محتجون يضرمون النيران في مقر حكومة شرق ليبيا قي بنغازي
أضرم محتجون النار في مقر الحكومة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا مع استمرار مظاهرات نادرة الحدوث نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية والفساد لليوم الثالث على التوالي.
وقال شهود إن الاحتجاجات اندلعت أيضا في وقت متأخر في البيضاء، المقر السابق للحكومة، وفي سبها في الجنوب وللمرة الأولى في المرج التي تعد معقلا لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.
وفي المرج، قال سكان إن اشتباكات وقعت بين رجال أمن والمحتجين وإنه أمكن سماع دوي إطلاق نار كثيف في مقاطع مصورة بثت على مواقع للتواصل الاجتماعي.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة لليبيا عن “عميق القلق” إزاء تقارير عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة وإلقاء القبض على آخرين في البلدة.
ومنذ عام 2014 انقسمت ليبيا إلى معسكرين متنافسين لكل منهما مؤسساته في شرق البلاد وغربها. ويسيطر على شرق ليبيا وجزء كبير من جنوبها الجيش الوطني الليبي الذي يقوده خليفة حفتر والمتحالف مع حكومة وبرلمان يتخذ أيضا من شرق البلاد مقرا له.
وقدمت الحكومة التي تحوز القليل من السلطة الفعلية استقالتها إلى البرلمان يوم السبت.
وفي يونيو حزيران، انهار هجوم استمر 14 شهرا شنه الجيش الوطني الليبي للسيطرة على العاصمة طرابلس من حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا وأدى ذلك إلى إضعاف حفتر.
وترجع الاحتجاجات إلى الغضب من النخبة السياسية وأوضاع المعيشة المتردية ومنها الانقطاعات المطولة في الكهرباء وأزمة مصرفية حادة.
واندلعت احتجاجات مماثلة في أواخر أغسطس آب في غرب ليبيا.
ووفقا لما ذكره شهود وأظهرته صور نشرت على وسائل للتواصل الاجتماعي فقد أضرم محتجون في بنغازي، بعضهم مسلح، النار في مبنى الحكومة مما ترك آثارا متفحمة على واجهته البيضاء.
وكان هذا المبنى قد شيد بعد أن سيطر الجيش الوطني الليبي على بنغازي في 2017 في حملة تسببت في تدمير أجزاء من المدينة الساحلية.
وتسبب حصار فرضه الجيش الوطني الليبي وأنصاره على أغلب المنشآت النفطية في البلاد منذ يناير كانون الثاني في تفاقم الأزمة الاقتصادية في أنحاء البلاد وتكرار انقطاع التيار الكهربائي في الشرق.
وقالت الولايات المتحدة يوم السبت إن حفتر وافق على إنهاء هذا الحصار لكن مصادر في شرق ليبيا قالت إن المفاوضات بشأن ذلك لا تزال جارية.