مصادر: بوادر اتفاق بين السعودية والإمارات بعد خلاف غير مسبوق
أفادت مصادر إعلامية أن المحادثات بين الإمارات والسعودية، ومعها تحالف “أوبك بلس”، تسير نحو التوصل لحل وسط بشأن الخلاف النفطي. وحسب هذه المصادر فإن الرياض وأبوظبي تتجهان لتهدئة التوترات بينهما بعد “معركة علنية” غير مألوفة.
نقلت وكالة “بلومبرغ” للأنباء عن مصدر، رفض الافصاح عن هويته، أن هناك تقدما كبيراً في المحادثات بين الإمارات والسعودية ومعها تحالف “أوبك بلس”، وأنّ الطرفين يقتربان من التوصل إلى اتفاق تسوية قد يسمح للإمارات بضخ المزيد من النفط العام المقبل.
وأضاف المصدر أن التحالف سيحدد موعداً جديداً للاجتماع قريباً لإجراء مزيد من المناقشات.
تضارب في الأنباء
وأفادت الوكالة أن المحادثات، التي تشارك فيها الإمارات والسعودية، لا تزال مستمرة، مضيفة أن أي اتفاق يحتاج إلى دعم دول “أوبك بلس” الأخرى، وفقًا لمندوبين مطلعين على المناقشات. وفي حين قال أحد المندوبين إن الصفقة تمت بشكل فعال، قال آخر إن المناقشات مستمرة.
وأصدرت وزارة الطاقة الإماراتية بياناً أقرت فيه بالمحادثات، لكنها قالت إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد مع السعودية ومجموعة “أوبك بلس”.
وهو أيضاً ما أشارت إليه “الطاقة” المتخصصة:
من ناحية أخرى، أفادت وكالة رويترز نقلاً عن مصدر في أوبك اليوم (14 يوليو/تموز 2021)، أن السعودية والإمارات توصلتا لحل وسط بتحديد مستوى إنتاج مرجعي أعلى للإمارات مما يمهد الطريق لتمديد الاتفاق بشأن تخفيضات الإنتاج المتبقية حتى نهاية 2022، لكن لم يتضح ما إذا كان سيجري تعديل مستوى الانتاج المرجعي لدول أخرى.
وبحسب بلومبرغ، المفاوضات هي أول علامة على أن الرياض وأبو ظبي تتجهان لتهدئة التوترات بعد معركة عامة غير معتادة في وقت سابق من هذا الشهر، عندما منعت الإمارات صفقة أوبك بلس لتعزيز إنتاجها، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط فوق 75 دولارًا للبرميل.
وكانت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها اضطروا الأسبوع الماضي إلى التخلي عن اتفاق مبدئي لزيادة إنتاج النفط، بسبب اعتراضات أبدتها الإمارات في اللحظة الأخيرة.
وإذا ما تمت المصادقة على التسوية في اجتماع جديد، فمن المحتمل أن يفتح هذا الطريق أمام زيادة الإنتاج، على الرغم من أن بعض الأعضاء قد رتبوا بالفعل معظم أحجام الإمدادات الخاصة بهم لشهر آب/أغسطس.
انتصار إماراتي أم سعودي؟
وقال المصدر لرويترز إن الإمارات وافقت على نقطة أساس جديدة لتخفيضات إنتاجها عند 3.65 مليون برميل يومياً، مقابل 3.17 مليون حالياً. وأضاف أن الإمارات ستدعم الآن مقترحا من السعودية لتمديد مدة اتفاق “أوبك بلس” لخفض الإنتاج إلى كانون الأول/ديسمبر 2022.
وفي وقت سابق، طالبت الإمارات بالحق في إنتاج المزيد من النفط العام المقبل مقابل دعم تمديد اتفاقية أوبك بلس الحالية من أبريل 2022 حتى ديسمبر 2022. وتتركز المحادثات الحالية على الاتفاق على حد أعلى للإنتاج الإماراتي بحسب ما نقلت بلومبرغ.
وطلبت أبو ظبي تحديد انتاجها عند 3.8 مليون برميل يوميًا العام المقبل، على الرغم من أن المحادثات الحالية تستهدف حوالي 3.6 مليون برميل يوميًا.
ويرى البعض أن الاتفاق الجديد يمثل انتصاراً للموقف السعودي. (انظر تغريدة الصحفي السعودي عضوان الأحمري).
وذكر المصدر لرويترز أن مستوى الإنتاج المرجعي للإمارات، الذي يحسب على أساسه تخفيضات الإنتاج، سيكون 3.65 مليون برميل يوميا بعد انتهاء الاتفاق الحالي في ابريل/نيسان 2022. لكن ينبغي أن تتخذ “أوبك بلس”،التي تضم أعضاء أوبك وروسيا ومنتجين آخرين، القرار النهائي بشأن سياسة الإنتاج بعد توقف المحادثات الشهر الجاري بسبب الخلاف بين السعودية والإمارات.
خلاف سعودي إماراتي “مُعلن”
وثار الخلاف بين الرياض وأبوظبي في العلن بعد محادثات “أوبك بلس” وأبدت كل منهما قلقها إزاء تفاصيل اتفاق مقترح لزيادة المعروض في السوق بواقع مليوني برميل يوميا من أجل كبح الأسعار التي ارتفعت لأعلى مستوى في عامين ونصف العام.
وفي حين أيدت السعودية والإمارات زيادة الإنتاج على الفور، عارضت الإمارات تمديد الاتفاق الحالي حتى ديسمبر/كانون الأول 2022 من أبريل 2022 ما لم يتم منحها حصة إنتاج أعلى.
وكانت “أوبك بلس” قد اتفقت على خفض الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل يومياً العام الماضي لمواجهة انهيار الطلب بسبب جائحة كورونا. وقلصت التخفيضات تدريجيا منذ ذلك الحين وتبلغ حاليا حوالي 5.8 مليون برميل يوميا.