موسيفيني رئيساً لأوغندا.. والمعارضة تتهمه بالتزوير
فاز الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، بولاية سادسة بعد حصوله على 60% من الأصوات وفق ما أعلنت هيئة الانتخابات، في حين طعن مرشح المعارضة الرئيسي بوبي واين في الانتخابات وما شابها من “عنف وتزوير”.
ونددت وزارة الخارجية الأميركية بـ”العنف والترهيب” المصاحب للانتخابات من قبل قوات الأمن، بالإضافة إلى تعطيل الإنترنت، مطالبة باحترام “حرية التعبير”.
وواجه موسيفيني الذي يرأس أوغندا منذ 1986، منافسة شرسة من مغني الريغي السابق بوبي واين البالغ 38 عاماً، الذي أثار دخوله عالم السياسة حماسة شباب البلاد.
وقبل إعلان نتائج الانتخابات، أحيط منزل بوبي واين بضواحي كمبالا، بحراسة أمنية مشددة، وهو ما اعتبره حزبه أنه فرض عليه “إقامة جبرية عملياً”، بينما قالت السلطات إنها كانت بغرض حمايته فقط.
وكان المغني الذي بات نائباً في البرلمان من بين 10 مرشحين معارضين، وحل ثانياً بعد حصوله على 34.8% من الأصوات خلف الرئيس موسيفيني الذي حاز 58.6% منها.
وقال رئيس هيئة الانتخابات القاضي سيمون موجيني بياباكاما، إن “هيئة الانتخابات تعلن يوري موسيفيني، رئيساً منتخباً لجمهورية أوغندا”، في الاقتراع الذي شارك فيه 57.22% من 18 مليون ناخب مسجل.
وحضّ بياباكاما المواطنين على “التزام الهدوء وقبول نتيجة الانتخابات”، فيما دعا المحتفلين بالنتائج إلى أن يضعوا في اعتبارهم مخاطر فيروس كورونا.
وجرت الانتخابات وسط أسوأ موجات العنف التي شهدتها البلاد منذ أعوام، إذ شكا معارضون من المضايقة والتوقيف، ومهاجمة وسائل إعلام، وقع ضحيتها أكثر من 54 ضحية.
اتهامات بالتزوير
وبينما قالت الحكومة الأوغندية إن الانتخابات جرت من دون قلاقل، فإن المعارض بوبي واين، تحدث عن تزوير واسع النطاق على غرار حشو الصناديق ببطاقات اقتراع زائفة، والاعتداء على أعضاء حزبه في بعض المناطق وطردهم من مراكز الاقتراع.
وقال الجمعة إن “كل ما يتم الإعلان عنه زائف بالكامل، نحن نرفضه وننأى بأنفسنا عنه”.
وظل منزل واين محاطاً بعناصر الجيش والشرطة السبت، وقال لوكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس)، إن قوات الأمن اخترقت السياج المحيط بالبيت، ويشعر أنه “مهدد ومحاصر”.
لكن المتحدث باسم الجيش ديو أكيكي، ساق مبررات هذا التواجد الأمني للجنود بأنه لضمان “أمنه وأمن المحيطين به”.
مع ذلك اعتبر المتحدث باسم حزب واين “منصة الوحدة الوطنية”، جويل سسنيوني، أن المرشح المعارض “يخضع لإقامة جبرية عملياً”، ولم يستبعد تنظيم احتجاجات بعد إعلان نتائج الانتخابات.
وقال إن “الناس غاضبون لأن أصواتهم سرقت، وهم لا يحتاجون إليّ أو إلى بوبي واين حتى يغضبوا، فحتى نحن لا يمكننا السيطرة عليهم”.
وأوصت الشرطة الأوغندية مواطنيها بعدم الخروج للاحتفال أو الاحتجاج إثر إعلان النتائج، مشيرة إلى القيود الصارمة المفروضة لاحتواء كورونا، والتي استُعملت باستمرار للتضييق على المعارضة بحسب وكالة (فرانس برس)، في الوقت الذي حذر فيه الرئيس موسيفيني من اللجوء إلى العنف للاحتجاج، واعتبره أنه يرقى إلى مصاف “الخيانة”.
انتقادات أميركية
قال أكبر الدبلوماسيين الأميركيين المعنيين بشؤون إفريقيا، تيبو ناغي، على تويتر إن الاقتراع شهد “عيوباً جوهرية”، كرفض منح موافقة لمراقبين للانتخابات و”العنف والتضييق على المعارضة”.
وأضاف في تغريدته: “نواصل حثّ جميع الفاعلين على ضبط النفس ونبذ العنف مع إعلان نتائج الانتخابات في أوغندا، والعودة الفورية للإنترنت”.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان السبت: “خرج الشعب الأوغندي للتصويت في الانتخابات الوطنية متعددة الأحزاب في 14 يناير، على الرغم من بيئة الترهيب والخوف، ونحن منزعجون بشدة من التقارير العديدة بشأن أعمال عنف من قوات الأمن خلال فترة ما قبل الانتخابات، والمخالفات الانتخابية خلال الاقتراع”.
وأضافت: “نحث الحكومة على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير، ونشعر بقلق بالغ إزاء المضايقات المستمرة للمجتمع المدني، ونلاحظ استمرار إغلاق الإنترنت على مستوى البلاد وندعو إلى استعادته على الفور إلى جانب خدمات وسائل التواصل”.
وتابعت الوزارة: “ندعو حكومة أوغندا إلى احترام حرية التعبير والحق في التجمع السلمي، ومحاسبة أفراد قوات الأمن المسؤولين عن أعمال العنف والانتهاكات. ونكرر عزمنا على متابعة الإجراءات ضد المسؤولين عن تقويض الديمقراطية وحقوق الإنسان في أوغندا”.
وقطعت الحكومة الأوغندية الإنترنت منذ 4 أيام، وقال المتحدث باسم الحكومة أفونو أبوندو، إن الإجراء اتُّخذ نتيجة انتشار “أخبار زائفة ومضللة بهدف تقويض صدقية المسار الانتخابي بما في ذلك النتائج، وربما إحداث قلاقل”، وأوضح أن الربط بالشبكة سيعود مع زوال التهديد، ورجح أن يتم ذلك صباح الاثنين.
موسيفيني وبوبي واين
ويحكم موسيفيني أوغندا منذ وصوله إلى السلطة عام 1986، حين أسهم في الإطاحة بديكتاتورية عيدي أمين وميلتون أوبوتي. وهو أحد أطول الرؤساء الأفارقة حكماً، وأشيد بموسيفيني سابقاً لحسن إدارته البلاد، لكنه قضى لاحقاً على المعارضة وغيّر الدستور أكثر من مرة ليتسنى له الترشح مجدداً، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية
في المقابل، نجح واين بأصوله المتواضعة وأغانيه الشعبية عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية في حشد دعم واسع بين صفوف الشباب، لكنّ مراقبين اعتبروا أن حظوظه في الفوز ضئيلة في ظل تشديد موسيفيني قبضته على الدولة، غير أنّ حزبه الناشئ يتّجه ليصير أبرز أحزاب المعارضة في البرلمان، بعد فوزه في 8 دوائر من 9 بالعاصمة كمبالا.
وجرت الانتخابات في غياب أي بعثة مراقبة دولية كبيرة باستثناء بعثة الاتحاد الإفريقي، وأعلنت الولايات المتحدة، أن قسماً كبيراً من موظفيها لم يمنحوا موافقة لمراقبة الاقتراع.