اللبنانيون محبطون من قادتهم بعد تعبير ماكرون عن “شعوره بالخجل” منهم
يشعر اللبنانيون باليأس من قادتهم الطائفيين الذين تركوا البلاد دون حكومة خلال أسوأ أزمة تمر بها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، مما دفع كثيرين بالفعل إلى الوقوع في براثن الفقر.
ووبخ إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في لبنان، الذي قاد جهودا دولية لتقديم الدعم لذلك البلد، الساسة أيضا بعد تعثر مبادرته عندما استقال رئيس الوزراء المكلف وسط مشاحنات على مناصب وزارية.
ومع وصول السياسة إلى طريق مسدود وانهيار الاقتصاد تحت وطأة الديون، تعرضت الليرة اللبنانية لمزيد من الانخفاض مما زاد من معاناة المواطنين الذين يجد كثير منهم صعوبة في تغطية نفقاتهم منذ بدء الأزمة الاقتصادية العام الماضي.
وقال طالب تامر، وهو خباز يبلغ من العمر 31 عاما في بيروت التي تعرض مرفأها لانفجار مدمر الشهر الماضي أودى بحياة نحو 200، “أول شيء نحتاجه هو حكومة”.
وأضاف “علي إيجار ونفقات الأسرة.. إن شاء الله يشكلوا حكومة لحل الوضع. لكن ذلك يحتاج وقتا”.
ولم تصدر بعد أي إشارة من النخبة الحاكمة إلى كيفية حل الأزمة في بلد تعتمد فيه السياسة على تقاسم السلطة بين الطوائف المسيحية والمسلمة. وزاد التحدي المتمثل في العثور على مخرج يوم السبت عندما استقال رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، وهو مسلم سني أُسند إليه المنصب في 31 أغسطس آب.
واصطدمت مساعي أديب لتشكيل حكومة من وزراء غير حزبيين بمطالبة الجماعتين الشيعيتين الرئيسيتين في لبنان، حركة أمل وحزب الله المدعوم من إيران، بتسمية عدة وزراء منهم وزير المال.
* توبيخ الساسة
يسعى لبنان، الذي أُطلق عليه اسم سويسرا الشرق الأوسط قبل الحرب الأهلية، إلى إعادة البناء منذ بدء الصراع. لكن خططه تعثرت مع تراكم الديون وسط سياسات طائفية متصلبة وفرت أرضا خصبة لتنافس إقليمي بين العرب السنة في الخليج وإيران الشيعية وآخرين.
وقال ماكرون في باريس يوم الأحد “أشعر بالخجل من زعماء لبنان السياسيين” بعد أن نكثوا عهودهم له في الأول من سبتمبر أيلول بتشكيل حكومة على وجه السرعة يمكنها بدء إصلاحات والحصول على مساعدات خارجية حيوية.
وانتقد ماكرون جماعة حزب الله والسياسي السني البارز ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري لدورهما في المأزق.
وأبلغ ماكرون ساسة هذا الشهر بأنهم قد يواجهون عقوبات إذا وقف الفساد في طريق الإصلاحات. وقال يوم الأحد إنه سيمنحهم ما يصل إلى ستة أسابيع أخرى لتشكيل حكومة، قائلا إنه لن يفكر في فرض عقوبات إلا في مرحلة لاحقة.
وقال مصدر من الكتلة السياسية الشيعية إن مثل هذه الكلمات لن تدفع السياسيين إلى التنازل “هل يظن ماكرون انه بتوبيخ أطراف سياسية أساسية وعندها كتل نيابية وازنة تحتاجها أي حكومة للحصول على الثقة يستطيع ماكرون أن ينتزع موافقتهم بالقوة؟”
يأتي الموعد النهائي الجديد لماكرون بعد الانتخابات الأمريكية المقررة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، عندما يصبح مستقبل سياسة واشنطن أكثر وضوحا.
واتخذ الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى للفوز بفترة جديدة، خطا متشددا بفرض عقوبات جديدة أو أشد على حزب الله وداعمته إيران وبعض الحلفاء اللبنانيين للجماعة الشيعية.
وصار كثير من اللبنانيين يشعرون بأن السياسة الدولية هي التي ستقرر مصيرهم.
وقال أحمد نصر الدين (40 عاما) الذي اضطر لإغلاق محال لبيع الملابس المستوردة بسبب الأزمة “إذا اتفقت إيران والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة على حل فيما بينها، فسيكون لدينا حل حينها”.