الحرب الاهلية على مشارف تل ابيب ..العنف اليهودي العربي ينتشر كالنار في الهشيم عبر شوارع المدن الإسرائيلية
الرئيس رؤوفين ريفلين : “إنني أدعو وأتوسل من جميع القادة المحليين، والزعماء الدينيين، والمواطنين.. والآباء. افعلوا كل ما بوسعكم لوقف هذا الشيء الرهيب الذي يحدث أمام أعيننا. نحن نتعامل مع حرب أهلية بيننا دون أي سبب.. من فضلك اوقفوا هذا الجنون… اتوسل اليكم. هذا البلد ملك لنا جميعا. توقفوا”.
المسؤولون يعربون عن ذهولهم من مشاهد أعمال الحرق والاعتداءات والحرق والتحطيم وسط انتشار مثيري الشغب في الشوارع.. نتنياهو قد يقوم بإرسال الجيش الى المدن.. وحشد في بات يام يعتدي على رجل عربي بوحشية
شهدت إسرائيل حالة من الفوضى الداخلية بين مواطنين عرب ويهود، هي الاسوأ منذ سنوات عديدة، وسط الصراع المسلح المستمر مع غزة، حيث انتشرت مشاهد الاضطرابات وأعمال الشغب ومسيرات الكراهية والفوضى الاجتماعية المتزايدة في العديد من المدن، والتي كان يُنظر إلى بعضها في السابق على أنها رموز للتعايش.
واندلعت مواجهات عنيفة في اللد وعكا والقدس وحيفا وبات يام وطبريا والعديد من المناطق الأخرى، حيث أصيب عدد من الأشخاص بجروح خطيرة، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإعلان عن دراسته لإمكانية نشر الجيش داخل البلدات لاستعادة النظام.
وتم اعتقال أكثر من 400 شخص.
ربما كان المشهد الأكثر إثارة للصدمة في تلك الليلة، والذي أثار عبارات ذهول ورعب من قبل القادة الإسرائيليين، هو اللقطات لمئات من المتطرفين اليهود في بات يام وهم يخربون ممتلكات العرب، قبل أن يقوموا بمهاجمة سائق عربي في سيارته ويجبرونه على الخروج من السيارة وسط المدينة ويعتدون عليه بالضرب بوحشية.
وشوهدت حشود يهود تتجول في شوارع طبريا وحيفا بحثا عن عرب للاعتداء عليهم.
في القدس، تعرض شاب عربي للطعن على يد يهود وأصيب بجروح خطيرة في سوق محانيه يهودا.
وسُمعت هتافات “الموت للعرب” في عدد من المناطق التي سار فيها متطرفون يهود.
في غضون ذلك، في عكا، تعرض رجل يهودي لهجوم على أيدي عرب وضربه بالحجارة وقضبان حديدية، وتم نقله إلى المستشفى وهو في حالة حرجة.
وتحدثت تقارير عن مواجهات في القدس واللد وحيفا طمرة وفي مناطق أخرى.
على الرغم من أن اليومين الماضيين شهدا اضطرابات أخذت بالتزايد، واستدعاء التعزيزات لكل من الشرطة وشرطة حرس الحدود، بدت سلطات تطبيق القانون مرة أخرى غير مؤهلة للتعامل مع نطاق الفوضى، واستمرت العديد من أعمال العنف دون تدخل من الشرطة .
في اللد، التي كانت مركز الاضطرابات خلال الليلتين السابقتين – حيث أحرق عرب كنس ومتاجر وسيارات بين فجر الثلاثاء والأربعاء – تم إعلان حظر التجول بين الساعة الثامنة مساء والرابعة فجرا بعد أن جابت العصابات الشوارع وقامت بأعمال تخريبية دون عوائق لساعات، مع احتواء الشرطة لبعض الأحداث لكنها فشلت في السيطرة بشكل فعال على الحشود. ووردت أنباء عن إصابة شخصين بين خفيفة ومتوسطة جراء تعرضه لإطلاق نار، لكن لم يتم الكشف عن هويتهما على الفور.
في طمرة، تعرض رجل يهودي للطعن والهجوم على أيدي حشد عربي، بحسب ما أفادت القناة 12 ، حيث قال مسعف عربي إن المهاجمين كادوا أن يضرموا النار بالرجل داخل سيارته قبل أن يساعده هو في إجلائه من المكان.
شاحنة تحترق عند مدخل مدينة اللد اليهودية العربية، حيث تم إعلان حالة الطوارئ في أعقاب الاضطرابات المدنية في المدينة،
جاء الحدث الرئيسي في هذه الليلة عندما سار مئات اليهود المتطرفين، في مسيرة نُظمت على وسائل التواصل الاجتماعي قبل ساعات من ذلك وتم تحديد نواياها العنيفة مسبقا وبوضوح، على طول الساحل في بات يام، وقاموا بتحطيم ممتلكات عربية خلال سيرهم نحو يافا المجاورة، دون أن تحاول الشرطة منعهم.
