السياسة

بعد عملية تونس… كيف تستثمر الجماعات الإرهابية أزمة كورونا لتنفيذ عملياتها

أثارت العملية الأمنية الأخيرة التي قتل فيها إرهابيين اثنين في كمين أمني بسفوح جبال محافظة القصرين غربي تونس تساؤلات عدة.

بعض التساؤلات تتعلق بمدى قدرة التنظيمات على استغلال الظرف الراهن وانشغال الحكومات وبعض الأجهزة الأمنية بمواجهة أزمة كورونا.

الخبراء يرون أن الجماعات المؤدلجة تنقسم إلى قسمين الأول منها وهو الأقرب لجماعة الإخوان المسلمين، وأن هذه الجماعات يمكن أن تتراجع عن القيام بأي عمليات في الوقت الراهن، فيا يمكن لتنظيم داعش والقاعدة ومن على شاكلتهم استغلال الظرف الراهن.

العملية الأخيرة التي وقعت في تونس وبحسب بيان وزارة الداخلية التونسية، حددت إدارة مكافحة الإرهاب للحرس التونسي والوحدات التابعة لها المسالك المعتمدة من قبل العناصر الإرهابية التي كانت تبحث عن التجمعات السكنية للتزود بالمؤونة، وتمكنت من القضاء على الإرهابيين.

وكانت الداخلية التونسية أعلنت، الخميس الماضي، إفشال عملية إرهابية بجبال القصرين غربي البلاد.

من ناحيته قال منذر ثابت المحلل التونسي، إن العناصر الإرهابية هي انتحارية في عقيدتها، وأن الوباء وفراغ الشارع وتواجد الأمن والجيش عنصر محفز لهذه العناصر، التي تواجه في المقابل إشكالية في مستوى التزود بالذخيرة والمؤنة.

وأضاف أنه من المحتمل تصاعد العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة في أكثر من منطقة.

وأوضح أنه من الضروري استعداد الجهات الأمنية، وخاصة وحدات مقاومة الإرهاب، التي تشكل منظومة تشتغل بصفة مستقلة عن الأمن العمومي، الذي يراقب السير العادي للحياة الاجتماعية.

ويرى ثابت أن مخاطر الخلايا النائمة والذئاب المنفردة التي تتربص بالمجتمعات ليست مستبعدة أيضا.

من ناحيته قال إن الجماعات الإرهابية يمكن أن تنتهز الفرصة للقيام بعمليات وتمديد النشاط ومهاجمة الخصوم. 

وأضاف، أن الجانب الأخر قد يدفعهم للعزوف عن القيام بعمليات خشية إصابة أحدهم بالفيروس ونقله للآخرين.

ويرى أن تنظيم داعش سيتمدد في منطقة الساحل والصحراء ويعيد نشاطه بشكل كبير، خاصة في ظل انشغال العالم بمواجهة أزمة كورونا وكذلك انشغال بعض الجيوش بمهام إنسانية ومواجهة الظروف الراهنة.

وأكد ثابت أن التنظيم الإرهابي داعش والقاعدة لا يراعي البعد الإنساني، وأنه ارتكب العديد من الجرائم في شهر رمضان السنوات الماضية، ما يؤكد أنه لن يراعي الظرف الإنساني الراهن.

وحذر ناجح من استغلال العناصر الإرهابية الظروف الراهنة في تنفيذ عمليات كبيرة، خاصة في ظل إمكانية تحركهم في المناطق الجبلية بين البلاد كالساحل والصحراء مع استمرار غلق الحدود وانشغال الجيوش بمراقبة الأوضاع الداخلية.

 وفي تصريحات سابقة قالت بدرة قعلول، مديرة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، إن تونس تمسك بزمام الأمور على الحدود على كامل حدودها.

وأضافت قعلول أن “تسلل العناصر الإرهابية إلى تونس أصبح واردا في ظل وجود الكثير من المرتزقة في العاصمة طرابلس”.

وأكدت أن “الجماعات الإرهابية في طرابلس تشكل خطرا على تونس، ويمكن تسللها إلى الداخل التونسي يصعب منعه رغم حرص وزارة الدفاع والداخلية التونسيين”.

وفي نوفمبر /تشرين الثاني، حذر خبراء من تنامي نشاط الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء في الوقت الراهن، خاصة في ظل استمرار النزاع في ليبيا.

وشدد الخبراء على أن العمليات الدائرة في ليبيا ووصول بعض الجماعات الإرهابية إليها يعزز من نشاط الجماعات في الساحل والصحراء، وأن المنطقة أصبحت تحت سيطرة تلك الجماعات التي تتزايد أعدادها بشكل متسارع.

تحذيرات أممية

في سبتمبر/ أيلول 2019، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن غرب أفريقيا والقوى الدولية تخفق في معالجة التهديد المتنامي الذي يمثله الإرهاب في منطقة الساحل والذي يمتد باتجاه خليج غينيا.

تدخلت فرنسا، في مالي في عام 2013 لإخراج إرهابيين احتلوا الشمال، لكن بدلا من أن يحقق ذلك الاستقرار تزداد الأوضاع تدهورا في المنطقة.

وقال غوتيريس للجنة رفيعة المستوى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: “لنتكلم بوضوح، نحن نخسر في مواجهة العنف”.

وأضاف: “أعلم أننا جميعا قلقون من تصاعد العنف المستمر في الساحل وامتداده إلى دول خليج غينيا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى