الادب والثقافة

#ليبيا #علي #خطي #التقسيم : بقلم : اشرف الفراني

نشرت الجارديان البريطانية في عددها الصادر 2020/5/10 مشروع “غوركا” لتقسيم ليبيا إلي ثلاث دويلات ، والذي يتبناه نائب ترامب “سباستيان غوركا” ، وينظر كثير من المحللين لتوقيت هذا المقال بالريبة علي اعتبار أنه ليس أكثر من بالونة اختبار ، أو وسيلة ضغط علي الأطراف السياسية في ليبيا للقبول بالحلول السلمية ، وتاريخية هذا التقسيم ترجع إلي مخطط (بيفن- سفورزا) ، الذي طرحه وزير خارجية بريطانيا “إرنست بيفن” ووزير خارجية إيطاليا “كارل سفورزا” أمام الأمم المتحدة 1949، وصوتت “هايتي” ضد المشروع فتم إسقاطه ، ويقضي هذا المشروع الذي يتم إحياؤه الآن علي أن يتم تقسيم ليبيا إلي ثلاث دويلات (برقة) في الشرق تحت الوصاية البريطانية و(طرابلس) في الغرب تحت الإدارة الإيطالية و(فزان) في الجنوب تحت الوصاية الفرنسية ، وبناء علي التغيرات الجديدة في توازنات القوي يمكن أن تدخل أمريكا علي خط إدارة طرابلس والإشراف علي برقة لمنع أي حظوظ “روسية” من التمكين علي البحر المتوسط .

اشرف الفراني

وبتحليل التحركات والتواجد لبعض الأطراف والدول الراعية والداعمة للحرب في ليبيا .
(1) قوات السراج ومليشيات مصراته : أظن أن العالم يعلم يقيناً بأن السراج فقد كل سلطاته ولا يملك أية نفوذ سياسي علي كل الفصائل المختلفة في طرابلس وهو كالرجل العجوز ينتظر المعجزة .
(2) الميليشيات الإرهابية المسلحة والإخوان : يتم توظيفهم واستخدامهم لإنهاء مهمة أممية تحت وعود كاذبة برفع شعار راية الإسلام السياسي وإمكانية خطف ليبيا بهذا الشعار ، ومنهم فصائل سورية تعمل بأجر يتجاوز 3000 دولار شهري تقضيهم قطر عبر الوسيط التركي .
(3) تركيا : دولة وظيفية إنتهازية بامتياز وتقوم بالتفاني بخدماتها لتشطيب مشروع الشرق أوسط الكبير ، وتفكيك الدول العربية وإسقاطها لتصورها المريض بعودة مشروع الأمبراطورية العثمانية الجديدة والسطو علي نصيب أكبر بالتراضي مع الغرب من ثروات ليبيا علي الأقل في الوقت الحالي ، والفوز بالتنقيب عن الغاز في متوسط ليبيا ، والضغط الأمني علي مصر بتواجدها وتمددها في المنطقة ، مع تنامي أحلامها بغزو مصر مستقبلاً ، بترحيب وخيانة إخوانية ذميمة وكريهة .
(4) قطر : مشكلة تستعصي علي الفهم والتصور دولة عربية إسلامية تغرد خارج السرب وبغباء وعته وجنون لا يمكن فهمه في أي إطار سياسي أو اقتصادي أو إجتماعي أو إنساني حتي ، قطر تمتلك ٨٠ % من الجارديان البريطانية ، وهذا هو ” مربط الفرس” وفك اللغز بين توقيت نشر الجارديان هذا المشروع في هذا ودور قطر في الأزمة الليبية ، وإعادة نشر كلام الكاتب الأمريكي “جاستين ريموند” الذي يتوهم به أن ليبيا دولة مزورة حيث يقول : اعتبر ان اتحاد ثلاثة أقاليم في ليبيا “زواج قسري” بل ويمضي قائلاً : الفكرة القائلة أن ثمة أمة تدعي (ليبيا) هي التي تشكل المعضلة المركزية لفهمنا لما يجري حالياً في تلك الدولة (المزورة)

(5) الدول الأجنبية كلها بلا استثناء تحاول استثمار الأزمة والفوز بأي مصالح اقتصادية وسياسية وعسكرية مباشرة وغير مباشرة من ليبيا .

“لاشك أن هذا الكلام يعبر عن رؤية عوراء خاطئة ، وإلا لجاز لنا المطالبة بتقسيم الولايات المتحدة لأنها في الأصل مجرد اتحاد أو “زواج قسري” بين عدة ولايات ” حسبما علق الكاتب/حسام فاروق ، علي كلام جاستين ريموند ، وإحياء إيطاليا الحديث عن الشاطئ الإيطالي الرابع ، أو ترديد مقولة “ليبيا الإيطالية” Libia Italiana وهذا منذ أن استولت المملكة الإيطالية علي طرابلس الغرب من الدولة العثمانية.

وإصدار 44 عضو من البرلمان الليبي بياناً يحمل صيغة المصالحة تحت شعار “لا منتصر ولا مهزوم” في توجه مفاجئ لتحالف حفتر ومجلس النواب والقبائل الليبية ، ولجوء تحالف السراج الإخوان لتوسيط الجزائر في البحث عن طرق سلمية جديدة باستشعار موقف مصر الإمارات السعودية .

هذه التحركات – ظني- أنها حالة جديدة من الاستفاقة والتأكد من استحالة الحل العسكري ، وخاصة بعد تدويل أزمة ليبيا والتفكير في خطط التقسيم بإخراج جدي والذي يستقي قوته التاريخية من خطط أقدم -ويقيني- أن 99% من الشعب الليبي لا يوافق علي هذا التقسيم ، لأن الشعب الليبي ليس به طوائف أو إثنيات أو أعراق ، بل يمثل 95% من سكانه الإسلام السني المالكي ، ويمثل الأمازيغ 5% الأسلام السني علي المذهب الأباضي ، الأمر خطر وليبيا اصبحت قاب قوسين او ادني ان تكون.ساحة حرب دولية لكل الأطراف لأن ما لا يعلمه الكثيرين أن ليبيا لا تشتهر بأجود أنواع النفط في العالم ، بل تم اكتشاف أكبر مخزون لليورانيوم في الوادي الأسود بليبيا ، وهذا هو سر جريان لعاب الدول العظمي علي ليبيا ، واليورانيوم يشكل أكثر من 75% من مصادر إنتاج الطاقة في الدول الكبري وخاصة فرنسا ، هذا هو المخطط ومنضدة الجامعة العربية خالية من أي مبادرات حتي الآن .. هل هي في تباعد عربي عربي ، بسبب الحظر من كورونا .. أم أنها في موت أكلينيكي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى