اللاجئون السودانيون في إسرائيل مهددون بالترحيل في حال توقيع اتفاق سلام
تصاعدت في الفترة الأخيرة ظاهرة تسلل السودانيين إلى إسرائيل وطلب اللجوء فيها. إنهم يتسللون عبر سيناء أو الحدود اللبنانية. والسبب هو تراجع أوضاعهم المعيشية. لكن الحكومة الإسرائيلية تعمل على سن قانون جديد يقضي بترحيل هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم في حال تم التوقيع على اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسودان.
ما الذي يدفع بمواطنين سودانيين إلى الهروب من مدنهم ومساقط رؤوسهم إلى دولة معادية هي إسرائيل، حيث يطلبون اللجوء والاستقرار فيها؟ تصر إسرائيل على تسمية هؤلاء بالمتسللين وليس باللاجئين. وهناك عدة تفسيرات واضحة لهذه الظاهرة، منها تدهور الأوضاع الأمنية في بلدهم الأصلي، خصوصاً في إقليم دارفور، وكذلك سوء الأحوال المعيشية وانعدام فرص العمل.
قبل عشرين عاماً دخل خمسة مواطنين سودانيين إلى إسرائيل بصورة شرعية. وهم قد تزوجوا واستقروا في مدينة تل أبيب. بعدها بدأت ظاهرة تسلل السودانيين بصورة أكبر من سيناء إلى إسرائيل بالرغم من المخاطرة. وكان الجيش الإسرائيلي الموجود على الحدود المصرية يطلق النار، أحياناً، عليهم، أو يستقبلهم ويضعهم في مخيمات مخصصة للاجئين للتحقيق معهم والبت في مصائرهم.
بعدها يستطيعون طلب اللجوء السياسي عبر المفوضية العليا للاجئين، وهي التي تقرر من يستحق صفة لاجئ. وبسبب وضع إسرائيل الخاص فقد منحتها المفوضية الحق في رفض حق الالتماس لأي طالب لجوء جاء من دولة معادية، مثل سوريا لبنان إيران.
مع تزايد الظاهرة، أقامت إسرائيل جداراً إلكترونياً ذكياً لوقف عمليات التسلل من شبه جزيرة سيناء. وتبلغ نسبة اللاجئين السودانيين الواصلين من إقليم دارفور حوالي 30 في المئة، ومن جنوب السودان 60 في المئة، والبقية من المناطق السودانية الأخرى. وهم يتركزون حالياً في تل أبيب وإيلات، ويقومون بأعمال يدوية، ويرون أن العيش في إسرائيل أفضل بالنسبة لهم من الناحية الاقتصادية، على الأقل.
وقد أجلت إسرائيل ترحيل السودانيين إلى وطنهم أكثر من مرة، تحسباً من تطبيق القانون السوداني الذي يحكم بالإعدام على كل من يسافر إلى إسرائيل. وفي حال تم التوقيع على اتفاق سلام بين البلدين ستكون العودة أسهل وتنتفي الخشية من تطبيق حكم الإعدام. أما ما قد يدفع قسماً منهم إلى العودة هو الخوف من تجنيد أبنائهم في الجيش الإسرائيلي.
في عام 2006 أسست السودانية تراجي مصطفى جمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية وسجلتها في كندا، حيث تقيم مع زوجها الأردني. وتدافع تراجي عن الاستقبال الجيد للاجئين السودانيين في إسرائيل، على العكس من مصر التي تعاملهم معاملة خشنة، حسب زعمها. وكانت السلطات الإسرائيلية قد وجهت إنذارات إلى آلاف المهاجرين الأفارقة لمغادرة البلاد وهددتهم بالسجن، فيما عرضت مبالغ مالية لمن يعود طواعية أو يرحل إلى بلد ثالث.
ولدى اندلاع الثورة السودانية لتغيير الحكم وإسقاط الرئيس عمر البشير، شهدت مدينة تل أبيب تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من السودانيين في إسرائيل دعماً لأشقائهم الذين خرجوا إلى الشوارع من أجل تغيير النظام.
يبلغ عدد السودانيين في إسرائيل عشرة آلاف لاجئ. وهم يعانون من العنصرية مثلهم مثل ذوي البشرة السوداء في دول الغرب.