في مرحلة معينة، لاحظ الحشد وجود سائق عربي وبدأ بمهاجمة مركبته.
وقال المشاركون في الاحتجاجات لقناة “كان” العامة إن الرجل حاول دهسهم، لكن الصور والتقارير من الموقع أشارت إلى أن السائق أصيب بالذعر وحاول الابتعاد عن المكان.
وأظهر مقطع فيديو تمت مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي السيارة وهي تقترب من الحشد، ثم تعود للخلف بسرعة لكنها تصطدم بسيارة وقفت خلفها، قبل أن تندفع باتجاه الحشد، على ما يبدو دون أن تصطدم بأي شخص، وتحاول تجاوزه قبل أن تصطدم بسيارة أخرى وتتوقف.
بعد ذلك قام حشد ضم العشرات من مثيري الشغب بإجبار السائق على الخروج من السيارة واعتدى عليه بالضرب قبل أن يُترك بالنهاية ممددا لوحده على الأرض. وتم نقل الضحية إلى مستشفى “إيخيلوف”، حيث ورد أنه في حالة خطيرة ولكن مستقرة.
في حادثة وقعت في حيفا، وجد سائق عربي نفسه وسط حشد ردد شعار “الموت للعرب”. بعد تعرض مركبته للرشق بالحجارة، حاول السائق العودة بمركبته إلى الوراء في محاولة للفرار لكنه اصطدم بأحد مثيري الشغب (26 عاما)، مما أسفر عن إصابته بجروح متوسطة. وفر السائق (20 عاما) من المكان لكن الشرطة اعتقلته في وقت لاحق.
إدانات من السياسيين
وأثارت الحادثة الموثقة جيدا في بات يام إدانات من السياسيين، بدءا من رئيس الوزراء وصولا إلى أعضاء كنيست من اليمين المتطرف. من مقطع فيديو من مكتبه، قال نتنياهو للجمهور إن مثل هذه الأحداث “غير مقبولة”.
وأضاف: “لا يهمني إذا كان دمكم يغلي. وإن كان يغلي هذا لا يهم. لا يمكنكم أن تأخذوا القانون باليد. لا يمكنكم أن تأتوا إلى مواطن عربي وأن تحاولوا التنكيل به، تماما مثلما لا نستطيع رؤية مواطنين عرب يفعلون ذلك لمواطنين يهود. لن يحدث هذا”.
ووصف زعيم المعارضة يائير لابيد الأحداث بأنها “فقدان تام للسيطرة”.
وحذر وزير الدفاع بيني غانتس من أن الانقسامات الداخلية الإسرائيلية “لا تقل خطورة عن حماس”.
ووصف زعيم “يمينا” نفتالي بينيت المشاهد في بات يام بأنها “غير يهودية وغير أخلاقية وغير إنسانية”، وشجبت رقم 2 في الحزب أييليت شاكيد “الإفلاس الأخلاقي” لمثل هذا الهجوم.
وحذر رئيس حزب “الأمل الجديد” جدعون ساعر من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية.
وأصدر الحاخام الأكبر للسفاردي يتسحاق يوسف بيانا ناشد فيه اليهود عدم الاعتداء على المواطنين العرب.
وقال: “مدنيون إسرائيليون أبرياء يتعرضون للهجوم من قبل منظمات إرهابية، الدماء تسيل وقلوبنا غاضبة، المشاهد صعبة . لكن يجب ألا ننجر إلى الاستفزازات وإيذاء الناس أو الإضرار بالممتلكات”.
وأضاف أن التوراة لا تسمح لأحد بأخذ القانون بيده، وقال: “يجب ترك مهمة إعادة النظام للشرطة. يجب أن نكون نورا للأمم، وليس العكس، لا سمح الله”.
وقال زعيم حزب “الصهيونية المتدينة” اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، المتهم منذ فترة طويلة بإذكاء التوترات العرقية والدينية، في تغريدة إنه “مصدوم وأشعر بالخجل من أعماق روحي” من الاعتداء على الرجل العربي. “نحن في أيام صعبة، نتعرض للهجوم، محبطون … ولكن اللعنة، كيف يمكن ليهود أن يكونوا بهذه القسوة ؟! فظيع”.
نتنياهو ينتقد “الفوضى” لدى مثيري الشغب العرب
كما خصص السياسيون جزءا كبيرا من الانتقاد للعنف في صفوف المواطنين العرب، حيث انتقد نتنياهو الـ “فوضى” لدى مثيري الشغب العرب الذي قاموا ” بإضرام النيران في الكنس، وإشعال النار في السيارات، والاعتداء على الشرطة، ومهاجمة المدنيين الأبرياء المسالمين. لا يمكننا قبول ذلك”.
