طائرات متقدمة جدا ومزايا أخرى… كيف حاولت أمريكا إقناع السعودية بالتطبيع
قالت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان ظل لأشهر يفكر بمبررات عقد “صفقة تغير النظر في سياسات المنطقة تجاه إسرائيل”، قبل تطبيع الإمارات والبحرين.
وكشفت الصحيفة في تقريرها أنه تم إغراء المملكة بعروض تشمل: منح طائرات متقدمة جدا والحصول على معاملات وخدمات سياسية في واشنطن، والحصول على منافذ ومميزات في أمريكا تحت قيادة دونالد ترامب.
وتابعت أنه كان هناك حافز آخر للسعودية لتشجيع البحرين والإمارات على التطبيع، وهو أن ذلك سيمنح الرياض غطاء قبل أن تقرر إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة البريطانية نقلا عن ثلاثة مصادر قريبة من الديوان الملكي السعودي، أنه “في الوقت الذي تقترب فيه فرص تطبيع السعودية مع إسرائيل، إلا أن محمد بن سلمان لن يمنح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أكبر إنجاز في مجال السياسة الخارجية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل”، لكن بدلا من ذلك ستواصل السعودية دورها في حث الحلفاء بالمنطقة على التطبيع، قبل نهاية العام الحالي، بحسب الصحيفة.
ومنذ دخول السلام بين إسرائيل والإمارات البحرين حيز التنفيذ، بدأ مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يلمحون إلى أن دولا أخرى ستنضم إلى السلام مع إسرائيل، وكان الجميع يتساءل عما إن كانت السعودية بين هذه الدول.
وبينما أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه تحدث مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأشار إلى أن المملكة ستقدم على خطوة التطبيع مع إسرائيل في “الوقت المناسب”، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية ما قالت إنه اختلاف في وجهات النظر بين أفراد العائلة السعودية الحاكمة، حول إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن “ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أراد أن يوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين، إلا أن والده الملك سلمان عارض ذلك”.
وأضافت الصحيفة أن “الملك سلمان بن عبدالعزيز لطالما أيد لسنوات عديدة، مقاطعة إسرائيل والمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة، إلا أن ابن سلمان يريد إقامة علاقات تجارية مع إسرائيل، وإنشاء جبهة موحدة ضد إيران، وتجاوز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لأنه نزاع صعب”.
كما لفتت إلى أن “العاهل السعودي صدم بشدة خلال إجازته، عند إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 13 أغسطس/ آب، عن توقيع إسرائيل والإمارات اتفاقا لـ”التطبيع الكامل” لعلاقاتهما، مؤكدة أن “سبب هذه الصدمة أن ولي العهد السعودي لم يبلغ والده مسبقا بالاتفاق بين تل أبيب وأبوظبي”.
وذكرت الصحيفة، أن “ابن سلمان خشي أن يعارض والدُه الاتفاق، باعتباره لا يساهم في مطلب الفلسطينيين إقامة دولتهم، لدرجة أنه (لو علِم الملك) لما كان بالإمكان أن توقع الإمارات اتفاقاً مع إسرائيل بهذه السهولة”، مشيرة إلى أنه بعد إعلان اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي، طلب العاهل السعودي من وزير خارجيته إعادة تأكيد التزام بلاده بإقامة دولة فلسطينية.
كما ذكرت “وول ستريت جورنال” أنه خلال اجتماع بين صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، وولي العهد في السعودية، قال الأمير محمد بن سلمان إن والده “لن يقبل باتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية”، إذ أكد ولي العهد أن أقصى ما يمكن أن تفعله المملكة في الوقت الحالي، بسبب اعتراض الملك السعودي، هو المساهمة في انضمام البحرين إلى اتفاق التطبيع مع إسرائيل.
وكان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قال، إن “ضم إسرائيل لأراض على نحو آحادي وبناء مستوطنات يدمر أي جهد للسلام”، مثمنا في الوقت ذاته أي جهد لتعليق هذه الإجراءات الأحادية. وقال إن “أي جهود تفضي للسلام في المنطقة وتعليق الضم يمكن أن ننظر إليها نظرة إيجابية”.
وأكد أن “المملكة ملتزمة بخطة السلام العربية وهي الطريقة الوحيدة للوصول إلى حل للنزاع والتطبيع الإسرائيلي مع جميع الدول”
كما قال الأمير فيصل بن فرحان، عقب وصول أول رحلة تجارية من إسرائيل إلى الإمارات عبر الأجواء السعودية، إن موقف المملكة الراسخ نحو القضية الفلسطينية لن يتغير بالسماح للرحلات الجوية القادمة والمغادرة من الإمارات من كافة دول العالم بعبور أجواء المملكة، وذلك بعد عبور أول رحلة تجارية من إسرائيل إلى الإمارات بالأجواء السعودية.
وطالما أكد الملك سلمان موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية.