الغنوشي يمهد لـ«الانقلاب».. إخوان تونس يسعون لتجريد الرئيس من صلاحياته
جدل وغضب واسع يعيشه الشارع التونسي بعد إعلان رئيس مجلس نواب الشعب، وزعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، عن عزمه تغيير باب النظام السياسي في الدستور، بحيث يمنح رئيس الحكومة كامل الصلاحيات، ويكتفي رئيس الدولة بدور رمزي.
جاءت تصريحات الغنوشي في معرض رده على رفض الرئيس قيس سعيد استقبال وزراء جدد لأداء اليمين الدستورية، ووصفه التعديل الوزاري الذي أقدم عليه رئيس الحكومة هشام المشيشي، بـ«غير الدستوري»
ومنح البرلمان في جلسة عامة، الثلاثاء الماضي الثقة لـ11 وزيراً شملهم التعديل الحكومي من إجمالي 26 وزيراً، هم عدد أعضاء حكومة المشيشي، رغم اعتراض الرئيس على عدد منهم قبل يوم، في اجتماع غلب عليه التوتر بمجلس الأمن القومي، بدعوى وجود شبهات فساد تحوم حولهم.
مخاطر الانقسام
وأصدرت رابطة قدماء البرلمانيين التونسيين، بياناً طالبت فيه رؤساء الجمهورية السابقين، والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، ورئيس منظمة اتحاد الصناعة والتجارة، للتدخل لدى رئيس الدولة للتوقيع على ما صوّت عليه مجلس نواب الشعب، لتجنيب البلاد مخاطر الانقسام الذي يضر بالوحدة الوطنية ويهدد استمرارية الدولة.
وقال أستاذ القانون الدستوري في جامعة تونس أمين محفوظ، إن الدستور لا يلزم رئيس الحكومة بالتوجه إلى مجلس نواب الشعب للحصول على تزكية الوزراء الجدد. مطالباً المشيشي بإبعاد مجلس نواب الشعب عن التجاذبات، وحسم الإشكال مع الرئيس بشكل ودي حتى لا يتعطل عمل أجهزة الدولة.
فكر انقلابي
وأثار هذا الجدل الذي عمّقه تصريح الغنوشي، الذي كان بمثابة صب الزيت على النار، ردود فعل كبيرة. واعتبر رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق، دعوة الغنوشي للنظام البرلماني أنها «تعبير صادق عن فكره الانقلابي العميق» مشيراً إلى أن «النظام البرلماني هدفه تفكيك الدولة التي يحقد عليها الإخوان، ويعملون على إنهائها.«
واعتبر النائب السابق في برلمان بن علي، وأحد الموقّعين على بيان دعوة الرئيس إلى التعقل، منير بن ميلاد، أن الوضع خطير، وهناك أزمة سياسية ودستورية، ولا بد من حل، «هذا ما دفعني للتوقيع على البيان».
وأضاف أن الحديث عن تعديل الدستور نحو النظام البرلماني، وسحب صلاحيات الرئيس، لا مجال له الآن، لأنه يحتاج إلى مصادقة المحكمة الدستورية، وهي غير موجودة.
تصريح خطير
وأكد هشام الحاجي أحد الموقّعين على بيان قدماء البرلمانيين أن تصريح الغنوشي خطير جداً، ومن شأنه تعميق أزمة البلاد السياسية.
وقال النائب السابق عبدالعزيز القطي إن منظومة الحكم الحالية التي تقودها حركة النهضة الإخوانية انتهت إلى مأزق حقيقي، وتراكمت عليها المشاكل، «وهي لا تستطيع التخلص من هذا المأزق، لأن المنظومة عاجزة اليوم عن مواجهة الواقع».