السياسة

خبراء ومحللون: 4 ملفات يحملها عباس كامل في زيارته لغزة

تكتسب زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل إلى قطاع غزة دلالات وأبعاد هامة، في إطار جولته التي شملت “إسرائيل” ورام الله.
وتحظى هذه الزيارة التي تأتي في سياق جولة شملت رام الله و”إسرائيل” بغطاء أمريكي ودعمٍ عربي رسمي.
مسارات مصر
وأكد المحلل السياسي خليل شاهين، أن الإطار العام الذي يحكم الجهود المصرية، هو أن القاهرة ترى أن هناك قوة دفع تحققت خلال الأسابيع الأخيرة لاسيما بعد العدوان الهمجي على قطاع غزة.
وأوضح شاهين، أن قوة الدفع هذه تتشارك فيها مواقف جديدة لإدارة بايدن، إضافةً إلى المواقف الأوروبية، والعربية ومواقف دولية أخرى تحاول أن تُعالج الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذا التصعيد الإسرائيلي المتواصل، من خلال إطلاق عملية سياسية ما.
وأضاف “ربما لا تعتقد مصر أن هذه العملية السياسية يمكن أن تؤدي للتوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية، ولكنها بالتأكيد ترى أن الحد الأدنى هو العودة إلى مقاربة إدارة الصراع بما يُخفف من العوامل التي قد تؤدي إلى التفجير”.
ولفت شاهين إلى أن مصر في هذا الإطار ترى أن هناك مسارات محددة يجب العمل عليها لكي توفر الأجواء لإطلاق مثل هذه العملية السياسية.
وبيّن أن المسار الأول، يكون عبر الانتقال من الالتزام بتثبيت التهدئة إلى بحث هدنة لفترة زمنية طويلة، وفي هذا السياق هناك العديد من المطالب سواءً من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية أو من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي يجري بحثها على الطاولة.
وأشار شاهين إلى أن المسار الثاني، يتمثل في عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة سواءً من حيث الشروط الإسرائيلية، أو من حيث إبراز دور السلطة الفلسطينية بالإشراف على هذه العملية، وكذلك دور حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، والموقف الدولي، لافتاً إلى أنه يتحدث هنا عن شقين، شق متعلق بالأموال، وآخر يتعلق بالمواد اللازمة لعملية إعادة الإعمار.
ورأى أن المسار الثالث، يكمن في تحقيق قدر من الوحدة في الموقف الفلسطيني، من خلال استئناف الحوارات بين الفصائل في القاهرة، كما أعلن .


