صفقة بين بكين وطهران تمهد لتجربة سلاح صيني فريد في الشرق الأوسط
بعد أيام على توقيع الجانبين الصيني والإيراني وثيقة تعاون مشترك في المجالات الاستراتيجية، كشفت صحيفة متخصصة بالعتاد والسلاح عن صفقة قد تمهد الطريق لتجربة سلاح صيني متطور في منطقة الشرق الأوسط.
كشفت مجلة “ميلتري واتش” المتخصصة بالسلاح والعتاد العسكري عن توقيع صفقة صينية إيرانية جديدة بقيمة 400 مليار دولار تنص على القيام باستثمارات صينية واسعة النطاق إيران على مدى 25 عاما مقابل مبيعات النفط الإيراني إلى الجانب الصيني.
اتفاقية عسكرية واقتصادية وقعت سابقا بين البلدين في شهر يوليو/ تموز من عام 2020.
وبحسب المصدر، وقعت الاتفاقية في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى منع إيران من تصدير النفط من خلال فرض عقوبات اقتصادية أحادية الجانب بالإضافة إلى “إجراءات هجومية ضد الشحن التجاري الإيراني”.
بالإضافة إلى ذلك، جاء توقيت الصفقة بعد انتهاء حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2020.
وبينت المجلة أن إيران في الوقت الحالي أصبحت تعتمد على نفسها في مجال تصنيع السلاح، في حين أنها تحصل على معظم الأدوات التي لا تستطيع إنتاجها عن طريق كوريا الشمالية التي تجاهلت حظر الأسلحة، لكن كانت نقطة ضعف إيران تتمثل بالحصول على المقاتلات الحربية المتطورة.
أشارت المجلة إلى أن الجانب الإيراني سيسعى للحصول على المقاتلة الصينية المتطورة “J-10C”، حيث اعتبرتها من أفضل الخيارات الحالية المتاحة بالنسبة لإيران من الناحيتين السياسية والاقتصادية، حيث توفر الطائرة ذات المحرك الواحد تكلفة تشغيلية مخفضة جدا كونها ليست من طائرات الوزن الثقيل.
بالإضافة إلى ذلك، وبحسب المصدر، يستطيع الجانب الصيني توفير المقاتلة بشكل سريع حيث أدخلت الصين حوالي 200 مقاتلة من هذه الفئة في الخدمة منذ عام 2018.
وتستطيع المقاتلة حمل صواريخ جو – جو متطورة جدا بالإضافة إلى أنها مدعمة بأحدث الأجهزة الإلكترونية مع تمتعها بأنظمة دفاعية متطورة جدا خصوصا مع تزويدها برادار AESA من الجيل الجديد.
وتوفر التكاليف التشغيلية المنخفضة للمقاتلة بالإضافة إلى سرعتها فرصة جيدة لإيران من أجل التعويض عن النقص في السلاح الجوي وتقليل التكاليف بنفس الوقت.
وبينت المجلة أن “العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين إيران والصين تمهد الطريق لعقد تصدير J-10C والمساعدة في تمويل مثل هذه الصفقة”.
واعتبرت المجلة أن هذه الصفقة ستوفر للصين موطئ قدم في أسواق الطيران العسكري في الشرق الأوسط بالإضافة إلى أنها ستكون فرصة رائعة “للحصول على بيانات لتحسين التصميم في مسرح متوتر ومقترب جدا من طائرات غربية معادية”، وأضافت “قد تسعى إيران في نهاية المطاف للحصول على فئات طائرات مقاتلة أخرى إلى جانب J-10C، بما في ذلك الطائرات الصينية الباكستانية JF-17 Block 3 الأخف وزناً والتي تعتبر أرخص بكثير والتي لم يتم عرضها بعد للتصدير”.
من جهة أخرى، أشارت المجلة إلى “العيب الرئيسي الوحيد للطائرة J-10C والمتمثل بمداها القصير نسبيًا، على الرغم من أنه طويل جدًا بالنسبة لمقاتلة ذات محرك واحد، لكن ذلك يجعلها أقل ملاءمة لعمليات استعراض القوة خارج الحدود الإيرانية أكثر من الطائرات الأثقل مثل J-16 أو الروسية (سور 34) لكن بالنظر إلى التوجه الدفاعي الحالي للأسطول الإيراني، واعتماده على الطائرات بدون طيار، فمن غير المرجح أن يُنظر إلى هذا على أنه عيب كبير”.