خسارة فادحة يتعرض لها “عدو ترامب الأكبر”
رسالة واشنطن – اعدها للنشر – على خليل
ذكرت تقارير صحفية أمريكية أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد لا يفوز فقط بانتخابات الرئاسة، بل في طريقه لتوجيه “ضربة قاسية” إلى عدوه الأكبر.
أشارت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية إلى أن الحزب الديمقراطي في طريقه للسيطرة مجددا على مجلس النواب الأمريكي، رغم خسارته الوشيكة لشاغلي المناصب أمام الحزب الجمهوري.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن الديمقراطيين في طريقهم لتمديد سلطتهم على مجلس النواب لمدة عامين إضافيين، بأغلبية واسعة، ولكن مع إمكانية فقدانه 6 من شاغلي المناصب على الأقل، وهو ما يعد ضربة قاسية من الجمهوريين، خاصة وأن شاغلي المناصب سيعيقون محاولات الديمقراطيين لتعطيل أي قوانين يرغب ترامب في تمريرها.
وكثيرا ما وصف ترامب، مجلس النواب الأمريكي في الفترة الرئاسية الماضية بأنه “عدوه الأكبر”، وهاجم رئيسته نانسي بيلوسي، ووصفها بأنها تحول المجلس إلى عداوات حزبية.
وقالت “أسوشيتد برس” إنه من المحتمل أن يحتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على مجلس النواب ولكن يبدو أن أدائهم مخيب لآمال الديمقراطيين، بحسب الوكالة، حيث لن يتمكنوا من حصد إلا 15 مقعدا تقريبا.
خسائر ديمقراطية
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أنه بعد عقود من المحاولات، هزم الجمهوريون النائب كولين بيترسون في مقاطعة مينيسوتا الريفية، التي دعمت الرئيس دونالد ترامب في 2016 بنسبة 31 نقطة مئوية، وهو أكبر هامش لترامب في أي منطقة يسيطر عليها الديمقراطيون.
وعارض بيترسون، الذي يرأس لجنة الزراعة في مجلس النواب، محاكمة ترامب وهو أحد الديمقراطيين الأكثر تحفظًا في مجلس النواب.
وتمت هزيمة بيترسون، من قبل الجمهوري ميشيل فيشباخ، نائب الحاكم السابق في مقاطعة مينيوستا.
كما خسر كل من الديموقراطيين الجدد ديبي موكارسيل باول ودونا شلالا، وزيرة الصحة في عهد الرئيس بيل كلينتون، في مناطق جنوب فلوريدا المجاورة، حيث بدا أن ترامب يعزز الدعم بين الناخبين الكوبيين.
وهُزم أيضا النواب الديمقراطيون الجدد جو كننغهام من ساوث كارولينا، وزوشيتل توريس سمول من نيو مكسيكو، وكيندرا هورن في أوكلاهوما، الذين حققوا انتصارات مفاجئة في 2018 في المناطق التي فاز بها ترامب بشكل حاسم في عام 2016.
وقالت “أسويشتد برس” إن خسارة توريس تعد أكثر خسارة موجعة للحزب الديمقراطي، لأن السباق الانتخابي على هذا المقعد وصل إلى حوالي 35 مليون دولار، ما يجعلها واحدة من أغلى السباقات الانتخابية في تاريخ الولاية.
وهزمت توريس سموس من قبل إيفيت هيريل، المشرعة السابقة للولاية.
كما أصيب الديمقراطيون أيضا بخيبة أمل أكبر في مجلس الشيوخ، حيث حاولوا أن ينعشوا آمالهم بالفوز بأغلبية تعطل ترامب في حال فوزه وتؤيد بايدن حال دخوله البيت الأبيض.
وقبل فرز الأصوات، بحسب أسوشيتد برس، قال نشطاء من الحزبين إن الحزب الجمهوري سيكون محظوظًا إذا حدد مكاسب الديمقراطيين بأرقام فردية متواضعة.
لماذا خسارة ديمقراطية؟
إذا كان الحزب الديمقراطي سيضمن أغلبيته على مجلس النواب، فلماذا تعتبر تلك النتائج خسارة ديمقراطية؟
تقول أسوشيتد برس إن “وجود أغلبية ديمقراطية أصغر سيجعل من الصعب على رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، الديمقراطية من كاليفورنيا، أن توحد نوابها مع وصول عدد من النواب الجدد للكونغرس ذوي توجهات جمهورية”.
وسيتمكن الحزب الديمقراطي من السيطرة على مجلس النواب، وسيكون تلك هي المرة الثانية في آخر 25 عاما، يتمكن من خلالها الديمقراطيين من قيادة إحدى غرفتي الكونغرس دورتين متتاليتين.
وامتدت الفترة الأولى من عام 2007 حتى عام 2010، عندما كانت بيلوسي تخدم أول أربع سنوات لها في منصبها.
وقد لا يتمكن الديمقراطيين من مساندة القوانين السابقة الخاصة بهم، وأبزرهم قانون الرعاية الصحية الخاص بالرئيس السابق، باراك أوباما “أوباما كير”، والذي يهاجمه دوما ترامب.