أربعة ملفات
أما الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، فأوضح أن اللواء عباس كامل يحمل أربعة ملفات، وضعها على الطاولة في لقائه القيادة الإسرائيلية، وسيضعها أمام قيادة المقاومة، أولها: الهدنة طويلة الأمد، ثانيها: صفقة تبادل الأسرى، ثالثها: إعادة الإعمار في غزة، وأخيراً: تخفيف شدة الحصار على القطاع.
وقال عبدو”:”إن زيارة عباس كامل تكاد تكون الأولى لإسرائيل وأيضاً لرام الله، ونحن نشهد اليوم مسؤول سياسي مصري رفيع يدخل لقطاع غزة، كي يضع حجر الأساس لإعادة الإعمار، وهذا عملياً يُظهر أن مصر تضاعف من جهدها ودورها المتصاعد من بوابة فلسطين”.
وأضاف “مصر اكتشفت أهمية الملف الفلسطيني للدور المصري، وأن ما قامت به في التوسط لإطلاق النار بين جيش الاحتلال وقطاع غزة، شكَّل رافعة للدور المصري الإقليمي والدولي”.
وأشار عبدو إلى أن الصحافة العالمية تحدثت بوضوح أن الرابح الأكبر من هذه موجة الصراع الأخيرة، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتابع عبدو “لاقى الموقف المصري استحساناً دولياً لاسيما من جانب الإدارة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وقام السيسي بالعمل بجهد متواصل لنزع فتيل التصعيد وإحلال الهدوء بين المقاومة الفلسطينية و”إسرائيل””.
وبحسبه فإن “ما أنجح مصر في لعب دور الوساطة أنها تكاد تكون الوحيدة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كافة فصائل المقاومة الفلسطينية، وهذا يُكسب جهودها تميزاً، قوة وأهمية، ويمكن البناء عليه في تحقيق هدنة طويلة، وتخفيف حدة وشدة الحصار على غزة”.
ولفت عبدو، أن الرئيس بايدن كان له موقف متشدد من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعكس سلفه دونالد ترامب، إلا أن دور مصر الفاعل في الملف الفلسطيني أجبر الولايات المتحدة أن تتخطى هذه الحواجز لتنتقل فوراً إلى الرئاسة المصرية للعمل والجهد المشترك من أجل لجم التصعيد، وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
تبادل الأسرى
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، :”إن الحراك المصري ليس جديداً، ولكن الجديد فيه هذه الكثافة التي يأتي بها إلى غزة بعد وأثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع”.
وأضاف الصواف في تصريحات خاصة “تُوجت هذه الزيارات بزيارة وزير المخابرات المصرية عباس كامل إلى قطاع غزة، ودولة الاحتلال، ورام الله، وهذا يُعطي دلالة بأن هناك اهتماماً كبيراً بعد أن أخذ الجانب المصري الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لتعود مصر إلى الواجهة مرةً أخرى، بعد أن حاولت إدارة ترامب تغييبها”.
وأعرب عن اعتقاده بأن هذه مسألة تخدم المصالح المصرية، ولا مانع لدى الشعب الفلسطيني أن يكون ذلك خدمةً لمصالح مصر، ومصالح فلسطين أيضاً.
ورأى الصواف أن زيارة عباس كامل لها دلالات كثيرة، ولعلها في الظاهر تسعى لتثبيت وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة في غزة، ثم عملية إعادة الإعمار في غزة، ولكن النقطة الأهم والتي ربما دفعت عباس كامل للمجيء للقطاع، هو موضوع تبادل الأسرى. وبيّن أن هذه النقطة قد تكون المحورية في لقاء اليوم ما بين قيادة حركة حماس وبين الوزير عباس كامل.
وأشار الصواف إلى أن ذهاب كامل لرام الله كان زيارةً بروتوكولية، وهدفها إعطاء مكانة للسلطة الفلسطينية ولو من الناحية الشكلية، مستدركاً “ولكن حقيقةً هو جاء للجانب الإسرائيلي، ولحركة حماس في قطاع غزة، وربما الهدف الرئيس هو موضوع تبادل الأسرى بين الجانبين”.
ورجح أنه يبدو بأن هناك استجابات من قبل الاحتلال لإمكانية تدخل مصر في هذا الإطار بما يُحقق بعض المطالب؛ إن لم تكن كل المطالب للمقاومة الفلسطينية، وتليين موقف نتنياهو الذي يُصر حتى هذه اللحظة على عدم دفع الثمن المطلوب.
مصلحة مصرية
من ناحيته، أكد رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية بجامعة القدس الدكتور أحمد رفيق عوض، أن مصر تهدف إلى التوصل لهدنة كحد أدنى، وإلى اتفاق كحد أقصى، وذلك لتعزيز دورها في الإقليم، وللحفاظ على مصالحها الأمنية والإستراتيجية، ولتعظيم نفوذها من خلال تعزيز شبكة مصالحها المتقاطعة مع مصالح إقليمية ودولية.
وقال عوض في تصريحات خاصة ل”دنيا الوطن” :”مصر حريصة على استعادة أدوارها الإقليمية والدولية، لأن ذلك شرط أساسي للحفاظ على أمنها ومصالحها”.
وأضاف “من مصلحة الإدارة الأمريكية الجديدة أن تعزز العلاقة مع مصر من أجل المساعدة في تخفيض التوتر، ومحاربة ما تسميه “الإرهاب والتطرف”، وتقوية “محور الاعتدال””.
ونوه عوض إلى أن مصر بدورها تريد تعزيز العلاقة مع الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، لإزالة التوتر مع إدارة أوباما، التي شهدت خلافات في وجهات النظر فيما يتعلق بالسياسات الداخلية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى