لم يكن اليوم 24 ساعه كما يُقدر حالياً ، فكيف ذلك ؟
في البداية نستهل الحديث باستفسار وهو هل يزداد اليوم الأرضي طولًا أم قصراً وكيف وماهي الأسباب ؟ وللإجابة على هذا الإستفسار نقول أن ذلك يكمن في مدى العلاقة بين الارض والقمر وهناك مجموعة من التغيرات والمؤثرات التي تطرء على الأرض ومدارها وكذلك محور دورانها مما يؤثر أيضاً على ميل الكوكب، وكلما كان القمر أقرب إلى الأرض كان اليوم يزداد قصراً والعكس صحيح.
وقد يترتب على ذلك أيضاً عملية الدوران الاسرع للكوكب. وهناك آلية إحصائية تم استخدامها وهي التي تُعرف باسم الكرونولوجيا الفلكية Astrochronology، ولقد تم استخدامها لاجراء عملية الربط بين عمليات الرصد والحسابات الفلكية مع المتغيرات الجيولوجية التي حدثت في السجل الصخري أو في سجلات الصخور. ويبدو أن العلاقة بين الأرض والقمر ذات تأثير فعَّال عبر العصور المتتالية والمتوالية زماناً ومكاناً أو من خلال الزمان والمكان أو من خلال كليهما فيما يُعرف باسم الزمكان، ولقد تم إجراء دراسة تجريبية على الصخور الرسوبية التي كانت سائدة في زمن ما ولو حظ من خلالها أن هناك دورات وتعاقبات دائرة بين الارض والقمر وما تزال هذه الدورات تعمل حتى الآن .
وقد يكمن ذلك في عمليات وقوى المد والجزر فيما بين القمر والأرض، بحيث يبتعد القمر بشكلٍ بطيء نسبياً عن الأرض وهو تباعد بمعدل 4 سم تقريبًا سنوياً، وذلك له تأثير على الأرض فيجعلها بطيئة أيضاً في عملية دورانها حول محورها، ونتيجةً لتباطؤ الأرض في دورانها حول محورها يحدث أن اليوم يزداد طولاً وذلك بشكلٍ تدريجيٍ مع مرور السنين وعبر العصور. ويُعتقد أن ذلك مبدأ فيزيائي فيما يُعرف بالزخم الزاوي، والحفاظ على الزخم الزاوي يستلزم الحفاظ على مدى العلاقة بين سرعة الدوران ونصف قطر مدار الأرض والقمر، فإذا ازدادت الأولى انخفضت الثانية، والعكس صحيح، أو بمعنى إذا ما إزدادت نسبة التباعد بين مدار الأرض والقمر تقل سرعة الدوران، وإذا إقتربا تزداد سرعة الدوران مما ينتج عنه إزدياد طول اليوم أو قصره.