يبدو أنه في الاونه الاخيرة قد كثرت بعد التصريحات والتعليمات والمناشدة من هنا وهناك بأننا سنقوم ببعض الإجراءات الاحترازية والحزم المالية لإنقاذ البلاد من تداعيات أزمة الكورونا ولكن الغريب ان كل ما سبق كان من بعض المسئولين في كافة التخصصات على جميع المستويات وبالفعل صدق الجميع تلك التصريحات وتلك التوجهات واقتنع الجميع جيدا أننا في أزمة وتم مد جسر الثقة بين الجميع اي بين المرسل والمستقبل.
ورأينا تصريحات أحد المسئولين على انه هناك تأجيل لأقساط القروض لمدة ستة اشهر من ضمن إجراءات الوقوف بجانب المواطنين أو المستثمرين في تلك الأزمة ولكن نفاجئ بأن البنوك تطالب بسداد الفوائد في موعدها المستحق مع تأجيل قيمة القسط وهو ما يتضارب مع التصريحات لأنه سيتم دفع قيمة الفوائد علي اجمالي المبلغ شهريا تراكميا وليس تناقصيا ( اي سيتم دفع مبلغ أكثر من الاول ) ..اي خطة عاجلة قاموا بها..بل هي إنقاص من رصيد الثقة ..
و من العجيب انه تم التصريح بضخ عشرين مليار جنيه لإنقاذ البورصة على اثرها تم صعود البورصة في جلسات متتالية متوالية من الارتفاعات وتدعيماً أيضا لتلك التصريحات وكأننا في جلسة مزاد قامت بعض البنوك بالإعلان والإفصاح انها ستقوم بضخ ثلاثة مليارات من الجنيهات لإنقاذ البورصة نتفاجئ بتصريحات متضاربة بأنه لم يقوموا بضخ اي شيء حتي الان . اي خطة عاجلة قاموا بها ..بل هي إنقاص من رصيد الثقة .
تم اتخاذ قرار تخفيض أسعار الفائدة على الودائع في البنوك وذلك لتشجيع الاقتراض وتمويل المشروعات والاستثمار بقرابة ٣% اي تصل الفائدة لقرابة ٩،٢٥% وهي أيضا كحزمة إجراءات اقتصادية للتغلب على اثر الأزمة الاقتصادية ولكننا نتفاجئ بأن بعض البنوك لم تستجب بل قامت بأنشاء أوعية ادخارية تدريجية تصل الي ١٥% كعائد سنوي تصرف شهرياً .اي خطة عاجلة قاموا بها.. بل هي إنقاص من رصيد الثقة.
لا أتحدث عن التخفيضات التي قاموا بها للمصانع كثيفة استخدام الطاقة وفي غالبية الأمر هذه المصانع هى ايضاً كثيفة العمالة وكل ما قاموا بها من تخفيضات للطاقة مازالت اضعاف الأسعار العالمية بعد هبوط المنتج النفطي دون مستوى ٢٧ دولار للبرميل اي التخلف عن الركب محليا وعالميا وعدم المنافسة لارتفاع تكاليف الإنتاج. اي خطة عاجلة قاموا بها ..بل هي إنقاص من رصيد الثقة.
اما الشيء المضحك داخل أزمة الكورونا انه تم الإنكار في بداية الأمر عن عدد المصابين والمتوفيين ثم بعد ذلك تم الإفصاح عن تلك الإعداد والإعلان عن رقم ١٠٥ الذي قام به الاتصال بالعديد من المواطنين وفوجئوا بأن الرقم لا يعمل بخلاف الشكاوي من اماكن الحجر والصريخ في اماكن عمل الاختبارات اللازمة وارتفاع أصوات المرضى واهاليهم والأطباء وطاقم التمريض اي المنظومة كاملة وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها هي شبكة التواصل الإعلامي الذي كان يسبق دائما خطوة بخطوة سواء بنقل بعض المعلومات الصحيحة منها والمغلوطه بعض النشرات والمواقع وبرامج التوك شو. اي خطة عاجلة قاموا بها. بل هي إنقاص من رصيد الثقة..
ولن استكمل باقي الأمور من إجراءات الخطة العاجلة ولكن ..اود ان اقول انه التزم الجميع بعدم التجوال في الوقت المحدد في الشوارع الرئيسية فقط لكن الجانبية فحدث ولا حرج (وهو رد علي نقص الثقة وعدم الوعي ) والتزموا أيضا بعطلة الجمعة وأغلقت المحال و المولات و كافة الأسواق التجارية والأماكن الترفيهية ونفاجئ بتنظيم رحلات للشواطئ في أماكن مختلفة اي حالة جماعية وليست فردية كل ما سبق كان نتيجة نقص الثقة و عدم الوعي والذي كان ورائها في الأساس هو عدم وصف الحالة الدقيقة التي تمر بها البلاد ووضع توقيتات محددة بخطة تفصيلية واضحة لتلك الحزمة من الإجراءات من بعض الذين نقول عليهم الاعتاميين وليس الاعلاميين الذين طبلوا للمسئولين وضللوا المشاهدين .
وأيقنت جيدا أنها خطة عاجلة اي عاجلة في إعدادها وليست عاجلة في تنفيذها !!!.