تأثير أزمة كوفيد-19 على مستقبل التعليم في العالم؟
أُجبر حوالي 1.5 مليار طالب في 160 دولة حول العالم على الدراسة عن بعد، أثناء الموجة الأولى لكوفيد-19. وقامت مؤسسة التدريب الأوروبية (إي تي أف) بمراقبة ورصد عملية التعليم عن بعد في دول مختلفة، عبر “سيلفي”، وهي أداة للتقييم الذاتي عبر الإنترنت تساعد المدارس على التفكير في كيفية استخدامها للتقنيات الرقمية.
وتم تطوير سيلفي بالشراكة مع (إي تي أف) والمركز الأوروبي لتطوير التدريب المهني ومعهد اليونسكو لتكنولوجيا المعلومات في التعليم.
يتم تحديث البرنامج باستمرار، ويمكن للمدارس المشاركة قياس قدرتها الرقمية وكذلك السلوك الأخلاقي عبر الإنترنت، ويتم فيما بعد طرح مقترحات بناء على التجربة والأدلة والتقييم الذاتي للمعلمين والمدربين. ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة وبحسب الشهادات التي تلقتها مؤسسة التدريب الأوروبية : “أن النتيجة الرئيسية هي إدراك أن التحول لا يتعلق بالانتقال عبر الإنترنت بل يتعلق بنوعية التعليم والتأكد من أن التعلم في متناول الجميع”.
أبرز التوصيات
توصلت المؤسسة لتوصيات ركزت على خمس محاور حيوية، للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لعملية التعليم المستدامة، وخصوصا بعد انتشار وباء فيروس كورونا، كان أبرزها:
- وضع مهارات القرن الحادي والعشرين كالمعرفة العلمية وتكنولوجيا المعلومات والإبداع والتعاون وحل المشكلات على قدم المساواة مع الموضوعات الأخرى كالعلوم والرياضيات وغيرها في أنظمة التعليم. هناك حاجة لنوع معين من الذكاء الاجتماعي والعاطفي وقدرات التواصل مع الآخرين عن بعد.
- على المناهج التعليمية أن تصمم بحيث تكون الرفاهية عبر التعليم أولوية خصوصا للطلاب في الفئات الابتدائية والإعدادية.
- هناك حاجة إلى التعاون لتزويد كل طالب بالأجهزة اللازمة والاتصال بالإنترنت وبيئة مناسبة للتعلم في المنزل. ويقول سيزار أونستيني، مدير مؤسسة التدريب الأوروبية: “علينا إعادة تأسيس التعاون الدولي ومشاركة الموارد لتسريع ودعم عملية التعليم عن بعد”.
- فقط من خلال تجربة التعلم عن بعد، والتواصل عبر الإنترنت يمكن للمعلمين أن يحضروا أنفسهم للمستقبل.
- مستقبل التعليم مختلط، حيث توصي المؤسسة بدمج الأسلوبين التعليم عن بعد والتعليم في المدرسة، نظرا لأهمية الحياة الاجتماعية في المدرسة، ووصفته بالتعليم المرن في المكان والزمان. وقد لاحظت المؤسسة بأن هناك اهتمام متزايد بالدورات التدريبية، يشهد سوق التعليم ظهور معالم جديدة مثل درجات الاعتماد الأكاديمية وأنواع أخرى.
صعوبات لوجستية
وكشف تقرير اجتماعي اقتصادي صادر عن مؤسسة التدريب الأوروبية أن “الخريجين الشباب والباحثين عن عمل من الشباب الذين واجهوا صعوبات في دخول سوق العمل معرضون الآن لخطر أكبر، حيث جمدت معظم المعاهد والجامعات برامج التعليم المهنية والحرفية”.
وتوقعت المؤسسة أن يواجه الشباب المتقدمين لعمل لصعوبات إضافية، بالرغم من أن العمل الذكي ومن المنزل سيقلل من الهجرة، إلا أن التحديات اللوجستية المتمثلة في انتشار طاقم العمل في أماكن مختلفة في العالم واختلاف الوقت.
النموذج التركي
ووصفت المؤسسة تركيا كنموذج عالج مشكلة الصحة النفسية كجزء أساسي من إدارة الأزمة، فقد تعاونت منصة التعليم الرقمية مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال (بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من إعاقات سمعية). إضافة لتخصيص خط تلفوني لمساعدة الطلاب وأولياء أمورهم النفسية. وساعدت هذه التطبيقات المعلمين والطلاب أثناء إغلاق المدرسة.