب بالميكروفون وبجواره شاشة فاخرة 20 × 10 متر مربع ويبدأ في التحدث إلى الشباب بلهجة عصرية مثيرة مطعمة بلغات أجنبية بنسبة 60 % من كلامه
ولا بأس من ادخال بعض النكات و ” الإيفيهات ” اللطيفة لشد انتباه الشباب وضمان إنتباههم له طوال الثلاثة ساعات ” رغي ” بلا توقف وكل كلامه سهام مسمومة لا تخطئ طريقها إلى قلوب وعقول الشباب الحضور تحتوي على وعود وأغراءات ونماذج نجحت في هذا ” السيستم ” وعرض صور وفيديوهات مصطنعة واسماء مبهرة وعالم فسيح من الخيال والرفاهية والثراء السريع والسفر إلى الخارج ” والشباب ضايع ومعذور يا ولداه ” فيستجيب على الفور ويتم تجنيده لمدة لا تقل عن خمسة سنوات من عمرة يتفانى فيها لخدمة هذا النظام ويخرج منها خاسرا مدمرا وأغلبهم لا يستطيع الخروج من شباكهم ويظل حبيس هذا النظام الذي أدمنه كالمقامر الذي كلما خسر استمر في اللعب على أمل الفوز والتعويض لاسيما ان الشحن والإغراء مستمر ‘
إن هذه الجهات المادية الصهيونية المغرضة التي تستهدف تدمير الشباب بمبررات وهمية وبحجة أنها تجارة القرن 21 وبحجة أننا يجب ان نواكب العصر وأن التجارة أصبحت ألكترونية وان التجارة التقليدية جهل وتخلف وركود وانك تستطيع تحقيق ربح يتعدى 20 ألف جنيه يوميا
ليس كل هذا إلا وهم وتدمير لطاقات الشباب وقتل روح الانتاج ‘
ولو أن هذه الجهات أمينة لقاموا بمساعدة الشباب في إقامة مشروعات صناعية او زراعية او تجارة واقعية من خلال فتح متجر او محل على أرض الواقع يجتهد فيه الشباب ويستيقظ مبكرة وينزل إلى عمله وليس ما يدعونه إليه من النوم و ” الأنتخة ” في المنزل والتجارة الوهمية عبر الأنترنت ‘ والأمر يحتاج إلى وقفة وتدخل سياسي سريع لأنقاذ الشباب من براثن شبكات ” دعارة الفكر ” التي انتشرت انتشار الوباء .
اللهم بلغت ‘ اللهم فاشهد .