“قاضي الإعدامات”.. إبراهيم رئيسي: مجرم حرب بمنصب رئيس
عين نظام الملالي في إيران، إبراهيم رئيسي، رئيسيا جديدا للبلاد ضمن انتخابات فرضتها ميليشيات “الحرس الثوري”، رغم تورطه في أكبر الجرائم ضد الإنسانية في تاريخ إيران، فيما تجددت المطالبات الحقوقية لمحاسبته عن تلك الجرائم.
وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية العليا في إيران، اليوم السبت، فوز مرشح المرشد الأعلى لانتخابات الرئاسة الإيرانية، إبراهيم رئيسي، ليكون ثامن رئيس للبلاد خلفا لحسن روحاني، وسط مزاعم بحصوله على 17 مليونا و800 ألف صوت خلال مسرحية الانتخابات التي جرت أمس بإشراف ميليشيا “الحرس الثوري”.
وعقب ذلك، دعت منظمة العفو الدولية إلى فتح تحقيق بحق الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، وذلك بسبب ارتكابه جرائم ضد الإنسانية في بلاده وقالت المنظمة: “يجب التحقيق مع المرشح الفائز بالرئاسة الإيرانية إبراهيم رئيسي لارتكابه جرائم ضد الإنسانية”، مضيفة أن رئيسي “متهم بالتورط في جرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب”.
وتأتي دعوة المنظمة الحقوقية على خلفية جرائم واسعة ارتكبها رئيسي خلال أربعة عقود، متمثلة بتصفية وقتل عشرات آلاف الإيرانيين المعارضين لنظام الملالي، حيث يعتبر الرئيس الجديد أحد أعضاء “لجنة الموت” التي أشرفت على تلك الجرائم بإشراف مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي.
من هو إبراهيم رئيسي؟
وينحدر إبراهيم رئيسي (60 عاما) من مدينة مشهد، ويعتبر من المقربين بشكل ملحوظ من المرشد الإيراني باعتباره أحد تلاميذه المقربين، وهو من التيار المتشدد، وتدرّج في مناصب حساسة ولامعة خلال العقود الماضية بدعم ملحوظ من خامنئي، أبرزها وأهمها رئيس السلطة القضائية في نظام الملالي، وبقي في هذا المنصب منذ عام 1989 حتى عام 1994، قبل أن يسند إليه منصب رئيس دائرة التفتيش العامة في إيران، وبقي في هذه المهمة حتى عام 2004.
ويعتبر من أبرز أزلام التيار المتشدد في إيران، وأحد تلاميذ خامنئي والمقربين منه، حيث سلمه المرشد الأعلى مناصب حساسة في المؤسسة الدينية باعتباره من الدائرة الضيقة والمتشددة في نظام الملالي.
غير أنه يحظى بدعم أقوى أركان نظام الملالي، وهما المرشد الأعلى خامنئي، وميليشيا الحرس الثوري، حيث استغل ذلك الدعم في ارتكاب أبشع الجرائم في تاريخ إيران بتوقيعه على إعدام آلاف المعارضين السياسيين لنظام الملالي في دلالة واضحة على تحوله إلى آلة لإصدار أحكام الإعدام ضد معارضي ذلك النظام.
لجنة الموت
عقب الحرب الإيرانية العراقية عام 1988، شارك رئيسي بمقتل وتصفية نحو 33 ألف معتقل في السجون الإيرانية حينها ومعظمهم من “مجاهدي خلق الإيرانية” من المعارضين لنظام الملالي، وبأمر من خامنئي نفسه، حيث كان رئيسي أحد القضاة الأربعة ضمن ما يعرف بـ “لجنة الموت” المسؤولة عن تصفية جميع المعتقلين حتى لقب بـ “قاضي الإعدامات“.
وتقول منظمة “مجاهدي خلق الإيرانية”: “کانت فرق الموت المشكلة من أشرس عناصر النظام إجراماً وأكثرها ولاء له من أمثال بور محمدي الذي لا يزال يواصل اليوم ارتكابه الجرائم في مناصب عليا في النظام، وکانت تزاول عملها في تلك الأيام السوداء لتنفيذ المخطط الذي کانوا ينتظرونه منذ عدة أشهر لارتكاب المجزرة التي کان خميني شخصياً يصدر أوامره التحريرية ويشرف عليها يومياً وکانوا قد أعدوا لها التحضيرات الأولية”.
وكان رجل الدين الإيراني الراحل آية الله علي منتظري، قد كشف في مذكراته أن لجنة “الموت الرباعي” أشرفت على إعدام آلاف السجناء في عام 1988، وأن إبراهيم رئيسي كان من بين أعضائها، حيث قدر “منتظري” عدد الذين تم إعدامهم حينها بين 2800 إلى 3800 شخص.
ونشرت المعارضة الإيرانية أمس الجمعة، صورة تضم خمسة أشخاص نفذوا الإعدامات الميدانية بحق عشرات آلاف المعارضين الإيرانيين في سجون نظام الملالي عام 1988 وعلى رأسهم الرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي، وذلك بالتزامن مع مسرحية الانتخابات الجارية في البلاد.
خلفا لخامنئي
وكان نظام الملالي روّج بشكل ملحوظ لإنجاح رئيسي في تلك الانتخابات من خلال “تكفير” كل من يرفض المشاركة في الانتخابات، حيث عدّ المرشد علي خامنئي مقاطعة الانتخابات تتنافى مع الشريعة الإسلامية وتزيد الضغوط السياسية والاقتصادية على بلاده، في حين اعتبر خطيب الجمعة في مدينة مشهد أحمد علم الهدى (والد زوجة رئيسي)، أن مقاطعة الانتخابات في إيران بمثابة ترك الإسلام، وأن الذين يقولون إننا لن نشارك في الانتخابات ليسوا مسلمين، كما اعتبر أن عدم المشاركة يعدّ (خروجاً من الإسلام).
ويُتوقع في الأوساط الإيرانية أن يجري إعداد رئيسي لشغل منصب المرشد الأعلى خلفا لمعلّمه علي خامنئي الذي بلغ 82 عاماً ويعاني مشاكل صحية واضحة، ويعد منصب الرئاسة خطوة لشغل منصب المرشد في إيران، حيث إن خامنئي كان رئيسا للبلاد حين توفي مؤسس النظام الخميني حينها ليشغل المنصب خلفا له، وسبق أن قالت النائبة الإصلاحية السابقة جميلة كاديفار لوكالة رويترز “رئيسي موجود في دائرة ثقة خامنئي، وكان أحد طلابه، وأفكاره قريبة للغاية من أفكار الزعيم الأعلى”.