ما دلالات إعادة انتخاب السنوار رئيسا لحماس… وما تأثيره على علاقات الحركة الداخلية والخارجية؟
في انتخابات شهدت منافسة شرية، انتخب يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة لفترة ثانية، على حساب منافسه نزار عوض الله، وذلك بعد 4 جولات انتخابية.
وبعد فوز السنوار، بات البعض يطرح تساؤلات بشأن رؤية الحركة في الفترة المقبلة، وطريقة تعاملها مع الكثير من الملفات الداخلية والخارجية، خاصة في ظل التفاهمات التي قادها السنوار في الكثير من القضايا.وقال مراقبون إن “السنوار نجح في التقارب مع القاهرة، ومع حركة فتح، ويمضي بخطوات ثابتة نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية التي غابت لسنوات”، مؤكدين أن “نهج الحركة سيستمر على هذا المنوال الدبلوماسي”.
فوز السنوار
وكان قد تم الإفراج عن السنوار، زعيم “حماس” في غزة منذ عام 2017، في تبادل للأسرى مع إسرائيل عام 2011 بعدما قضى ما يزيد عن 20 عاما خلف الأسوار.
وعلى الرغم من تأييد السنوار لرفض “حماس” التعايش مع إسرائيل فإنه حافظ على استقرار نسبي على حدود غزة، وسعى أيضا إلى تحسين العلاقات مع مصر.
ولم تنتخب “حماس” بعد زعيما لها في الضفة الغريبة المحتلة. وذكرت مصادر أن هويته ستظل طي الكتمان على سبيل الحماية من إسرائيل أو حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وشغل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، الذي يتحدث أيضا باسم جناحها العسكري، سيتطلب مزيدا من الوقت. وزعيم الحركة بأكملها هو إسماعيل هنية ويسكن في غزة.
ويواجه هنية هذه المرة منافسة من خالد مشعل الرئيس السابق للحركة الذي يعيش في قطر.
استكمال المسيرة
مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، قال إن “انتخاب السنوار لرئاسة الحركة، كان برغبة قواعد حماس، والفرق لم يكن كبيرًا بين السنوار وعطا الله، ولكلا الرجلين مكانتهما لدى الجماهير، لكن نحن في فلسطين نميل إلى الحالة الثورية التي عليها السنوار، وربما هذا ما رجح كفته قليلًا”.وأضاف أن “السنوار أو أي من قيادات حماس يلتزمون بقرار مجلس الشورى، الذي يفرض على الجميع ويكون ملزمًا لأكثر الناس اعتراضاً، لذلك لن يختلف الأمر على الحركة، وسيكمل السنوار من قام به في السنوات القادمة، وفق ما تقرره قيادة الحركة”.
وتابع: “حماس لا تؤمن بالتفرد والقرار لديها شورى، وسيلتزم به من يتولى القيادة، وفترة السنوار السابقة كانت شهدت تطورا في كثير من المفات سواء على الصعيد العسكري أو الأمني أو السياسي أو الاقتصادي وسيكمل ما تؤمن به حماس في كل القضايا”.
رؤية داخلية وخارجية
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، إن “انتخابات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة شهدت منافسة قوية، حيث وجد يحيى السنوار صعوبة في حسم الانتخابات بجولتها الأولى والثانية والثالثة، وتم حسمها في الجولة الرابعة، على عكس ما تم في انتخابات عام 2016م”.
وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “وصول السنوار إلى رئاسة المكتب السياسي بقطاع غزة، أحدث تغيرا مهما جدًا في الكثير من الأبعاد الداخلية والخارجية، حيث عمل بشكل جدي على المصالحة الفلسطينية، وتم توقيع اتفاقية التفاهم بين تيار الإصلاح الديمقراطي بقيادة محمد دحلان، وهو أمر صعب، حيث كانت تعتبره حماس أكبر عدو لها”.وتابع: “كما حققت الحركة في عهد السنوار تقدمًا كبيرًا في رؤيتها تجاه ملف المصالحة الفلسطينية، كما تم عقد اجتماع المكتب السياسي لحركة حماس في مصر، وحدث تغير في العلاقات الخارجية مع القاهرة”.
واستطرد: “البعض يقول إن السنوار ليس محسوبًا على خط قطر أو تركيا، وينصفه البعض أنه محسوب على إيران، لكن في النهاية شهدت فترة حكمه تحركات عالية في ملف المصالحة والتفاهمات التي عقدتها الحركة، وقبل انتخابه كان للحركة الكثير من المواقف الراديكالية تجاه المصالحة، وتجاه العلاقة مع مصر خاصة بعد انتهاء عهد الإخوان المسلمين”.
وعن شكل العلاقات الداخلية والخارجية لحماس بعد فوز السنوار، قال: “من المرتقب أن يستمر في سعيه بملف الانتخابات الفلسطينية، كإحدى فرص تحقيق المصالحة الفلسطينية، وكذلك توطيد العلاقات مع حركة فتح، لا سيما مع تيار الإصلاح، ونتمنى أن يكون هناك انفراة في ملف سجناء كوادر فتح لدى حماس، والذي وصل عددهم إلى 190 معتقلًا، بتهم واهية، مثل التخابر مع رام الله”.
وأنهى حديثه قائلًا: “أعتقد أن حركة حماس بقيادة السنوار ولمدة 4 سنوات قادمة، ستتمسك بالانتخابات الفلسطينية، وفي حال فشلت ستقوم بالانفتاح بشكل أكبر على المصالحة الفلسطينية، وهي تمثل رؤية ثابتة للسنوار”.