وجه الدكتور علي الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، رسالة إلى أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الدكتور سعد الدين الهلالي، قائلاً: «استقم يا دكتور سعد يرحمك الله»، وذلك على خلفية فتواه أمس بإيجازه الفطر في رمضان بسبب كورونا.
وتابع في رسالته للأستاذ بجامعة الأزهر: «كل من سيفطر في نهار رمضان عامدًا بدون عذر فذنبه في رقبتك، وتذكر قول الله تعالىٰ: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}».
وأكمل: الصيام فرض، الصيام لا يسبب العدو، الصيام لا يؤدي للمرض بالنسبة للإصحاء، الصيام فريضة والتخوف ليس مسوغًا للإفطار، ولا يوجد أي عاقل يقول بهذا، وقياس خوف الناس من الفيروس رُغم سلامتهم يوجب الفطر، وذلك قياسًا على خوف الحامل على نفسه وما في بطنها كرخصة للإفطار في نهار رمضان؛ هذا قياس فاسد، فإن الحامل تُفطر بناء على إستشارة أهل التخصص وهم أهل الطب؛ فإذا كانت تعاني من مضاعفات بسبب الحمل أجملها الأطباء فيما يلي:
– في حال انخفاض وزن الجنين أو قلّة السائل اﻷمنيوسي حوله خاصة في الثلاثة أشهر اﻷخيرة من الحمل.
-الحوامل المريضات بأمراض المسالك البولية التي تتطلب تناول الكثير من السوائل.
-الحوامل المريضات بداء السكري؛ لإمكانية تعرضهن لخطر الهبوط الحاد بالسكر أو ظهور الأسيتون بالدم خلال فترة الصيام.
-الحامل التي سبق لها الإصابة بجلطات بالأوعية الدموية.
-في حالة الحمل بتوأم أو أكثر ينصح الأطباء الأم الحامل بالإفطار.
-في حال ارتفاع في ضغط الدم وزيادة وزن الجسم؛ نتيجة لاحتجاز السوائل والأملاح مع ارتفاع نسبة الزلال في البول.
-إذا كانت الحامل تعاني من مرض الكلى المزمنة.
-إذا كانت الحامل تعاني قصورًا في وظائف الكبد.
نقلًا عن مقال بعنوان: “أسباب صحية تمنع الحامل من الصيام في شهر رمضان، بتاريخ الثلاثاء، 16 مايو 2017”.
فيجوز لها الإفطار، وليس الأمر مباحًا للجميع.
وأضاف: « أهديك كلامًا لواحد من الأطباء غير المسلمين هو الدكتور أريك بيرج والذي يعمل بيرج كأستاذ مساعد بجامعة هاورد، كما فاز بجائزة برنامج راديو حول الصحة سنة 2005م، قال: الصيام لعدد ساعات طويلة يساهم في دخول الجسم في طور الالتهام الذاتي، والذي من أهم أهدافه تنظيف الميكروبات والبكتيريا والفيروسات والطفيليات من الجسم، قد يساعد الصيام المطول في زيادة الخلايا الجذعية المادة الأولية لنظام مناعة جديد وقوي».
وأشار إلى دور فيتامين د في مكافحة فيروس كورونا، مؤكدا أن من يعانون من نقص كبير بمستويات فيتامين (د) يعانون من مستوى إجهاد وتوتر كبير وقوة الجهاز المناعي منخفضة.
وأردف قائلاً: «أذكرك أن الإفطار عمدًا دون عذر في نهار رمضان يدخل في جملة الكبائر»، ففي الحديث عن سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللهُ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ».
وعدها الحافظ الذهبي رحمه الله من جملة الكبائر فجعلها الكبيرة السادسة فقال:[الْكَبِيرَة السَّادِسَة: إفطار يَوْم من رَمَضَان بِلَا عذر؛ قَالَ الله تَعَالَى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾].
واختتم قائلاً: «لعلك تناسيت ما جاء في السُّنَّة في الحديث المتفق عليه: عن أبي الدرداء رَضِيَ اللهُ عنه قال: (خَرَجْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ أسفارِه في يومٍ حارٍّ، حتى يضَعَ الرَّجُلُ يَدَه على رأسِه مِن شِدَّةِ الحرِّ، وما فينا صائِمٌ إلَّا ما كان مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وابنِ رواحةَ)».
