أمريكا تريد وساطة دولية للسلام في ليبيا لقلقها من مسعى الهدنة المصري
قال ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى إن هناك جوانب ”مفيدة“ من مقترح مصري لهدنة في ليبيا، لكن محاولة وساطة تقودها الأمم المتحدة لإحلال السلام في ذلك البلد لهي أفضل طريق للمضي قدما.
وانزلقت الدولة المنتجة للنفط إلى الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي في 2011. ومنذ 2014، تشهد ليبيا انقساما، إذ تسيطر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا على العاصمة طرابلس في حين يحكم القائد العسكري خليفة حفتر الشرق.
ويلقى حفتر، الذي شن هجوما قبل عام لانتزاع السيطرة على طرابلس، دعما من الإمارات ومصر روسيا بينما تساند تركيا حكومة الوفاق.
وكانت مصر دعت يوم السبت إلى وقف لإطلاق النار اعتبارا من الاثنين، في إطار مبادرة اقترحت أيضا مجلس قيادة منتخبا. ورفضت تركيا المقترح، قائلة إن الخطة تستهدف إنقاذ حفتر بعد فشل هجومه.
وفي حين تقول واشنطن إنها تعارض هجوم حفتر، فلم تلق بثقلها وراء حكومة طرابلس.
وعبر المسؤول الكبير بالخارجية الأمريكية شينكر عن رفضه المقترح المصري إلى حد بعيد على ما يبدو.
وأضاف ”نعتقد أن ثمة جوانب مفيدة في المبادرة … لكننا نرى أن العملية التي تقودها الأمم المتحدة وعملية برلين هما حقا … أكثر الأطر البناءة… لإحراز تقدم إزاء وقف إطلاق النار“.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن الأطراف المتحاربة بدأت جولة جديدة من محادثات السلام يوم الأربعاء.
واستقال غسان سلامة، الذي رأس بعثة الأمم المتحدة وكان مكلفا بمحاولة التوسط في اتفاق سلام، في الثاني من مارس آذار بسبب الضغوط، وذلك بعد فشل أحدث مساعيه لصنع السلام.
واقترح الأمين العام للأمم المتحدة أن ترأس حنا تيته، وزيرة خارجية غانا السابقة ومبعوثة المنظمة الدولية الحالية لدى الاتحاد الأفريقي، البعثة في ليبيا. وأفاد دبلوماسيون بأن الولايات المتحدة تقول إنها قد تدعم تعيينها.
وأكد شينكر ذلك لكنه أضاف أن إدارة بعثة الأمم المتحدة والتوسط في سلام ”مهمة كبيرة للغاية على شخص واحد، لذلك نحن… نتحدث مع نظرائنا بشأن أفضل السبل للمضي قدما“.
وقال دبلوماسيون إن واشنطن تريد قبل الموافقة على تعيين تيته أن يعين جوتيريش مبعوثا خاصا للتركيز على التوسط في اتفاق سلام في ليبيا وإنها اقترحت رئيسة الوزراء الدنمركية السابقة هيلي تورنينج شميت لذلك المنصب.
وعادة ما يعطي مجلس الأمن الضوء الأخضر على هذه التعيينات، لكن دبلوماسيين قالوا إن بعض دوله لا تؤيد المقترح الأمريكي بتقسيم الدور.