الكشف عن الرسائل السرية بين الأمير حمزة وعوض الله.. ولماذا ذكر بها ولي العهد السعودي؟
قضت محكمة أمن الدولة في الأردن، اليوم الاثنين، بسجن باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي السابق والشريف حسن بن زيد أحد أفراد العائلة الحاكمة غير البارزين 15 عاما بتهم السعي لإحداث الفوضى والفتنة داخل الدولة.
وقالت المحكمة، إنها “تأكدت من صحة أدلة تدعم التهم الموجهة إلى عوض الله، الذي كان في وقت من الأوقات موضع ثقة الملك عبد الله، وحسن وإنهما عقدا العزم على إلحاق الضرر بالنظام الملكي والدفع بالأمير حمزة ولي العهد السابق بديلا للملك”.
ونفى الاثنان صحة الاتهامات المنسوبة لهما.
وفيما يلي ما نعرفه عن القضية التي كشفت عن انقسامات في العائلة المالكة بالأردن.
المحكمة العسكرية
أرادت السلطات محاكمة سرية سريعة من خلال محكمة عسكرية، وقالت إن “الجلسات العلنية ستعرض الأمن القومي للخطر”.
وأدى رفض المحكمة طلب الدفاع استدعاء شهود من بينهم الأمير حمزة إلى تسريع وتيرة المحاكمة.
ومن الممكن استئناف الحكم أمام محكمة أعلى.
وكان الأمير حمزة أخو الملك عبد الله قد تفادى التعرض للعقاب بعد أن تعهد بالولاء للملك ونزع بذلك فتيل الأزمة التي أدت إلى احتجازه في قصره.
وشكك خبراء قانونيون في مدى قانونية المحاكمة ما دام الأمير حمزة، وهو محور القضية، خارج قفص الاتهام. وقالت السلطات إن إجراءات المحاكمة عادلة.
وقد عينت أسرة عوض الله الذي يحمل الجنسية الأمريكية المدعي الاتحادي الأمريكي السابق مايكل سوليفان لتمثيلها، وقالت إن عوض الله تعرض للتعذيب ويخشى على حياته.
وقال سوليفان بعد صدور الحكم إن
“عوض الله حُرم من محاكمة عادلة عبر إجراءات سرية وأضاف أنه كان “هناك غياب كامل لأي شفافية في إجراءات التقاضي، بالإضافة إلى المعاملة غير الإنسانية والتي شملت الضرب والتعذيب النفسي”.
وقال مكتب النيابة العامة في الأردن، إن عوض الله لم يتعرض في أي وقت للتهديد أو التعذيب ولم يدل باعترافه تحت الإكراه.
الأدلة
يستند جانب كبير من قضية النيابة إلى رسائل عبر الإنترنت تم رصدها وتسربت الآن إلى وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق الشهر الماضي.
ولم تستطع رويترز التحقق من صحة الرسائل من مصدر مستقل. وتكشف الرسائل عن محادثات بين حسن والأمير حمزة في مارس/آذار عندما شهدت البلاد موجة من الاحتجاجات على المصاعب الاقتصادية المتنامية.
ويقال إن عوض الله الأردني من أصل فلسطيني نصح الأمير حمزة فيما يتعلق بتغريدات حساسة أراد الأمير أن ينشرها لتعزيز طموحاته.
وتكشف الرسائل أن الأمير حمزة تحدث باللغة الإنجليزية عن التفكير في خطوته التالية.
ويقول الأمير في إحدى المحادثات،
“ما أحتاج إليه الآن هو نصيحة فهذه القرارات تحتاج ردودا مدروسة جيدا”.
ونصحه عوض الله بعدم نشر تغريدة كان يقول فيها إن “الأردن على شفا ثورة الفقراء لأن ذلك قد يثير الشبهات ويستحيل بعدها أن تبقى أنشطتهما طي الكتمان”.
وفي رسائل أخرى يرفع حسن من معنويات الأمير حمزة بنقل رسائل من عوض الله.
ويقال إن عوض الله أبلغ حسن في 14 مارس/آذار أن الأمور تحدث أسرع من المتوقع وإن وقت الأمير حمزة قد حان.
وتقول السلطات إن “التسجيلات أدلة دامغة على استغلال الأمير حمزة للغضب الشعبي ضد الدولة”.
وتقول أيضا إن “المتهمين دفعا الأمير إلى زيادة التهييج بين الساخطين من أفراد العشائر القوية التي تدعم النظام الملكي”.
ويصف أنصار الأمير حمزة التسريبات بأنها تشويه لشخصيته.
مؤامرة خارجية
يقول مسؤولون إن “أدلة النيابة تظهر أن الأمير حمزة كان يريد من عوض الله أن يستغل علاقته الوطيدة بالأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، طلبا لدعمه لسعي الأمير حمزة كي يصبح ملكا”.
وقالت النيابة إن عوض الله، الذي تحدى مؤسسة محافظة تعارض سياساته الليبرالية وعلاقته الوثيقة بمسؤولين أمريكيين كبار، وعد بالضغط لصالح الأمير حمزة في العواصم الغربية والسعودية.
وتشير نسخة من قائمة الاتهام سُربت إلى عدد من المواقع الإخبارية المؤيدة للحكومة إلى، أن
“الأمير حمزة سأل عوض الله في وقت من الأوقات، إذا حدث لي شيء في الأردن فهل سيهب المسؤولون السعوديون لمساعدتي؟”.
ويقول المسؤولون إنهم أوقفوا ما كان يمكن أن يتطور إلى مؤامرة مدفوعة من الخارج.
ويضيفون أن عوض الله حاول دفع حمزة لإضعاف مقاومة الملك عبد الله لخطة السلام في الشرق الأوسط التي كشف عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
لكن المسؤولين يقولون إن “حمزة لم يبد اهتماما بذلك وركز فقط على طموحاته لارتقاء العرش”.