رائحة الحرب تفوح في أوروبا… وأمريكا تضع قواعدها العسكرية في مواجهة أزمة محتملة
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية حالة استعداد لأزمة متوقعة في قواعدها العسكرية في أوروبا.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن البنتاغون فعل ذلك بسبب التصعيد العسكري في جنوب شرق أوكرانيا.
الحرب المتوقعة
وتشهد هذه المنطقة ما ينذر باحتمال أن يشن نظام الحكم في أوكرانيا عملية حربية جديدة على جمهوريتين شعبيتين تأسستا في منطقة دونباس في عام 2014 بعدما شهدت العاصمة الأوكرانية كييف انقلابا أوصل من لهم مشاعر عدائية تجاه روسيا إلى قمة السلطة الأوكرانية.
وصب البنتاغون الزيت في النار، زاعما بلسان المتحدث الرسمي باسمه، جون كيربي، أن روسيا بدأت استعدادات عسكرية قرب حدود أوكرانيا. وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن لنظيره الأوكراني أندريه تاران استعداد البنتاغون لمساعدة نظام الحكم الأوكراني على “صد عدوان روسي”.
وقال الخبير العسكري أرتيوم كورييف تعقيبا على مزاعم الاستعدادات العسكرية الروسية، إن: “الولايات المتحدة ستواصل مساعدتها لنظام الحكم الأوكراني. وعن احتمال وصول قوات أمريكية إلى أوكرانيا قال الخبير إنه لا يتوقع ذلك لأن وصول قوات أمريكية إلى أوكرانيا يمكن أن يمهد لحدوث ما هو غير مستحب، اندلاع الحرب العالمية الثالثة. أما بالنسبة لاستئناف الحرب التي بدأها نظام الحكم الأوكراني في منطقة دونباس في عام 2014 فهذا أمر ممكن لاسيما وإن هناك ما يكشف عن استعدادات عسكرية في أوكرانيا”.
فمثلا، تُشاهد في سماء أوكرانيا طائرات للنقل العسكري قادمة من أوروبا. ومن الممكن أن يصب ذلك في إطار استعدادات حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأكبر مناورات عسكرية في الأعوام الـ25 الماضية تحمل اسم “ديفندر أوروبا 2021”. في كل الأحوال فإن جميع هذه النشاطات موجهة ضد روسيا.
ضد روسيا
وأكد مسؤولو نظام الحكم في العاصمة الأوكرانية كييف أن مناورات “حامي أوروبا” التي سيشارك فيها أكثر من 20 ألف عسكري أمريكي و17 ألف شخص من الدول الأخرى بما فيها أوكرانيا التي حصلت أخيرا على صفة شريك الناتو ذي الإمكانيات الموسعة، موجهة ضد روسيا. وكشف مسؤول أوكراني اسمه أليكسي أريستوفيتش أن القوات المشاركة ستتدرب على الحرب مع روسيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيشارك حلف الناتو في الحرب التي يمكن أن يبدأها نظام الحكم الأوكراني ضد منطقة دونباس التي يحمل حوالي 600 ألف من سكانها الجنسية الروسية؟ في ظن الخبراء، الذين حملت “سبوتنيك” هذا السؤال إليهم، فإن اندلاع الحرب الواسعة بين روسيا والدول الأعضاء في حلف الناتو بسبب أوكرانيا أمر بعيد الاحتمال لأن الأطلسيين يفهمون أن مثل هذه المغامرة ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.