قبل عامين، كانت الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل جبهة دموية تتصاعد منها أعمدة الدخان الأسود حيث يواجه آلاف المحتجين الفلسطينيين القوات الإسرائيلية التي تطلق الرصاص الحي.
لكن السياج الحدودي أكثر هدوءا الآن على الرغم من اقتراب الذكرى الثانية لانطلاق مسيرة العودة الكبرى التي تحل في 30 مارس آذار.
وفي ظل انتشار فيروس كورونا الجديد يناقش منظمون وجماعات فلسطينية إلغاء أو تقليص الفعاليات التي كانت مقررة إحياء للذكرى الثانية.
وأيا ما كان القرار فقد حولت المنشآت الطبية في القطاع بالفعل اهتمامها للتركيز على مواجهة آثار الجائحة بدلا من التركيز على ضحايا الاحتجاجات.
وتم تسجيل تسع حالات مؤكدة في قطاع غزة. والآن تستعد المستشفيات، التي كانت تغص من قبل بالمصابين بأعيرة نارية ومن فقدوا أطرافهم، لمواجهة تحد من نوع مختلف في القطاع الساحلي الضيق والمكتظ بمليوني نسمة الكثير منهم يعيش في مخيمات النزوح.
وتمت إقامة مركز جديد للعزل الصحي في رفح قرب الحدود مع مصر. أما الخيام التي تبرعت بها منظمة الصحة العالمية، على مساحة 42 مترا مربعا، لتكون نقاطا للتعافي من الصدمات فقد تحولت لغرض مواجهة التهديد الجديد.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة ”تم استخدام جميع الخيام والمستلزمات الطبية التي تم استخدامها خلال مسيرات العودة في إجراءات الوزارة التي تهدف إلى حماية شعبنا من فيروس كورونا بما في ذلك تلك الخاصة بمنظمة الصحة العالمية“.
وقام رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة جيرالد روكينشاوب الأسبوع الماضي بجولة في المنشآت الجديدة في رفح مع إيصال فريقه لإمدادات الاختبارات المعملية ومعدات الوقاية الشخصية.
وقال ”تم اتخاذ إجراءات ووضعها موضع التنفيذ لكن غزة بيئة حافلة بالتحديات الصعبة… إنها بيئة شديدة الازدحام… هناك نقص في كل شيء.. في الأدوية وفي الكهرباء وفي الإمدادات ونحن نحاول التعامل مع ذلك“.
* احتجاجات
لم يتضح بعد ما الذي سيحدث في الاحتجاجات الأسبوعية عند الحدود. لكن عدم اتساق الاحتجاجات الحاشدة مع الواقع الصحي الجديد لا يغيب عن بال المنظمين.
وقال أحد المنظمين البارزين لرويترز ”هناك نقاش.. وعلى الأرجح التجمعات الحاشدة التي تم التخطيط لها ستُلغى“.
وفي الأسبوع الماضي قال المتحدث العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن الجنود يتحلون باليقظة للتصدي لمحاولات اختراق السياج الحدودي.
وقال ”نواصل تقييم الموقف ومراقبة ما تفعله حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى في غزة“.
وفي القطاع تظهر آثار الاحتجاجات محفورة في كل مكان ويستمر الجدل بشأنها.
ويقول مهند الأسود (30 عاما) الذي فقد ساقه اليمنى بعد أن أصابتها رصاصة إسرائيلية في 2018 ”لا أعتقد أنها حققت شيئا“. وكان مهند عامل بناء ويبيع الآن المشروبات الساخنة في الشارع.
وتابع قائلا من منزله في الشيخ رضوان ”أنا ضيعت حالي، ضيعت زوجتي وضيعت أولادي… بيقولوا لي خلي عندك عزيمة، أنا عندي عزيمة بس حياتي تدمرت، ما بقدر أضحك على حالي“.
لكن إسماعيل رضوان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال إن الاحتجاجات أجبرت إسرائيل على تخفيف الحصار عن القطاع وقال ”لم يكن الاحتلال سيرضخ لهذه المطالب إلا بسبب المسيرات“.