عاجل

عقب عمليات للجيش الجزائري… خبراء يحذرون من هجمات إرهابية جديدة

رسائل جديدة سبقتها تحذيرات عدة بشأن تنامي الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وانعكاس ذلك على الوضع في منقطة المغرب العربي.

التحذيرات السابقة أكدتها العمليات التي قام بها الجيش الجزائري واستهدافه لبعض البؤر ومقتل بعض العناصر الإرهابية خلال الأيام القليلة الماضية.

خبراء أوضحوا ، أن الفترة المقبلة ستشهد عمليات في مناطق متفرقة ليس في الجزائر وحدها، إلا أن اختيار الجزائر في الوقت الحالي يرتبط بزعيم تنظيم القاعدة الجديد مبارك يزيد، المدعو أبو عبيدة يوسف العنابي، والذي يعى فعليا للتواصل مع الخلايا الموجودة داخل الجزائر.

وفي إطار عمليات البحث والتمشيط لوحدات الجيش الوطني الشعبي الجزائري بمنطقة مسلمون بولاية تيبازة، أسفرت عن القضاء على إرهابيين آخرين، خلال اليومين الماضيين.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه “تبعا لعملية البحث والتمشيط المتواصلة بنفس المنطقة، قضت مفرزة للجيش الوطني الشعبي، الأحد 3 يناير / كانون الثاني، على إرهابيين اثنين آخرين خطيرين واسترجعت مسدسين رشاشين من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة، لترتفع حصيلة هذه العملية إلى القضاء على ستة إرهابيين واسترجاع ستة أسلحة نارية”، بحسب صحيفة “الخبر” الجزائرية.

 مؤشر العمليات الإرهابية

وفي تعليقه، قال العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي شريف خبير أمني واستراتيجي جزائري، إن: “بقايا الجماعات الإرهابية تراجعت بدرجة كبيرة، خاصة بعدما تسلم الفريق الراحل أحمد قايد صالح الملف، حيث قضى على شوكة الإرهاب، مما دفع عناصره للتراجع إلى المناطق الأكثر عزلة في الغابات البعيدة”.

وأضاف: أن حركة الجماعات شلت منذ 2015، حيث اعتمد على عمليات نوعية في القضاء على أعداد كبيرة، ولذلك تراجعت العمليات بشكل كبير خلال عامي 2018 و2019.

وأوضح أن الإرهاب الموجود في الساحة الداخلية يتمركز في بعض المعاقل بين ولايات “عين الدفلى، تيبازة، تيسمسيلت، بلعباس تلمسان، ولاية جيجل، تبسة، خنشلة”.

أعداد عناصرها

وأشار إلى أن أعداد هذه العناصر لا تتجاوز العشرات وأنها غير قادرة على الحركة نظرا لعمليات الردع، إلا أنه بالجوار الليبي تتواجد مجموعات تقدر بـ 600 عنصر بين سبها- أوباري -غات، على الحدود الجزائرية.

وأشار إلى أنه ضمن الجماعات المتواجدة هناك ” جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بشمال مالي، على الحدود مع الجزائر، ويفوق تعدادها الألف، الدولة الإسلامية بالصحراء الكبرى، وقامت بعدة عمليات داخل الجزائر، بسب الخبير، وكذلك القاعدة ببلاد المغرب، في مالي، وجماعتها بالداخل الجزائري، وحددت أماكنهم”.

دلالات التوقيت

واعتبر أن دلالات العملية في هذا التوقيت، ترتبط بضغط فرنسا على حكومة مالي للإفراج عن 200 إرهابي جزائري، ودفعها لهم الأموال، وقبض على اثنين منهم داخل الجزائر، في الشمال، وبحوزتهم مبالغ مالية باليورو، وهو ما دفع السلطات الجزائرية للعمل بحزم لإسقاط المشروع.

من جانبه، قال الخبير الأمني الجزائري أحمد ميزاب، إن الأشهر الأخيرة في 2020 حملت إشارات إلى تحول خريطة انتشار الجماعات الإرهابية في المنطقة، وذلك على مستوى القيادات أو التحولات الهيكلية، واستفادتها من التمويل وعودة المقاتلين من بؤر التوتر في الشرق الأوسط لمناطق التوتر في الدول المجاورة والأفريقية.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن “الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء حاولت إعادة تواصلها مع الجماعات الداخلية، وأن العمليات التي قام بها الجيش الجزائري، كانت عمليات استباقية ألقي القبض فيها على عناصر هامة استفادت الأجهزة من المعلومات التي توفرت من خلالهم”.

وشدد على أن “عودة النشاط الإرهابي في المنطقة والذي سجل في النصف الأول من 2020 أكثر من 1600 عملية إرهابية في دول الساحل، والتي تراجعت في النصف الثاني، حيث بلغت الحصيلة الكلية نحو 2600 عملية، هو ما دفع الأجهزة الأمنية لتنفيذ عمليات متعددة لمهاجمة الأوكار وعدم السماح بتشكيل أي بؤر أو جماعات جديدة”.   

في الإطار ذاته قال الخبير الأمني الجزائري أكرم خريف لـ”سبوتنيك”، إنه “خلال التغيرات المناخية بدرجة كبيرة، تتنقل الجماعات الإرهابية من مناطق لأخرى، في الوقت الذي يقيم الجيش فيه بعض الأكمنة والتي أدت إلى قتل مجموعة من الإرهابيين”.

تحديات أمام دول المنطقة

بدوره قال الخبير الأمني محمد أكضيض، إن “تولي العنابي الجزائري، خلية الساحل والصحراء، وإعلان تنظيم داعش الإرهابي (محظور في روسيا) اهتمامه بدول شمال أفريقيا منها المغرب والجزائر، ومقتل بعض الجنود الجزائريين، ما هو إلا إعلان صريح في أول عمليات أبوبكر العنابي واختياره كأولوية أولى في هذه العملية للجزائر، من أجل إعادة ترتيب زعامة تنظيم القاعدة وداعش في منطقة الساحل والصحراء”.

وأشار إلى أن “تنظيم القاعدة كان إلى سنوات قريبة يتخذ من منطقة القبائل وتضاريسها الصعبة، قاعدة في شن هجومه على دوريات الجيش الجزائري، واعتراض قوافل الجنود الجزائريين، حيث كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع مؤشرات الخطورة خلال الفترة المقبلة”.

وفي الفترة الأخيرة حذر الكثير من الخبراء من انتقال العناصر الإرهابية إلى منطقة الساحل والصحراء، وأن المنطقة ستشهد تحديات عدة في الفترة المقبلة، جراء تنامي الجماعات هناك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى