الادب والثقافة

“التواصل بين الأجيال” مبادرة عُمانية مبتكرة للحفاظ على الموروث من التقاليد والعادات

مسقط، : خاص عرب تليجراف
في إطار استراتيجيتها الثابتة منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وحتى اليوم وخلال مسيرة تزيد عن نصف قرن من العطاء والبناء، اعتمدت سلطنة عُمان استراتيجية الجمع بين الأصالة والمعاصرة في مختلف مناحي وأنشطة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بل والسياسية، وقد حققت من خلال هذه الاستراتيجية المكاسب الكثيرة.
وتواكباً مع المتغيرات الاتصالية السريعة من السوشيال ميديا ووسائل الاتصالات الحديثة بكل سحرها، أجرى المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بسلطنة عُمان، بالمشاركة مع المرصد الاجتماعي بمجلس البحث العلمي العُماني، استطلاعاً للرأي بعنوان (التواصل بين الأجيال)، بهدف الحفاظ على الموروث من التقاليد والعادات، وحملها للأجيال الجديدة.
أوضحت نتائج الدورة الأولى من الاستطلاع، أن أغلب العمانيين يهتمون بإيصال العادات والتقاليد العمانية للأجيال الجديدة، حيث أن ثلثي العمانيين تقريباً (63%) يهتمون بدرجة كبيرة مقابل 30% بدرجة متوسطة في حين أن 7% فقط يهتمون بذلك بدرجة قليلة أو لا يهتمون على الإطلاق.
وتوضح نتائج الاستطلاع أن نسبة من يهتمون بدرجة كبيرة بإيصال التقاليد والعادات العمانية للأجيال الجديدة تزيد بين الذكور عن الإناث (69% مقابل 56% على الترتيب) في حين لا يوجد تفاوت ملحوظ في درجة الاهتمام بين المستويات التعليمية المختلفة، لكن درجة الاهتمام تزيد بشكل كبير مع التقدم في العمر.
ويرصد الاستطلاع حرصا كبيرا على تعريف الأبناء على تاريخ عمان حيث بينت النتائج أن أكثر من ثلاثة أرباع العمانيين (77%) يحرصون على تعرف الأبناء على تاريخ عمان بدرجة كبيرة، وتزيد نسبة من يحرصون بدرجة كبيرة على تعرف الأبناء على تاريخ عمان بين الذكور عن الإناث (79% مقابل 75% على الترتيب) ، كما تزيد النسبة بين الحاصلين على تعليم أقل من الدبلوم العام لتصل إلى 78% مقابل 73% للحاصلين على تعليم أعلى من الدبلوم العام وتزيد أيضا مع التقدم في العمر.
وفيما يخص مدى الاهتمام بالتواصل مع الجيران، ومعدلات هذا التواصل تظهر نتائج الاستطلاع أن خمسي العمانيين تقريباً (41%) يحرصون بدرجة كبيرة على وجود لقاءات مستمرة لأكثر من 30 دقيقة مع الجيران أسبوعيًا، وتزيد هذه النسبة بين الذكور عن الإناث (43% مقابل 39% على الترتيب) بينما تقل النسبة مع ارتفاع مستوى التعليم، حيث تصل إلى 60% بين الحاصلين على تعليم أقل من دبلوم التعليم العام، مقابل 33% فقط للحاصلين على مؤهل أعلى من الدبلوم العام وتقل النسبة كذلك مع التقدم في العمر.
وحول معدلات هذا التواصل الذي يشمل الزيارة، أو الاتصال، أو تبادل الأكلات، وغيرها فإن ثلث العمانيين تقريباً (31%) يتواصلون مع جيرانهم بشكل يومي، و46% يتواصلون معهم بين مرة واحدة وست مرات خلال الأسبوع، مقابل 3% لا يتواصلون معهم على الإطلاق. كذلك فإن ثلثي العمانيين الذين شملهم الاستطلاع حضروا مناسبات اجتماعية أو دينية أو ترفيهية أقيمت في الحي خلال الشهر السابق على إجراء الاستطلاع مقابل 28% لم يحضروا أياً منها، بينما ذكر 6% منهم عدم وجود أية مناسبات بالحي خلال الشهر الماضي.
وتزيد نسبة حضور المناسبات بين الذكور عن الإناث (70% مقابل 62% على الترتيب) كما ترتفع النسبة بشكل كبير مع ارتفاع مستوى التعليم، حيث تصل إلى 59% بين الحاصلين على تعليم أقل من دبلوم التعليم العام، مقابل 71% للحاصلين على مؤهل أعلى من الدبلوم العام.. وترتفع النسبة كذلك بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، حيث تصل النسبة إلى 71% للأفراد في الفئة العمرية (50 سنة فأكثر)، مقابل 59% فقط للشباب (18-29 سنة). وفي إطار الجدل حول أثر وسائل التواصل الاجتماعي على التواصل العائلي والمجتمعي يرى 42% من العمانيين الذين شملهم الاستطلاع أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بشكل سلبي على التواصل العائلي والمجتمعي للجيل الحالي، مقابل 44% يعتقدون أنها أثرت بشكل إيجابي، بينما يرى 14% أن تأثيرها محايد.
