كيف يستغلّ الإخوان وسائر الإرهابيين كورونا لتجميع أنفسهم؟
تطرق محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة ذا تيليغراف البريطانية كون كوغلين إلى الأدلة المتزايدة حول سعي التنظيمات الإرهابية مثل الإخوان المسلمين لاستغلال فيروس كورونا من أجل نشر أجدنتها المتطرفة.
تصميم المتطرفين على استغلال الإنترنت لترويج أفكارهم المتطرفة توضح السنة الماضية بعدما تم الكشف عن أن مؤسسة أنشأها داعية الإخوان يوسف القرضاوي أطلقت تطبيقاً لتجنيد المزيد من الأتباعوأكد أن هذه الأدلة ما هي إلا تذكير بأن المتطرفين الإسلامويين يهدفون إلى إعادة تجميع أنفسهم على الرغم من الانتكاسات التي عانوا منها خلال السنوات الأخيرة. وكتب في صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية أنه قبل تفشي كورونا، كان داعمو الإخوان وداعش وتنظيمات أخرى في موقف دفاعي جداً بسبب الهزائم الكارثية في العراق وسوريا عقب سقوط الخلافة المزعومة.
لقد برزت انتكاسات أخرى شبيهة لهذه التنظيمات، مع وقوع طالبان تحت ضغط توقيع اتفاق سلام برعاية الولايات المتحدة في أفغانستان ومع تراجع حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الإسلامويين أمام التقدم الذي أحرزه المشير خليفة حفتر. لكن مع تركز الانتباه العالمي على التعامل مع تحدي فيروس كورونا، تزايدت الأدلة على أن المتشددين يهدفون إلى استغلال الجائحة من أجل تجنيد المزيد من المتطرفين وإعادة بناء شبكاتهم.
فرصة لهجمات مستقبلية
لفت الكاتب النظر إلى تقرير سبقته “ذا ناشونال” عن قلق خبراء بريطانيين من أن الإغلاق مكن الإخوان من نشر عقيدتهم في منازل المتعاطفين معهم. أضاء على هذه النشاطات تقرير كتبه في وقت مبكر من الشهر الحالي بروفسور المرونة أمام المخاطر الإرهابية في جامعة كرانفيلد أندري سيلكه وقد حظي بدعم مجموعة بول البريطانية لإعادة التأمين والمتخصصة بتقييم المخاطر حول الإرهاب. خلصت الدراسة بعنوان “كوفيد-19 والإرهاب: تقييم التأثيرات القصيرة والطويلة المدى” إلى أن البروباغندا الإسلاموية المتطرفة كانت تركز على نقاط ضعف الحكومات لكونها مشتتة الانتباه بسبب الجائحة وأن هذا الأمر وفر فرصة لهجمات مستقبلية.
مخاوف قوية وطويلة الأجل
وجد التقرير أنه كان هنالك ازدياد ملحوظ في النشاط المتطرف على الإنترنت داخل بريطانيا وقد رفع من مخاطر اعتناق التطرف على المستويين القصير والمتوسط. وهذا يعني أن هنالك مخاوف قوية وطويلة الأجل من أن الدول التي ضعفت بسبب تداعيات كورونا الاقتصادية، “ستكون على الأرجح معرضة لظهور/عودة ظهور المجموعات الإرهابية في أجزاء عدة من العالم”.
ولاحظ سيلكه أنه “بينما قد تشكل إجراءات الإغلاق عوائق أمام الإرهابيين، فإن مجموعات إرهابية عدة أشارت إلى أن الجائحة تركت الموارد الأمنية والحكومية تحت ضغط خطير…نتيجة لذلك، تم تقويض قدرة الحكومة، الاستخبارات ووكالات تنفيذ القانون في التركيز على الأولويات التقليدية مثل مكافحة الإرهاب”.
تطبيق إخواني خطير
حظيت دراسة سيلكه بدعم مدير جمعية هنري جاكسون لمكافحة التطرف الدكتور ألان مندوزا الذي حذر من إمكانية استغلال مجموعات كالإخوان تطبيقات مؤتمرات الفيديو المشفرة مثل زوم، من أجل بث عقيدتها المتطرفة مباشرة إلى بيوت المواطنين. يأتي ذلك خصوصاً لأن التركيز على التعامل مع كورونا كان معناه وجود “قدرة متقلصة كثيراً لمراقبتهم. من يعلم ما الذي يقال في محادثة زوم؟”.
يضيف كوغلين أن تصميم المتطرفين على استغلال الإنترنت لترويج أفكارهم المتطرفة توضح السنة الماضية بعدما تم الكشف عن أن مؤسسة أنشأها داعية الإخوان يوسف القرضاوي أطلقت تطبيقاً لتجنيد المزيد من الأتباع.
وصف مسؤولون أوروبيون أمنيون تطبيق يورو فتوى الذي أسسه المجلس الأوروبي للفتوى والأبحاث ومقره دبلن بأنه “تطبيق كراهية خطير” مخصص كأداة لتجذير التطرف بيد الإخوان المسلمين.
بريطانيا تراقب
إن المخاوف من توسيع الإخوان ومتطرفين إسلامويين آخرين لقاعدتهم الداعمة في بريطانيا دفعت نواباً إلى طرح المسألة في البرلمان. رداً على سؤال النائب أندرو روزيندل، قال وزير الشرق الأوسط جايمس كليفرلي إن حكومته أخذت هذه المخاوف على محمل الجد وهي تبقي الإخوان والمرتبطين بهم ما وراء البحار تحت المراقبة الوثيقة.
الدور التركي والقطري
يعكس ظهور النشاط الإسلاموي في بريطانيا اتجاهات تحدث في العالم الإسلامي مع براهين متصاعدة على أن المتطرفين الإسلامويين يستغلون الفيروس لإعادة بناء شبكاتهم. في الهجمات الإرهابية الفتاكة التي وقعت هذا الأسبوع في أفغانستان تم توجيه الاتهام إلى مقاتلين على صلة بداعش. أفادت الأنباء أن 24 شخصاً على الأقل قتلوا يوم الثلاثاء بعد هجوم على جناح مخصص للولادة في مستشفى دشت برشي في كابول. وفي الوقت نفسه، قتل 32 شخصاً في هجوم انتحاري نفذه داعشي ضد جنازة أقيمت في نانغرهار شرق البلاد.
والتدخل التركي في النزاع الليبي هو مثل آخر عن إحياء حظوظ المتطرفين الإسلامويين. التقطت حكومة الوفاق أنفاسها بعد تدخل تركيا التي تعد مع قطر الداعمتين الأساسيتين للإخوان. وحذر كوغلين من أن إرسال أنقرة مرتزقة سوريين إلى ليبيا ومنع حفتر من السيطرة على طرابلس هو تطور سيستغله الإسلامويون للقول إن قضيتهم لا تزال حية.