وقال إنه سيعطي الدعم الكامل والمزيد من الصلاحيات والموارد للشرطة لتطبيق القانون، وأضاف إنه يدرس أيضا إرسال قوات عسكرية إلى المدن بالقدر الذي يسمح به القانون، مضيفا “إذا لزم الأمر، سنشرع المزيد من القوانين لفعل ذلك”.
وقال وزير الأمن العام أمير أوحانا إن الهجمات العربية على اليهود غير مقبولة وكذلك الهجمات اليهودية على العرب وأضاف: “يجب إدانة العنف الممزوج بالكراهية على الفور. ليس لدينا دولة أخرى. يجب أن نعيش هنا معا”.
في مقابلة هاتفية غير مألوفة مع القناة 12، ناشد الرئيس رؤوفين ريفلين الإسرائيليين من جميع الأعراق والأديان لوقف “الجنون” الذيينتشر في شوارع المدن اليهودية العربية.
الرئيس رؤوفين ريفلين يلتقي بممثلي حزب يش عتيد في مقر رؤساء إسرائيل في القدس
وقال: “أنا قلق للغاية”، مضيفا أنه يتوسل طلبا لعودة السلام الداخلي.
“إنني أدعو وأتوسل من جميع القادة المحليين، والزعماء الدينيين، والمواطنين، والآباء. افعلوا كل ما بوسعكم لوقف هذا الشيء الرهيب الذي يحدث أمام أعيننا. نحن نتعامل مع حرب أهلية بيننا دون أي سبب. من فضلك اوقفوا هذا الجنون… اتوسل اليكم. هذا البلد ملك لنا جميعا. توقفوا”.
وأدان رئيس “القائمة المشتركة” أيمن عودة ورئيس حزب “القائمة العربية الموحدة” منصور عباس العنف في إذاعة ناطقة بالعربية، بينما طالبوا العرب بعدم مغادرة منازلهم حتى لا يتعرضوا للهجوم من قبل عصابات يهودية.
وشدد الزعيمان السياسيان العربيان الإسرائيليان على ضرورة عدم رد الشباب العربي بالعنف ضد الأشخاص أو الممتلكات.
كما هاجم عودة أوحانا، الذي اتهمه بتقديم الدعم لمثيري الشغب اليهود في “أخذ القانون باليد” بعد أن أعرب عن دعمه ليهود يشتبه بتورطهم في إطلاق النار على حشد عربي في وقت سابق من هذا الأسبوع وقال إن “المدنيين الذين يحملون أسلحة يساعدون السلطات في التحييد الفوري للتهديدات أو الأخطار”.
وقال عودة: “الجنون يجب أن يتوقف”.
في استوديوهات التلفزيون، بدا المذيعون والنقاد يائسين، حيث وصف الكثيرون منهم أحداث الليل بأنها مختلفة عن أي شيء مروا به من قبل، وأشاروا إلى انهيار التماسك الاجتماعي الذي قد يستغرق سنوات لإصلاحه.
فقد عند منتصف الليل أعلنت الشرطة أنها تمكنت من السيطرة على معظم النقاط الساخنة، مع اعتقال ما لا يقل عن 400 شخص، من بينهم العديد من المشتبه بهم في هجوم بات يام. وقالت الشرطة إن 36 شرطيا أصيبوا خلال الأحداث.
أحداث أخرى ملحوظة:
- في طبريا، اعتدى حشد من المتظاهرين اليهود على سائق عربي احتاج إلى العلاج بعد إصابته بجروح طفيفة. كما أصيب شرطي أثناء محاولته حماية امرأة كانت راكبة في سيارة. وبحسب ما ورد قُبض على أربعة أشخاص على صلة بالحادث.
- أفادت وسائل إعلام عبرية أن رجلا عربيا (30 عاما)، أصيب بجروح خطيرة خلال أعمال عنف قرب أور يهودا بالقرب من تل أبيب.
- اندلعت اشتباكات حول مسجد اللد المركزي، والذي استُهدف على ما يبدو من قبل يهود رشقوا المبنى بالحجارة ودخلوا في مواجهات مع السكان العرب، بحسب ما أفادت قناة “كان” العامة. تحركت الشرطة للتدخل وتفريق الحشود التي هاجمت أيضا منازل العرب في المدينة. كما اندلعت مناوشات بين السكان العرب ورجال الشرطة، وتم إحراق سيارة للشرطة.
احتراق سيارة للشرطة في مدينة اللد
وأمرت إسرائيل في وقت سابق الأربعاء بإدخال تعزيزات كبيرة لقوات الشرطة المنتشرة في المدن التي يسكنها سكان يهود وعرب. وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ في مدينة اللد.
ودفع إعلان الطوارئ النادر في وسط إسرائيل إلى إرسال عدد من السرايا من قوات حرس الحدود بشكل عاجل للعمل على إعادة النظام.