غضب بين أنصار جانتس مع اقترابه من عقد صفقة مع نتنياهو حول قيادة إسرائيل
تتجه إسرائيل فيما يبدو إلى تشكيل حكومة وحدة بعد أن اقترب زعيم المعارضة بيني جانتس من التوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما أثار خيبة أمل ناخبين كانوا يرجون الإطاحة بالزعيم اليميني.
واُنتخب جانتس رئيسا للبرلمان يوم الخميس بدعم من حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو وأحزاب متحالفة معه، مما تسبب في شعور العديد من شركاء جانتس بالغضب إزاء إمكانية تشكيل تحالف مع زعيم لا يزال تحت طائلة لائحة اتهام جنائية.
وكان جانتس قد أشار إلى أن تفشي فيروس كورونا هو سبب اتخاذه ذلك القرار. وسجلت إسرائيل 3000 حالة إصابة بالفيروس وعشر وفيات، وهي في حالة إغلاق جزئي.
وتسببت خطوة جانتس المفاجئة في انقسام حزبه أزرق أبيض الوسطي بعد 13 شهرا فقط من تأسيسه كتحالف يضم معارضي نتنياهو العازمين على إسقاط رئيس الوزراء البالغ من العمر 70 عاما وأطول زعماء إسرائيل بقاء في المنصب.
كما أنها أثارت ردود فعل غاضبة بين مئات الآلاف الذين خرجوا لدعم تحالف جانتس في ثلاثة انتخابات العام الماضي، في حين اتهم بعض المعلقين الجنرال السابق بالاستسلام لنتنياهو.
وقال تامي جولان (46 عاما) الذي صوت لصالح جانتس في الانتخابات الثلاثة ”هذا يضايقني بشدة. هذا تحديدا ما لم أكن أرغب في حدوثه، أن أرى جانتس شريكا فعليا لنتنياهو“.
وأضاف ”أتفهم أن فيروس كورونا يخلق وضعا خاصا، لكن لا يمكنني التغلب على شعور خيبة الأمل“.
كما كتب المعلق السياسي ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت أحرونوت أن العديد من الناخبين المؤيدين لحزب الأزرق والأبيض يشعرون بالخيانة.
وقال ”السبب الوحيد الذي دفع هؤلاء للتصويت لهذا الحزب غير الناضج هو الرغبة في رؤية نتنياهو خارج شارع بلفور“، في إشارة إلى موقع مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء في القدس.
وعبّر جانتس (60 عاما) عن أسفه لأن قراره شق صف تحالفه الوسطي لكنه قال إن جر البلاد صوب انتخابات رابعة كان سيشتت الانتباه عن محاربة الكورونا ودعم الاقتصاد.
وكتب على صفحته على فيسبوك يوم الجمعة ”سنبذل كل جهد لتشكيل حكومة طوارئ وطنية، وسنتعامل مع الأزمة الصحية، وسنُخرج البلاد من الوقعة الاقتصادية“.
وخلال فترة الحملة الانتخابية، استبعد جانتس فكرة العمل مع نتنياهو مشيرا إلى محاكمة رئيس الوزراء الوشيكة بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي اتهامات ينفيها نتنياهو.
لكن جانتس افتقر إلى الدعم الكافي من تياري الوسط واليسار لتشكيل حكومة ائتلافية، وذلك بعد أن طلب منه الرئيس ريئوفين ريفلين محاولة تشكيل حكومة بعد انتخابات الثاني من مارس آذار.
واقترح نتنياهو تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، ووعد بالتنحي من رئاسة الوزراء بعد فترة متفق عليها ليتولى بعدها جانتس زمام الأمور.
وفتحت خطوة جانتس يوم الخميس الباب أمام إمكانية حدوث مثل هذا التناوب على رئاسة الوزراء، لكن لم يصدر إعلان رسمي بالتوصل لمثل هذا الاتفاق.