محمود العربي .. الشهبندر
هذه المقاله كتبتها العام الماضي عن صديق الزمن الجميل الرجل العصامي الذي بدء من تحت الصفر ليصل لقمة العمل الأقتصادي والاجتماعي في مصر٠في مثل هذا الأسبوع بعد زياره قمت بها للرجل في منزله… واليوم اعيد نشرها بعد ان انتقل الى رحمة الله تعالى ورأينا كيف شيع الالاف المؤلفه جثمان هذا الرجل العظيم الي مثواه الاخير… الله يرحمك يا حاج محمود
بدأت معرفتي بالحاج محمود العربي المعروف بأسم الشهبندر
في نهاية حقبة الثمانينات حيث كنت أقوم في هذه ألفتره بتغطية اخبار الغرف التجاريه لمجلتي العزيزه والعريقه المصور
وكانت اول رحله خارجيه أصاحب فيها الحاج محمود العربي كانت الي الصين ضمن أول وفد تجاري مصري يزور الصين وكان الوفد برئاسة الدكتور أحمد جويلي وزير التجاره والتموين رحمه الله
وكان يضم عددا كبيرا من رموز
التجاره والصناعة والاقتصاد في
مصر
جمعتني صداقه خاصه جدا مع الحاج محمود العربي وكان هناك
مشروع ان تقوم دار الهلال بنشر
مذكرات الحاج محمود وذهبنا انا والأستاذ مكرم محمد احمد رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال الصحفيه ورئيس تحرير مجلة المصور بعمل زيارة للحاج
محمود في مصنعه الرئيسي بالمنوفيه وتشرفنا في هذه
الزياره بمقابلة المهندس ابراهيم
الرئيس الحالي لمجموعة العربي
ورئيس الأتحاد العام للغرف التجاريه المصريه
وكان هناك اتفاق ضمني ان اقوم انا بكتابة هذه ألمذكرات لذلك تعددت لقائاتي مع الشهبندر بمكتبه بغرفة القاهره اوفي منزله بمصر الجديده او في
مصنع المنوفيه وكان معي
في أحدي هذه الزيارات الدكتور
عبد المنعم عماره وزير الشباب والرياضه
وجلست مع الحاج محمود ساعات طويله ألاحظ تعامله مع
اسرته ومع اصدقائه ومع الموظفين والعاملين معه
دعوته ذات يوم لزيارة مدينة الاسماعليه ولبى الرجل الدعوه واصطحب معه في هذه الزياره صديقه الحميم الحاج أحمد العبد
و استقبلنا في منزله اللواء صبري العدوى محافظ الاسماعليه وقتها ونظم الدكتور
عبد المنعم عماره ندوه كبري حضرها مئات الشباب من أبناء الاسماعليه واستمتع الجميع بحديث الحاج محمود العربي وكان وكأنه يرسم خارطة طريق النجاح امام شباب مصر
الفتى اليتيم ابن قرية آبو رقبه
إحدى قري مركز اشمون بمحافظة المنوفيه وجد نفسه وهو مازال في السادسه من عمره
أمام تحدي كبير وهو العمل من أجل قروش قليله تساعد في معيشة الأسره
مات الأب الذي كان يعول الأسره
ولكنه ترك للطفل الصغير ثروه لا تقدر بثمن ترك له حفظ القرأن الكريم الذي تعلمه في كتاب القريه
وترك له كذلك قيم الصدق والامانه والعمل والاجتهاد
و هي القيم التي تمسك بها
الشاب الصغير وجعل منها دستور
عمل ومنهج حياه
وفي سن العاشره وتحديدا عام
١٩٤٢م انتقل الطفل الي القاهره
ليعمل في مصنع عطور براتب ١٢٠ قرشا شهريا
ولكن الفتى الصغير كان يعشق التجاره بالفطره فترك مصنع العطور وعمل كبائع بالامانه وانتقل للعمل بإحدى محلات منطقة الموسكي
واستمر يعمل في هذا المحل
سنوات طويله حتى وصل راتبه
الي ٢٧ جنيها وكان مبلغا كبيرا
في هذا الوقت مما مكن الشاب
المكافح إلى إتمام زواجه
وكان عام ٦٢ بمثابة انطلاق قطار
رحلة النجاح والتألق لمحمود العربي حيث اتفق الشاب مع أثنين من اصدقائه في فتح محل بيع بالجمله بمنطقة الموسكي
بعدها اشتري العربي محلا اخر
واستعدي كل إخوته من المنوفيه
للعمل معه في محله الجديد وأسس شركه مساهمه لتجارة الاجهزه الكهربائيه
ولأن الرجل يتقي الله في كل اعماله وأفعاله فقد فتح الله عليه فتحا مبينا َورزقه من حيث لا يحتسب
المصنع الصغير الذي افتتحه العربي لإنتاج المراوح تحول خلال سنوات الي عدة مصانع
لإنتاج معظم الاجهزه الكهربائيه
مما جعل شركه عالميه مثل توشيبا تضع ثقتها الكامله في شخص الحاج محمود العربي
وتجعله وكيلا لها في مصر
و سرعان ماتحولت الوكاله الي
شراكه وتحول العربي نفسه الي
أيقونة نجاح في مصر والعالم العربي
في عام ١٩٨٠ انتخب العربي عضوا بمجلس إدارة غرفة القاهره التجاريه ثم امينا للصندوق ثم رئيسا الغرفه
فرئيسا للأتحاد العام للغرف التجارية المصريه عام١٩٩٥
وتستمر مسيرة العطاء والنجاح
ممتده عبر السنين لتضم المجموعه حوالي ٤٠ الف عامل
يمثلون أكثر من مليون أسره
وفي عز أزمة جائحة كورونا
قررت مجموعة العربي برئاسة الشهبندر ابن الشهبندر المهندس ابراهيم محمود العربي التمسك التام بحقوق جميع العاملين بالمجموعة وعدم التخلي عن عامل واحد وصرف المستحقات الماليه للجميع كامله وهذا ان دل
على شئ فأنما يدل على القيم والمعايير التي أرسى دعائمها
رجل لم يكمل حتى دراسته الابتدائية إنما علمه وادبه ربه
فأحسن تاديبه.. رجل تعلق مئات المرات باستار الكعبه مرددا
دعائه الماثور
يا حنان يامنان
هي أعظم مجموعة في مصر و من أعظم التكتلات الاقتصادية في العالم
احسنتم النشر
تحياتي