مسلمو إثيوبيا ومسيحيوها: إذا تطلب الأمر التضحية من أجل إكمال سد النهضة سنفعل
دعا قادة دينيون إثيوبيون الحكومة إلى استكمال سد “النهضة” الكبير إلى جانب إجراء مفاوضات عادلة مع الدول المشاطئة لنهر النيل.وحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية “إينا” أكد مجلس أديان إثيوبيا، وهو مجلس يضم سبع مؤسسات، في مؤتمر صحفي عقده يوم أمس، “حق إثيوبيا الطبيعي في تطوير نهر النيل”، وأوصى بمواصلة المفاوضات الثلاثية.
وقال بطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية ماثياس، إن الحكومة بحاجة إلى استكمال السد على أساس التفاهم المتبادل مع دول المصب ودون تدخل خارجي.
وأشار إلى أن الإثيوبيين ساهموا كثيرًا في التمويل لبناء السد على أمل تحسين سبل عيشهم وتنمية البلاد.
وأكد ماثياس أنه ينبغي على الحكومة، أن تواصل التزامها ببناء السد وإكماله لصالح الجمهور، دون الإضرار بالدول المشاطئة لنهر النيل.
وقال أمين المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الإثيوبية، ممثل رئيس المجلس الشيخ قاسم محمد تاج الدين، إنه يجب على الحكومة استكمال السد إلى جانب المفاوضات العادلة مع مصر والسودان لصالح مواطنيها الذين يعيشون في ظلام ولا يحصلون على الكهرباء.
وشدد على أنه “فيما يتعلق بالسد، نحتاج إلى الوقوف في انسجام وحتى دفع بالتضحية إذا تطلب الأمر من أجل اكتمال المشروع”.
وأشار رئيس الكنيسة الكاثوليكية الإثيوبية، الكاردينال برهانيسيس سورافيل أن إثيوبيا “لها الحق في تطوير أنهارها من أجل توفير الكهرباء لملايين مواطنيها مثلما فعلت مصر”. وأضاف “المصريون يحصلون على الكهرباء بطريقة أفضل من إثيوبيا”.
وذكر أنه “في حالتنا، فإن الطلاب والأسر ليس لديهم كهرباء”، مضيفاً أن دول المصب “يجب أن تعرف أن الإثيوبيين ليس لديهم نية لإيذاء مصر أو السودان”.
وأشاد الكاردينال برهانيسيس بالاتفاق على استئناف المفاوضات الثلاثية وأكد الحاجة إلى حلول أفريقية للنزاعات الأفريقية.
وقال رئيس زمالة الكنائس الإنجيلية في إثيوبيا، القس تساديكو عبدو، إن “المصريين وحتى الإثيوبيين بحاجة إلى التعاون ودعم مبادئ المنفعة المتبادلة” .
ودعا جميع الإثيوبيين إلى الوقوف متحدين للدفاع عن حقوقهم .
ومن جهة أخرى أطلقت العاصمة أديس أبابا اليوم منتدى تشاوريا يركزعلى دور الأحزاب السياسية المتنافسة للانتهاء بنجاح من سد النهضة الإثيوبي الكبير.
وقد تم تنظيم المنتدى بشكل مشترك من قبل المجلس المشترك للأحزاب السياسية الإثيوبية ومكتب المجلس الوطني لتنسيق المشاركة العامة لبناء سد النهضة الإثيوبي الكبير.
ويشارك في المنتدى التشاوري مسؤولون حكوميون رفيعي المستوى، بما في ذلك وزير الخارجية جيدو أندارجاتشو ووزير المياه والري والطاقة المهندس سيلشي بيقلي.
وقال رئيس المجلس المشترك للأحزاب السياسية، موسى آدم، أثناء افتتاح المنتدى، إن المنتدى يهدف بشكل رئيسي إلى جمع الأحزاب معًا للمصالح الوطنية على الرغم من التفاوتات السياسية.
وحسب “إينا” أصبح دور الأحزاب السياسية في توطيد الدعم من أجل الانتهاء بنجاح من بناء وإكمال سد النهضة الإثيوبي والمصالح الوطنية الأخرى هي نقطة النقاش الأساسية في المنتدى.
كما تم استعراض تقدم الجهود الدبلوماسية والمفاوضات الجارية بين الدول المشاطئة لمعالجة قضية سد النهضة الإثيوبي.