القضاء المصري يحكم بإلغاء مولد الحاخام اليهودي أبو حصيرة
أيدت المحكمة الإدارية العليا في مصر حكما سابقا، بمنع إقامة احتفال بمولد أبو حصيرة في محافظة البحيرة في دلتا مصر شمالي البلاد، وشطب الضريح المدفون فيه الحاخام من قائمة الآثار الإسلامية والقبطية، كما رفضت طلبا بنقل رفاته إلى إسرائيل.
وكانت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية قد أصدرت هذا الحكم عام ٢٠١٤، ولكن الحكومة المصرية طعنت في الحكم الذي أيدته أكبر محكمة للطعون الإدارية في مصر، ويصبح بالتالي حكما باتا ونهائيا لا يجوز الطعن عليه.
المحكمة الإدارية بالإسكندرية قد أصدرت حكما، عام ٢٠١٤، ألغت قرار وزير الثقافة فاروق حسني قبل عشرين عاما بضم ضريح أبو حصيرة إلى قائمة الآثار الإسلامية والقبطية المصرية، وأخطرت لجنة التراث العالمي بمنظمة “اليونيسكو” بذلك، معتبرة أن الضريح، وإن كان يوفي بشرط مرور ١٠٠ عام على إقامته، فإنه لا يحقق بقية الشروط لضمه لقائمة الآثار المصرية، ومنها أن يكون الموقع فريدا من نوعه، وبه زخارف ونقوش وجماليات معينة.
كما قضت المحكمة بعدم جواز نقل رفات الحاخام اليهودي إلى إسرائيل، استنادا إلي أن القدس أرض محتلة، وتلافيا لإضفاء شرعية “يهودية الدولة” الإسرائيلية.
وبررت المحكمة قرارها بمنع الاحتفال بمولد أبو حصيرة “لمخالفته للنظام والآداب العامة، وتعارضه مع وقار الشعائر الدينية”.
ويعقوب بن مسعود أبو حصيرة هو حاخام يهودي من أصل مغربي، عاش في القرن التاسع عشر، وينتمي إلى عائلة يهودية كبيرة هاجر بعض أفرادها إلى مصر ودول أخرى، وبقي بعضهم في المغرب على مر العصور، ويعتبره بعض اليهود شخصية دينية مقدسة، ويقام مولد أبو حصيرة منذ عام ١٩٠٧ في نهاية العام الميلادي، ويحج إليه مئات اليهود من المغرب، فرنسا وإسرائيل.
في عام 2001 قضت محكمة مصرية بحظر الاحتفال، إلا أن السلطات المصرية سمحت بإقامته سنوياً حتى عام 2010، ثم توقفت الزيارات وإقامة المولد منذ ثورة يناير/كانون الثاني عام 2011، قبل أن يقام المولد بصورة محدودة ولمرة واحدة عام ٢٠١٨.
ويأتي هذا الحكم بعد أسابيع من توقيع اتفاقين لتطبيع العلاقات بين كل من دولة الإمارات العربية والبحرين ودولة إسرائيل، كما تشير تقارير إلى تطبيع محتمل وشيك بين السودان وإسرائيل.
ورأى بعض المراقبين دلالات خاصة في هذا الحكم نظرا لأنه قال في حيثياته إن “القدس أرض محتلة ولا ترد عليها تصرفات الدولة الغاصبة وتخرج عن سيادتها، تلافيا لإضفاء صفة الشرعية للدولة اليهودية”، مؤكدا على صفة القدس كمدينة محتلة، وأن الحكم أنهى معاناة أهل ديمتيوه بمحافظة البحيرة، حيث كانت قريتهم تتحول كل عام إلى ثكنة عسكرية وتتسبب الاحتفالات في مضايقات للأهالي على مدى أسبوع كامل.