تيسير مطر يكتب سيناء وحديث الذكريات
كتب – محمد مرسي:
تحتفل مصر وفى المقدمة الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بالذكرى الـ38 من تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي والذي يوافق 25 أبريل من كل عام حين خرج العدو المحتل من كامل أراضي سيناء عدا طابا في عام 25 أبريل 1982 واكتمل التحرير بعودة طابا آخر جزء في سيناء مارس عام 1988.
ومن الحرب إلى السلام، تمكنت مصر من تحرير أرض الفيروز بعد احتلالها من قبل العدو الصهيوني في 5 يونيو عام 1967، بدءًا من حرب الاستنزاف عام 1969 وحرب النصر في 6 أكتوبر 1973 بدأت مصر معركة جديدة من الكفاح السياسي والدبلوماسي من أجل استعادة باقي الأراضي.
تظل سيناء حكاية عظيمة فى تاريخ مصر، شهدت كثيرًا من الأحداث الجسام، كما أنها قطعة غالية من أرضها، مثلت على مر الزمان مطمعًا للغزاة الذين يعرفون قدرها وقدرتها وموقعها الاستراتيجى، الذى يفتن الجميع، وعليه فإنها تحتاج منا الكثير.
واليوم تمر ذكرى انسحاب آخر جندى إسرائيلى من سيناء فى 25 إبريل 1982، وهو أمر يستحق الاحتفال حقًا، ويستحق الإشادة بالجندى المصرى الذى سال دمه دافئًا على هذه الأرض الطيبة المباركة، من أجل تحريرها.
نعرف جميعًا أنه بعد هزيمة 1967 تغير حال المجتمع المصرى، فى البداية أصابه الحزن، لكنه لم يستسلم لذلك، بل سمح للغضب أن يتولى الأمر، وفى زمن قياسى، بحسابات العالم، لم يتجاوز الـ 6 سنوات، كان جيش مصر العظيم قد حقق انتصارًا كبيرًا على جيش الاحتلال الإسرائيلى، محطمًا خط بارليف المنيع، ومسجلًا عددًا لا يحصى من البطولات الفردية والجماعية لأبناء الشعب المصرى، الذى أصبح أمثولة نفخر بها دائمًا، وهذا ما نحتاج إليه الآن.
استعدنا سيناء بالكفاح والعطاء، حققنا النصر بوحدة الصف والاستعداد للتضحية، حتى قامت إسرائيل بإنزال علمها وسط دموع الجنود الإسرائيليين بشرم الشيخ، وكان هذا الحدث الرسمى الإسرائيلى الوحيد فى مناسبة الانسحاب من سيناء، حيث قام ضابط إسرائيلى برتبة كابتن بإنزال العلم ولفّه وإعطائه لسيدة إسرائيلية ذات شعر أحمر برتبة ملازم، وحلّقت فى سماء المكان طائرات هليكوبتر، وتولى جندى برتبة رقيب إصدار الأمر لـ150 من الجنود والمدنيين المشتركين فى الاحتلال إنزال العلم إيذاناً بالرحيل.
وقالت الوكالة الأمريكية إن الجنود أجهشوا بالبكاء فى هذه اللحظة، ولم تستغرق مراسم إنزال العلم أكثر من عشر دقائق، وبعدها انتقل الجنود بالعربات والأوتوبيسات حاملين لافتات كُتب عليها «لن ننسى شرم شيخنا».
وقال آرييل شارون: «إننا نسلّم شرم الشيخ رغم الألم والأسف، الذى يشعر به الكثير منا، ولكن دعونا نفعل ذلك، وكلنا أمل فى علاقات طبيعية سلمية مع جيراننا فى الجنوب».
وتناولت الصحف والإذاعات العربية والأجنبية هذا الحدث وشارك فى تغطيته أكثر من 60 صحفياً عربياً أشادوا بهذا اليوم التاريخى
وقالت إذاعة مونت كارلو: «بعد 15 سنة من الاحتلال الإسرائيلى تعود سيناء بكاملها إلى السيادة المصرية»، وذكرت أنه «يوم تاريخى فى مصر ويوم حزين فى إسرائيل.
واستقبل مطار رأس النقب المقبلين من العراق والسعودية، ورفع وفد الطيران المصرى برئاسة اللواء يحيا الشناوى علم مصر على مطار رأس النقب، وهبطت أول طائرة مصرية فى ظل السيادة المصرية إلى المطار فى تمام الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الانسحاب.
وجرت الاحتفالات التاريخية برفع العلم فى رفح وشرم الشيخ وكل مدن سيناء واختلطت دموع الفرحة بالهتافات المدوية بحياة مصر الخالدة وسيناء العائدة، وأمَّ شيخ الأزهر جماهير المصلين بالجامع الأزهر لصلاة المغرب وسجدوا سجدة شكر، اقتداء برسول الله، ودقت أجراس السلام بالكنائس وغطت العروض العسكرية الشوارع وأقيمت الندوات التثقيفية بالمحافظات، واحتفلت كل محافظة على طريقتها الخاصة، وأصدروقتها الرئيس قراراً جمهورياً بإنشاء نوط 25 أبريل التذكارى، كما أصدروقتها الراحل فؤاد محيى الدين، رئيس الوزراء، قراراً باعتبار هذا اليوم إجازة رسمية بالقطاع العام والخاص والمدارس والجامعات.
وأعلن رئيس هيئة الاتصالات إعادة جميع الاتصالات التليفزيونية والتلغرافية مع سيناء وعمل دوائر جديدة لتوفير الاتصالات الدولية والمحلية وخصص مبلغ 10 ملايين جنيه لربط سيناء تليفونياً بأنحاء مصر.
وتبادل وقتها الرئيس الراحل حسنى مبارك والسيدة جيهان السادات برقيات التهانى، حيث بعث مناحم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل، وقرينته برقية تهنئة للسيدة جيهان السادات ذكر فيها أنه كان يتمنى أن يشهد الزعيم السادات هذا اليوم، وقال فى برقيته: «ينبغى أن نكرّس كافة الجهود لكى نثبت أن السادات لم يضحِّ بحياته هباءً.
عمت الفرحة عواصم الدول العربية والعالم، التى أكدت ،إن عودة السيادة المصرية على سيناء انتصار للقيم العربية والأفريقية.
علينا أن نؤكد، ﻷجيال لم تشهد تاريخ الصراع ومعركة الحرب والسلام ، بإن الخامس والعشرون من إبريل هو تاريخ المشهد الأخير في سلسلة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية، حيث قام الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك برفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من المحتل الإسرائيلي، فى مثل هذا اليوم من ٣8 عاما، عادت سيناء ، سيناء الحبيبة ،أرض الفيروز، الأرض التي تجلى فيها الله عز وجل على أرضها، سيناء أرض الأنبياء، أرض العزة والكرامة، البوابة الشرقية لمصر في قارة آسيا.
وفى تلك المناسبة الخالدة نتوجة بالشكر والتقدير الى القوات المسلحة وفى مقدمتهم الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع لما يقوموا به من مجهودات مضنية لمواجهة جميع الأزمات والكوارث على جميع الأصعدة للحفاظ على أمن الشعب المصرى وسلامة أراضيه، فهم كعادتهم دائمًا يقوموا باتخاذ جميع الإجراءات الاستباقية والتدابير الوقائية والاحترازية السريعة لمجابهة جميع التهديدات، وأخيراً مساندتهم لكافة أجهزة الدولة المختلفة لتنفيذ الحملة الوقائية الموسعة لمجابهة فيروس كورونا المستجد لضمان تحقيق وقاية الشعب المصرى من أى خطر محتمل.