وعن ذلك قالت بيلوسي في تصريحات للصحفيين “كان هدفنا في هذا السباق الفوز حتى نتمكن من حماية قانون الرعاية بأسعار معقولة وحتى نتمكن من القضاء على الفيروس”.
سعادة جمهورية
وأعرب عدد كبير من الجمهوريين بسعادتهم بتلك النتائج، التي ستمكنهم من إنهاء الدعم على بعض القوانين التي يتمسك بها مجلس النواب.
وقال دان كونستون، الذي يرأس صندوق قيادة الكونغرس، وهي لجنة متحالفة مع قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب وتقدم الملايين للمرشحين الجمهوريين:
“لقد فاق فوز الجمهوريون في مجلس النواب كل التوقعات”.
وجاءت أبرز خيبات أمل الديمقراطيين، هي خسارتهم منطقة ذات أغلبية من ذوي الأصول الأسبانية في غرب تكساس وكانوا يتوقعون الفوز بها، عندما تقاعد شاغل الوظيفة من الحزب الجمهوري.
وخسر الديمقراطيون أيضا سلسلة من السباقات الانتخابية، وفشلوا في هزيمة مرشحي الحزب الجمهوري الحاليين في سينسيناتي، وريف إلينوي، ووسط فيرجينيا، وضواحي سانت لويس، وتكساس.
ولم يتمكن الحزب الديمقراطي من تحقيق أي انتصارات في السباقات الانتخابية الطويلة، التي كانوا يأملون أن تعزز أغلبيتهم. واحتفظ الجمهوريون بمثل هذه المناطق في وسط ولاية كارولينا الشمالية، ومونتانا، وأوماها، ونبراسكا، وليتل روك، وأركنساس.
مع تقدم صباح الأربعاء، ظلت السباقات الأخرى التي شهدت احتدامًا حامية ولم تحسم في إنديانا وفيرجينيا.
نتائج ملفتة
وأعيد انتخاب العشرات من شاغلي وظائف الحزبين من مناطق آمنة بسهولة. وكان من بين هؤلاء النجمة التقدمية النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز في مدينة نيويورك وزعيما الحزبين في مجلس النواب، الديمقراطي جيمس كلايبورن من ساوث كارولينا والجمهوري ليز تشيني من وايومنغ.
كما سيأتي إلى واشنطن الديمقراطيون في منطقة مدينة نيويورك جمال بومان، وهو تقدمي كان مدعومًا من أوكاسيو كورتيز، وريتشي توريس، الذي سيكون أول شخص مثلي الجنس من أصل إسباني في الكونغرس.
في إحدى النتائج الجديرة بالملاحظة ولكنها غير مفاجئة، فازت مارجوري تايلور جرين، التي تبنت نظريات مؤامرة لا أساس لها من الصحة، بمقعد شاغر في شمال غرب جورجيا. وصف ترامب جرين بأنها “نجمة جمهورية مستقبلية”.
ترامب والنواب
وشهدت فترة الرئاسية الأخيرة لترامب، صراعا مريرا بينه وبين مجلس النواب، وهاجم ترامب بيلوسي، واتهمها بأنها تحاول تشويه صورته، وتستغل أزمة كورونا لإحراجه أمام الشعب الأمريكي.
كما خاض ترامب صراعا مع مجلس النواب، بعدما وجه إليه اتهامات بهدف عزله، بعدما اتهمه بأنه جمد مساعدة عسكرية لحكومة كييف بهدف إجبار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على فتح تحقيق بشأن قضايا فساد تتعلق بجو بايدن.
واتهم ترامب مجلس النواب وبيلوسي بأنهم يقودون “انقلابا” ومحاولة للاستيلاء على السلطة.
ولكن بعد توجيه مجلس النواب الاتهامات إلى مجلس الشيوخ، أسقطت الغرفة الثانية الاتهامات عن ترامب، ولكن الصراع ظل مستمرا فيما بينهم.
أما بالنسبة لنتائج الانتخابات الرئاسية الجارية، ظل ترامب يهاجم الحزب الديمقراطي، واتهمهم بممارسة الكثير من عمليات التزوير الانتخابي في البلاد وأنه مستعد لمكافحتها ومواجهتها بالقوانين. وقال: “هذه خدعة كبيرة في بلدنا ونريد أن يتم استخدام القوانين بشكل صحيح لذلك سنذهب إلى المحكمة العليا الأمريكية”.Video Player
لكن حملة منافسه بايدن ردت على تهديد ترامب بقولها إنها محاولة لـ”وقف فرز الأصوات”.
وقالت جين أومالي ديلون مديرة حملة بايدن الانتخابية، “إذا نفذ الرئيس ترامب تهديده بالذهاب إلى المحكمة لمحاولة منع الفرز السليم للأصوات فلدينا فرق قانونية جاهزة للتصدي لهذا المسعى”، واصفة التصريحات بـ”الفاضحة وغير المقبولة”، حسب وكالة “رويترز”.
وفقًا لأحدث البيانات من شبكة “فوكس نيوز”، يمكن لبايدن الاعتماد على 238 صوتًا انتخابيًا، بينما يمكن لترامب الاعتماد على 213 صوتًا.