كذلك تطرق الاستطلاع إلى معدل الاتصال بالوالدين (لمن لا يقيمون معهم في نفس الأسرة المعيشية) حيث تظهر النتائج أن نصف العمانيين الذين شملهم الاستطلاع تقريباً (48%) يتواصلون مع والديهم هاتفيا بشكل يومي، و35% يتواصلون معهم بين مرة واحدة وست مرات خلال الأسبوع، مقابل 11% لا يتواصلون معهم هاتفيا على الإطلاق. ويبلغ متوسط عدد مرات التواصل مع الوالدين هاتفيا نحو مرتين كل ثلاثة أيام تقريبًا، ليزيد هذا المعدل قليلاً بين الإناث عن الذكور ويزيد كذلك مع ارتفاع مستوى التعليم كذلك فإن أكثر من ثلثي العمانيين (38%) يزورون والديهم بشكل يومي تقريبًا، و48% يزورونهم بين مرة واحدة وست مرات خلال الأسبوع، مقابل 2% فقط يزورونهم أقل من مرة شهريًا.
وبالمجمل يبلغ متوسط عدد مرات زيارة الوالدين 3.9 مرة أسبوعيًا ليزيد هذا المتوسط بشكل ملحوظ بين الذكور عن الإناث .وفيما يخص التواصل مع الأقارب الآخرين (غير الوالدين) فإن أكثر من نصف العمانيين الذين شملهم الاستطلاع (55%) يزورون أقاربهم (غير الوالدين) مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، و32% يقومون بذلك مرة أو مرتين شهريًا. وينفق 46% من العمانيين الذين شملهم الاستطلاع ينفقون على والديهم أو يقدمون لهم معونة مادية بشكل منتظم (شهريًا، أو أسبوعيًا، أو غير ذلك)، و18% يقومون بذلك بشكل غير منتظم أو في مناسبات معينة.
وفي المقابل فإن 10% من العمانيين ينفقون على أقاربهم (غير الوالدين) أو يقدمون لهم معونة مادية بشكل منتظم (شهريًا، أو أسبوعيًا، أو غير ذلك)، و15% يقومون بذاك بشكل غير منتظم أو في مناسبات معينة. وتناول الاستطلاع مدى التواصل مع الأبناء حيث تظهر النتائج أن الآباء العمانيين يقضون 5.8 ساعة في المتوسط مع أبنائهم داخل المنزل خلال أيام الأسبوع، ويرتفع المتوسط إلى 6.8 ساعة خلال الإجازات، في حين تقضي الأمهات وقتًا أطول مع الأبناء داخل المنزل عن الوقت الذي يقضيه الآباء، فيبلغ متوسط عدد الساعات التي تقضيها الأمهات مع أبنائهن خلال أيام الأسبوع 6.6 ساعة، ويرتفع إلى 7.1 ساعة خلال الإجازات. وجاءت مناقشة الأمور التي تخص الأسرة أو الأبناء في صدارة الأنشطة التي يشارك فيها الآباء أبناءهم داخل المنزل وبنسبة 46%، يليها مراجعة الدروس والمواد التعليمية للأبناء، بنسبة 45% ثم مشاهدة التلفزيون بـ29% واللعب بشكل عام بـ27% ومناقشة الأمور الدينية بـ24%. ويعتقد 88% من الآباء أن قضاء وقت أطول مع أبنائهم يؤثر في شخصية الأبناء وتربيتهم بدرجة كبيرة مقابل 7% يعتقدون ذلك بدرجة متوسطة، و5% يعتقدون أن ذلك يؤثر فقط بدرجة قليلة أو لا يؤثر على الإطلاق.
ويشارك 84% من العمانيين أسرهم وجبات الطعام يوميًا تقريبًا، مقابل 2% يقومون بذلك من مرة أو مرتين شهريًا على الأكثر. وبالمجمل يبلغ متوسط عدد مرات مشاركة الأسرة وجبات الطعام 6.3 مرة أسبوعيًا ليزيد المتوسط قليلًا بين الإناث عن الذكور (6.4 مقابل 5.1 مرة على الترتيب) فيما لا يوجد اختلاف كبير في المتوسط باختلاف مستوى التعليم، أو اختلاف الفئة العمرية للمستجيب. ويتطرق تقرير استطلاع الرأي العام حول التواصل بين الأجيال إلى عدد من الموضوعات الأخرى كالأنشطة الخارجية التي يمارسها العمانيون عموما، والأنشطة التي يمارسها الآباء مع أبنائهم خارج المنزل والوقت المستغرق في ذلك. كما يتطرق إلى آراء الآباء حول مدى تأثير المربيات أو عاملات المنازل على تنشئة الأطفال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى