التهديد باستهداف مصالح تركيا في ليبيا يسلط الضوء على خطر التصعيد
حذرت تركيا من شن قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر أي هجمات على مصالحها في ليبيا بعدما هددت هذه القوات بالرد على الانتكاسات العسكرية التي منيت بها بضرب مواقع تركية في البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي “إذا استُهدفت مصالح تركيا في ليبيا فسيكون لذلك عواقب خطيرة للغاية”.
وقال قائد القوات الجوية في الجيش الوطني الليبي صقر الجروشي في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن “جميع المواقع والمصالح التركية في جميع المدن المحتلة هدف مشروع لمقاتلات سلاح الجو” خلال ما وصفها بأنها ستكون أكبر عملية جوية في تاريخ ليبيا.
يشير التهديد إلى مخاطر متزايدة من تصعيد أوسع نطاقا في ليبيا حيث تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في الصراع ضد قوات الجيش الوطني الليبي المدعوم من روسيا والإمارات ومصر.
وساعد الدعم التركي هذا الأسبوع حكومة الوفاق الوطني في انتزاع قاعدة جوية مهمة قرب طرابلس والسيطرة على بلدات في الغرب وتدمير عدة أنظمة للدفاع الجوي قدمتها روسيا.
ويقول محللون إن ذلك يثير تساؤلات عن مدى قدرة الجيش الوطني الليبي على مواصلة هجوم حفتر الذي استمر عاما بهدف انتزاع السيطرة على طرابلس من دون ضخ دعم جديد من داعميه الخارجيين.
وقالت حكومة الوفاق الوطني وسكان يوم الخميس إن قوات الحكومة انتزعت السيطرة على الأصابعة، وهي بلدة صغيرة قد تؤدي السيطرة عليها لزيادة الضغوط على بلدة ترهونة وهي أهم معقل لا يزال في يد الجيش الوطني الليبي قرب طرابلس.
ونفى متحدث باسم الجيش الوطني الليبي سيطرة حكومة الوفاق الوطني على البلدة قائلا إن القتال لا يزال مستمرا هناك. وقال الجيش الوطني الليبي أيضا يوم الأربعاء إنه سينسحب من جبهات القتال في طرابلس، لكن قواته انسحبت فقط في بعض الأماكن وظلت معظم مواقعها كما هي.
وألحقت سنوات الصراع، بالفعل، الدمار بمعظم أنحاء ليبيا، وشهد هجوم حفتر الرامي للسيطرة على طرابلس قصفا مكثفا في أغلب الأحيان للمناطق السكنية في العاصمة على مدى أشهر.
وحذرت ستيفاني وليامز، القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا، يوم الثلاثاء من أن “التدفق الهائل للأسلحة والعتاد والمرتزقة على الجانبين” ستكون نتيجته “احتدام هذه الحرب واتساع نطاقها”.
وفي موسكو قالت وزارة الخارجية إن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الروسي سيرجي لافروف تحدثا هاتفيا يوم الخميس لدعم وقف فوري لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية.
ولم تحقق جهود تحقيق السلام في ليبيا تقدما يُذكر واستقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص غسان سلامة في مارس آذار، ولم يتم الاتفاق بعد على خلف له.
وأعاق الصراع جهود حكومة الوفاق الوطني وأيضا الحكومة المنافسة التي تتخذ من بنغازي مقرا، والتي تدير مناطق يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي، الرامية لمواجهة جائحة فيروس كورونا وتعرضت المرافق الطبية مرارا لقصف مدفعي.
وتواجه حكومة الوفاق الوطني والحكومة التي مقرها بنغازي أيضا متاعب مالية حيث أدى منع قوات تتمركز في الشرق لصادرات النفط إلى وقف مبيعات الطاقة منذ يناير كانون الثاني.