مقتل 20 شخصا ونزوح الآلاف مع اتساع دائرة الصراع في إثيوبيا
قُتل ما لا يقل عن 20 مدنيا وشُرد عشرات الآلاف في “قتال عنيف” بين المتمردين والقوات الموالية للحكومة الفيدرالية في منطقة عفار الإثيوبية المجاورة لإقليم تيغراي المضطرب.
تسلط الاشتباكات المستمرة في عفار الضوء على احتمال أن يمتد الصراع في إثيوبيا المستمر منذ ثمانية أشهر إلى خارج تيغراي، الذي شهد مقتل الآلاف بالفعل والدفع بمئات الآلاف إلى المجاعة والهجرة، وهو ما حذرت منه قوى دولية الأسبوع الماضي.
نفذ متمردو جبهة تحرير تيغراي في نهاية الأسبوع ما وصفه متحدث بـ”عمل محدود للغاية” في عفار استهدف القوات الخاصة ومقاتلي الميليشيات من منطقة أوروميا، أكبر منطقة في إثيوبيا.
فيما قال محمد حسين، المسؤول في الوكالة الوطنية الإثيوبية للاستجابة للكوارث ومقرها عفار، لـ”وكالة فرانس برس”، إن العمليات كانت واسعة النطاق وأن المدنيين علقوا في مرمى النيران.
وأضاف: “القتال العنيف لا يزال مستمرا. لذلك تضرر نحو 70 ألفا بشكل مباشر ونزحوا، فيما قتل أكثر من 20 مدنيا”.
وتابع بالقول: “إنهم (المتمردون) يحاولون إخضاع عفار، والآن انضمت القوات الفيدرالية إلى القوات الخاصة في عفار ومجتمعات عفار المحلية وميليشيات عفار، وفي الأيام الأخيرة كان سكان عفار يقاتلون ويحمون أنفسهم”.
بدأت إثيوبيا حربا في إقليم تيغراي، في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، وأكدت وقتها أنها ترد على هجمات قامت بها جبهة “تحرير شعب تيغراي” ضد الجيش الإثيوبي، متعهدة بأنها لن تأخذ وقتا طويلا، إلا أن تبعات هذه الحرب ما زالت ممتدة.
قُتل الآلاف وأُجبر نحو مليوني شخص على ترك ديارهم في تيغراي بعد اندلاع الصراع بين الجبهة والجيش الإثيوبي، ودخلت قوات من إقليم أمهرة المجاور وإريتريا الحرب لدعم الحكومة، ونجحت أديس أبابا في طرد الجبهة من أغلب المناطق وعلى رأسها عاصمة الإقليم.
تجدد الصراع مع عمليات فرز الأصوات في أعقاب الانتخابات الإثيوبية العامة، التي جرت منتصف الشهر الماضي، دون التصويت في منطقة تيغراي الشمالية وأجزاء أخرى مضطربة، ومع ذلك، اعتبر رئيس الوزراء آبي أحمد هذه الانتخابات “يوما تاريخيا لإثيوبيا”.
وأشارت التقارير الإعلامية التي كشفت عن تجدد المواجهات العسكرية في تيغراي الإثيوبي، بين جبهة تحرير الإقليم وقوات الجيشين الإثيوبي والإريتري، إلى تعرض الطرفين الأخيرين لخسائر متتالية في أماكن متفرقة من المنطقة الشمالية، قبل أن تتمكن الجبهة من استعادة السيطرة على الإقليم.
في وقت سابق، استعرضت قوات إقليم تيغراي، آلاف الأسرى من الجيش الإثيوبي، وهم يمشون وسط حشود تحتفل بالانتصار، وطرد القوات الحكومية من المدينة، وأعلنت رفضها وقف إطلاق النار إلا إذا انسحبت قوات إريتريا والأمهرة- اللتان تدعمان الجيش الإثيوبي- من المنطقة.
قال رئيس الوزراء الإثيوبي، الأسبوع الماضي، إن رسالة حكومته لشعب تيغراي كانت واضحة، حيث رغبت في تجنب الصراع، وفي سبيل تحقيق ذلك قررت وقف إطلاق النار على أسس إنسانية.
وأضاف أن هذه آخر فرصة لتسوية الأمر بشكل سلمي، حيث يدفع الطرف الآخر نحو الصراع، ويقود الأطفال والشباب إلى تعاطي المخدرات، وبالتالي على قوات الدفاع التزام أخلاقي لإنقاذ هؤلاء.