مي البطران تكتب : ام الدنيا في جمهوريتها الجديدة
تابعنًا خلال الايام الماضية، دخول المعدات والشركات المصرية لغزة، بعد أن نجحت جهود مصر في وقف العنف بين الطرفين. وبعدها بدأت جهود إعادة الحياة للقطاع. هذا عنوان من عناوين كُثر دلت على أن مصر استعادت مكانتها اللائقة. دفعني ذلك إلى تذكر المرة الأولى التي وقع على مسامعي فيها جملة “قد الدنيا” ومدى انعكاس ذلك على المواطن المصري.. لقد انتقلت مصر من فترة تخبطات سياسية أثرت سلبًا على الداخل وعطلت مصر عن دورها الأقليمي، ومن ثم عادت لثقلها الدولي والاقليمي وأصبحت صاحبة كلمة عليا يسمعها الجميع، في وقت قياسي.
ويعتبر مصطلح “الجمهورية الجديدة” سبق تداوله تاريخيًا في فرنسا، التي بدأ تقسيم الجمهوريات فيها عام 1848 حيث نابليون بونابرت رئيس أول جمهورية نهاية بالجمهورية الخامسة للجينرال شارل ديجول.
لقد كان لمفهوم “الجمهورية الجديدة”،-عند التصريح عنه في مارس 2021- انعكاسات على الشارع المصري، ومن خلال متابعاتي وقراءاتي في المشهد المصري خلال الفترة من 24 مايو حتى 8 يونيو وهذه فترة قصيرة جداً ولكنها غنية بالأحداث الكبيرة فعلى سبيل المثال؛ لقاء وزير الدفاع بقائد الحرس القبرصي، توقيع بروتوكول لتدريب بحري بين مصر وفرنسا، تدريب مشترك بين مصر وباكستان، والمصري الإماراتي والمصري السوداني وغيرهم، وزيارة السيد الرئيس لفرنسا من اجل التوسط للمصالح السودانية، وزيارة جيبوتي التاريخية، وزيارة نيجيريا، وسبقها المشاركة في إعادة إعمار ليبيا، والاتصالات الهاتفية بين الرئيس المصري ونظيره الامريكي، وأيضا مع رئيس الوزراء الاسباني، ورئس دولة بنين، ورئيس وزراء باكستان، والمستشارة الألمانية ، وزيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر.
وآخيرًا وليس آخرًا موكب المومياوات الذي أبهرنا بعالميته وتنظيمه الذي لفت كل الأنظار ..دائًما ما أفتخر كمصرية بحضارة الاجداد، ولكن أيضًا فخورة بمصر الجديدة التي أخرجت وانتجت هذه الإحتفالية “هي فعلًا قد الدنيا” بقيادتها وتوجيهاتها وقيمها الحقيقية الراسخة المتمثلة ؛ احترام الآخر وحقوقه –واحترام المواثيق الدولية – وقيمة السلام- وقبول الآخر)، وعملت على بناء واحترام الانسان وبناء نموذج اقتصادي مسؤول مبني على مبادئ عالمية كالاستدامة والتنمية ولكن بمنظور مصري خالص يعمل على تأمين كافة الاحتياجات من (مأكل- مشرب- ملبس) من قاعدة الهرم الاجتماعي والسكاني حتى قمته.
ولن نقف عند نقطة البداية فقط فالتحول الذي شهدته مصر عبر تاريخها من بداية التحول إلى النظام الجمهوري 1953 وصولًا إلى آخر سبع أعوام غير مسبوق في مجال بناء الإنسان متمثلًا في طرح مشروعات تكافل وكرامة لتحسين حياة المواطنين ومشروع القضاء على العشوائيات، واصلاح النظام التعليمي بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل و والتقنيات التكنولوجية الحديثة، بالإضافة الى البعد الاقتصادي للجمهورية الجديدة الذي يرسخ لمبدأ اقتصادي مسؤول يسعي إلى خلق مناخًا استثماريًا آمنًا للجميع وصياغة وسن قوانين تدعم هذا التوجه، فضلا عن إعداد البنية التحتية على أحدث المستويات إنشاء وتطوير للطرق والكباري والموانئ والمواصلات، أما البعد الصناعي الذي يركز على الصناعات الانتاجية لرفع مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل، فضلًا عن النهضة الشاملة في مجال البناء والعمران حيث وصل عدد المدن العمرانية ل 14 مدينة في مختلف محافظات الجمهورية، والكثير والكثير، فضلا عن التطور الهائل في البتروكيماويات وتوفير الغاز الطبيعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي بعد سنوات من الاستيراد واستنزاف الموازنة العامة للدولة.
وكان من دواعي فخري الشخصي عندما أعلن الرئيس الأمريكي “بايدن” عن خطة الحكومة الأمريكية لدعم فرص العمل والتي كانت تتكون من ثلاث محاور رئيسية كما يلي؛ محور الطاقة الكهربائية- دعم البنية التحتية –إعادة تطوير المباني الحكومية) من اجل توفير فرص العمل، وهو ما قامت به الحكومة المصرية طوال السبع سنوات بداية من 2014 بل وتفوقت عليه كثيرًا.
ومن هنا إلتقت مصر “قد الدنيا” بالجمهورية الجديدة وظهرت مصر مرة آخرى للكون مصر التي لطالما حلمنا بها العظيمة القوية الآبية في ثوبها الجديد من الفوضى إلى الاستقرار، من عدم اليقين إلى وضوح الرؤية………… تحيا الجمهورية الجديدة لمصر العربية