بعد وقف إطلاق النار في غزة، إعادة فتح الحرم القدسي أمام الزوار اليهود لأول مرة منذ 20 يوما
تم إغلاق الموقع الذي يُعتبر الأقدس في اليهودية أمام الزوار اليهود منذ 10 مايو، عندما اندلعت المواجهات، التي سبقت 11 يوما من القتال بين إسرائيل وحماس، بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في المجمع
أعيد فتح الحرم القدسي أمام الزوار اليهود صباح الأحد لأول مرة منذ 20 يوما، وسط توترات متأججة في الموقع المقدس لعبت دورا رئيسيا في اندلاع الأعمال العدائية مع حركة حماس في غزة والعنف في جميع أنحاء إسرائيل.
ودخلت عدة مجموعات من الزوار برفقة الشرطة الإسرائيلية إلى الموقع من الساعة 7 صباحا، بعد قرار من مسؤولي الأمن بالسماح بدخول اليهود.
الحرم القدسي (جبل الهيكل بحسب التسمية اليهودية) هو أقدس مكان في اليهودية باعتباره موقع الهيكلين اليهوديين التوراتيين، وهو ثالث أقدس المواقع في الإسلام. استولت إسرائيل على الحرم القدسي والبلدة القديمة في القدس في حرب “الأيام الستة” عام 1967، وبسطت سيادتها على القدس. ومع ذلك، فقد سمحت للأوقاف الأردنية بالاستمرار في الاحتفاظ بالسلطة الدينية في الموقع، حيث يُسمح لليهود بزيارته في ظل قيود عديدة، ولكن بدون الصلاة فيه.
ومُنع اليهود من زيارة الحرم القدسي منذ 3 مايو، عندما اتخذت السلطات قرارا بإغلاق المجمع أمام غير المسلمين وسط تصاعد التوترات في المدينة.
،
منظر من الحرم القدسي وسط اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية
بعد ساعات، هددت حركة حماس الحاكمة لغزة بإطلاق صواريخ على إسرائيل إذا لم تنسحب الشرطة من الحرم القدسي وحي الشيخ جراح القريب في القدس الشرقية، ثم أطلقت صواريخ على العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد لتبدأ 11 يوما من القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة التي انتهت فجر الجمعة بوقف لإطلاق النار.
وشهد يوم الجمعة اشتباكات جديدة بين الفلسطينيين والشرطة في الحرم القدسي، بعد ساعات فقط من دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ. ولم يتضح على الفور كيف اندلعت المواجهات. وقالت الشرطة الإسرائيلية أن عناصرها عملت على احتواء احتجاجات عنيفة للمصلين الفلسطينيين في مكان الحادث.
كما تجددت الاشتباكات يوم السبت بين الشرطة وعشرات المتظاهرين في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية والذي كان نقطة اشتعال رئيسية بسبب الإخلاء الوشيك لعدد من العائلات الفلسطينية من منازل يطالب بها اليهود. يعيش الفلسطينيون في منازل مبنية على أراض قضت المحاكم الإسرائيلية بأنها مملوكة لجمعيات دينية يهودية قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948. وستعقد المحكمة العليا جلسة استماع للبت في استئناف قدمته العائلات الفلسطينية.
ليلة السبت، حث رئيس حزب “يهدوت هتوراة”، موشيه غافني، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عدم إعادة فتح الحرم القدسي أمام الزوار اليهود.
وقال غافني “عدم الصعود إلى جبل الهيكل هو أعمق دليل على انتمائنا إلى هذا الموقع المقدس الذي نوجه صلواتنا إليه”، وأضاف “أطلب منك إبقاء جبل الهيكل مغلقا أمام اليهود!”
زعيم حزب “يهدوت هتوراة” موشيه غافني
ويؤمن الكثير من الحريديم إنه لا ينبغي على اليهود دخول الموقع بسبب قدسيته.
تصريحات غافني قد تثير خلافات داخل كتلة الأحزاب اليمينية والمتدينة التي يقودها نتنياهو، والتي تضم حزب رئيس الوزراء “الليكود”، وحزبي “شاس” و”يهدوت هوارة” الحريديين، وحزب اليمين المتطرف “الصهيونية المتدينة”.
وقال رئيس حزب “الصهيونية المتدينة”، بتسلئيل سموتريتش، الخميس إن نتنياهو “يمكنه أن ينسى تشكيل حكومة” إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس يتضمن أي شيء له علاقة بالقدس. كما انتقد أعضا الحزب القرار الأولي بإغلاق الحرم القدسي.
وندد عضو الكنيست إيتمار بن غفير (الصهيونية المتدينة) ليلة السبت بتصريحات غافني وحض الحكومة على السماح للزوار اليهود بدخول الموقع بدءا من صباح الأحد.
وقال “ينبغي أن يكون جبل [الهيكل] مفتوحا أمام اليهود بحلول صباح الغد في الساعة السابعة. إن إغلاق جبل [الهيكل أمام اليهود] هو استسلام لحماس”.
وقال ساسة إسرائيليون إن وقف إطلاق النار غير مشروط، مع “الهدوء مقابل الهدوء”، في حين قالت حماس إنها طالبت بتنازلات إسرائيلية في الحرم القدسي مقابل الهدنة.